عمرو موسى يفتح ملفات السياسة الإقليمية والدولية.. في ندوة عن كتاب سنوات الجامعة العربية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عمرو موسى يفتح ملفات السياسة الإقليمية والدولية.. في ندوة عن كتاب سنوات الجامعة العربية

حسام شورى
نشر في: الأحد 28 مارس 2021 - 7:20 م | آخر تحديث: الأحد 28 مارس 2021 - 7:21 م

- صعود الإخوان للحكم كان مفيدا لمصر ليرى الناس حقيقتهم.. والفكر الدولي تغير تجاههم
- التقارب التركي المصري يعني تغيير الفكر الدولي تجاه قضية الإخوان المسلمين
- الجامعة العربية بها "كوادر" وليسوا "مرتزقة" وهناك فرص للتعاون العربي
- القذافي كان يرى مبارك وبن علي ضعيفين وصدم عندما ثار شعبه عليه
- الثورات حدثت بسبب الحكم العربي غير الرشيد.. وأصبحت درسا للحكام

قال الدكتور عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية إن ما يحدث من تقارب تركي مصري مؤخرا يعبر عن تغيير الفكر التركي تجاه قضية الإسلام السياسي، ما يعني تغيير الفكر الدولي تجاه فكرة تسيد تلك الجماعات وإعدادها لقيادة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذا المنطق تغيير من خلال مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأضاف خلال ندوة بعنوان "سنوات الجامعة العربية" والتي أقامها مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية CCSS متحدثا عن كتابه الصادر عن دار الشروق بعنوان "كتابيه.. سنوات الجامعة العربية" أنه ليس من طبعه كتابة يوميات وإنما تسجيل نقاط بأهم الأشياء التي يريد أن يتذكرها فيما بعد، وهو ما اعتمد عليه في كتابة المذكرات قبل تحريرها وتحقيقها، موضحا أن الجزء الثالث من مذكراته سيروى الفترة من يوليو 2011 حتى الليلة التي بدأ فيها حكم الرئيس السيسي في 2014، لأنه كان متداخل في أحداث تلك الفترة.

وفي حديثه عن دعم بعض الدول لجماعة الإخوان المسلمين ذكر موقف حدث بين الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجم الدين أربكان رئيس الوزراء التركي، عندما التقيا في الولايات المتحدة الأمريكية في تسعينيات القرن الماضي، فطلب أربكان من مبارك الإفراج عن الإخوان المسلمين، فروى موسى أن رد مبارك حينها كان: "إذا كنتم تريدون الإخوان ابعتوا لي طلب وانا أرسلهم لكم إلى تركيا".

وفي السياق نفسه قال إنه كان مؤمنا بترشحه لرئاسة الجمهورية وأراد خدمة مصر من خلال أفكار بينها في برنامجه، مشيرا إلى أنه راضٍ عن كل ما حدث بعد ذلك، مدللا بأنه إذا كان فاز بالرئاسة في 2012 ربما كان أخر ذلك صعود الإخوان وبقيت الجماعة نشطة إلى الآن، ولكنه كان من الأفضل صعود الإخوان للحكم حتى يرى الناس حقيقتهم.

وأشار موسى إلى أنه عندما تولى مسؤولية الجامعة العربية وجد أن بها كوادر "مهمة" وليس "مرتزقة" كما يظن البعض، مؤكدا أنه خلال فترة رئاسته للجامعة كان لديها احتياطي من الأموال والعملة الصعبة؛ بسبب اهتمام الدول العربية بدورها في ذلك التوقيت؛ "فكانت الدول تمول والدول الغنية تدفع بدلا من شقيقتها الفقيرة".

وتابع قائلا إن الحديث عن فشل العمل العربي غير صحيح، وأن هناك فرص ممكنة، مشددا على أن الأمور لن تعود لما كانت عليه قبل 2011، وهو ما يجب أن تستوعبه الشعوب والحكومات.

ولفت الأمين العام السابق للجامعة العربية إلى أن ما حدث في العراق بعد 2003 "مأساة كبرى" وأن عودة هذا البلد ليكون دولة مسألة صعبة ولكنها بدأت؛ من خلال وضع الأمور في نصابها واعتبار المواطنة عماد الدولة قبل الديانة والمذهب.

وذكر أن الزعيم الليبي معمر القذافي كان يعتبر الرئيس المصري مبارك والتونسي بن علي ضعيفين لما حدث خلال ثورة شعبيهما عليهما، ولكن موسى قال إن ما حدث إن مبارك فاق، ولكن متأخرا، وتنحى وبن علي قال "أنا فهمتكم" ما يعني أنه لم يكن يفهم شعبه، وأن الرئيسين أدركا حالة الغضب في الشارع، لكن القذافي صدم فيما حدث له وثورة الشعب عليه.

وشدد موسى على أن التغيير كان يمكن الدفع به، قبل الثورات، إذا كان في الوطن العربي حكم رشيد، وهو ما سمح للدول الأجنبية للتدخل، معتبرا أن يكون ما حدث درسا للحكام العرب كي يعملوا على تقوية حركة المجتمع.

كانت "دار الشروق" أصدرت كتاب "سنوات الجامعة العربية" لـ"عمرو موسى"، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، ومتوفر حاليا بفروع مكتبات الشروق وجميع المكتبات الكبرى.

وفي هذا الكتاب يقدم عمرو موسى شهادته الموثقة عن عشر سنوات صاخبة أمضاها أمينا عاما لجامعة الدول العربية خلال الفترة من عام 2001 إلى 2011؛ على مدى 19 فصلا، موزعة على 574 صفحة من القطع المتوسط، حيث يصطحبك إلى الجلسات المغلقة والساخنة في القمم العربية المختلفة، ويجلسك بين الملوك والرؤساء من خلال محاضر هذه الجلسات، ويدخل بك اجتماعات وزراء الخارجية العرب في اللحظات الحرجة التي مرَّت على العالم العربي من حروب وخلافات وانقسامات سياسية؛ لتسمع وتشاهد وتطلع بنفسك على رؤية جميع القادة في القضايا والأزمات التي عاشها العالم العربي في عشرية خطيرة ومفصلية من تاريخنا العربي الحديث.

إن ما كشفه "موسى" في هذا الكتاب، بشجاعة وصدق، عن أحداث لم يكن فقط شاهدا عليها، بل كان أحد صناعها واللاعبين الأساسيين في إخراجها؛ فيقودنا إلى مكامن الخطر التي تحيق بالعالم العربي والعمل العربي المشترك؛ ليدق ناقوس الحقيقة والخطر لمن أراد أن يدرس.. ولمن أراد أن يعرف؛ ليبني مستقبلا أكثر تفاؤلا وأملا أكثر مما فات.

والقيمة الكبرى المضافة لهذا الكتاب، تكمن في أنه يقدم سردية عربية يكتبها الأمين العام بشأن العديد من القضايا العربية الرئيسية خلال سنوات وجوده على رأس العمل العربي المشترك، في ظل ندرة السرديات أو الروايات العربية التي تنطق برؤية العرب ومنطقهم إزاء هذه القضايا.

يذكر أن كتاب "سنوات الجامعة العربية"، قام بتحريره وتوثيقه الكاتب خالد أبو بكر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك