الباحث: عدد الرموز كان 31 رمزًا فى انتخابات 1956 وللمرشح الحق فى تغييره خلال أسبوع
أرجعت دراسة تاريخية استخدام الرموز الانتخابية فى الانتخابات النيابية والرئاسية وغيرها إلى الأمية التى كانت مرتفعة بشكل كبير فى المجتمع المصرى خلال العقود الماضية.
وأوضح الباحث، فى دراسته عن «تاريخ الرموز الانتخابية عبر العصور»، أنه رغم تطوير العالم للعملية الانتخابية باستخدام التقنيات الحديثة مثل الكمبيوتر وشبكة الانترنت إلا أننا لانزال نتمسك بالرموز الانتخابية، وتتمسك بعض الأحزاب برموز معينة.
وقال الباحث إن استخدام الرموز الانتخابية فى مصر يرجع إلى قانون مباشرة الحقوق السياسية 73 لسنة 1956 الذى ألزمت المادة 29 فقرة 3 منه اقتران اسم كل مرشح للانتخابات، وكل موضوع مطروح للاستفتاء بلون أو رمز يحدد وبقرار من وزارة الداخلية التى أصدرت أول قرار يحدد الرموز الانتخابية، ويدون بها أسماء المرشحين وصفة المرشح ورمزه الانتخابى.
وأكد الباحث أن عدد الرموز آنذاك كان 31 رمزا، حيث كان عدد المرشحين يتراوح من 3 إلى 10 مرشحين فى الدائرة، ومع تزايد أعداد المرشحين فى الانتخابات التالية أصدر وزير الداخلية عام 1984 قرارا بزيادة الرموز إلى 100 رمز، وأعطى القرار 59 الحق للمرشح فى تغيير رمزه الانتخابى خلال سبعة أيام من تحديد الرموز، وأشار إلى أن مصر لم تنفرد باستخدام الرموز الانتخابية فهناك أيضا دول فى أفريقيا وآسيا تستخدمها.
وقال عبدالمنعم إن الرموز والعلامات صارت لغة عالمية تلعب دورا مهما فى تسهيل المعرفة، فهناك مئات من علامات وإشارات المرور على الطرق المختلفة، وإشارات ورموز فى المتاحف والخرائط، والتى صارت أداة للتواصل بين الجميع مع اختلاف لغاتهم وثقافاتهم.
وتابع: لعل القارئ لا يدرى أنه حين يستعين بلغة الرموز فهو يتعامل بأقدم لغة فى العالم وهى اللغة الهيروغليفية، التى تعتمد مفرداتها على الرموز المرسومة، وبهذا فنحن أمام أثر حضارى أثر فى الفكر الإنسانى، فالفراعنة استعانوا برسم الوجه تعبيرا عن النهر، والريشة تعبيرا عن الصقر «رمز الإله حورس « والجبل بثلاث مثلثات والعدالة بالميزان.
وأضاف الباحث أن الرموز الفرعونية تعبر حتى الآن عن المعانى والأشياء والمدلولات منها مثلا رسم الأفعى رمزا للصيدلة والميزان رمزا للعدالة والقناع للتمثيل والمسرح والبيضة والخرزة الزرقاء وغيرها لسهولة الرمز فى التعبير ووضوحها وجاذبيتها.
واستطرد الباحث إلى أن الرمز أيضا كان لغة فى العصور الوسطى، فقد استخدمه الفرنسيون والبرتغاليون والإسبان والهولنديون، وتابع أن ظاهرة الشعار فى أوروبا ظلت غامضة، وقد كانت الشعارات موجودة فى القرن العاشر، حيث تظهر إشارة إلى قطع القماش التى وجدت فيما بعد فى الأجزاء الرئيسية للشعار فى عام 984، فى المبادرة التى أقامها فى جوتنين، دوق ساكس هنرى لوالور الذى صار فيما بعد إمبراطورا على ألمانيا.
وفى القرن التالى وجدت شعارات فى فرنسا. ويبدو خاتم ادالبرت دوق ومركيز اللورين (1030) على هيئة نسر طائر على انخفاض، ويبدو خاتم روبرت كونت افلاندوز (1027) محملا بأسد، أما خاتم سان جيل كونت تولوز، فكان يحمل صليبا مفرغا ومرقطا. غير أن الشعارات لم تنشأ تماما الا بعد ان أصبحت شعارات النبالة وراثية، وكان ذلك فى عهد الحروب الصليبية، كما يقول بعض المؤرخين، أو ابتداء من القرن 12 كما يقول آخرون.
وأخيرا فإن شعوبا عديدة من عصر ما قبل الميلاد، كانت تستخدم بعض الرموز والعلامات والأشكال القومية المميزة, كانت تتألق فوق رءوس جنود الكتائب، بدلالات رمزية معينة.