"البشر نوع اجتماعي للغاية، والرابط الذي يجمعنا هو قدرتنا المشتركة ورغبتنا في التعلق، والدافع للتواصل والمشاركة والحماية والعناية، ويتعامل البشر المرتبطون، بأمان، مع العلاقات بشكل تعاوني، ويعملون معًا لتحقيق الأهداف المشتركة، ويشاركون معلومات دقيقة وصادقة، ويعبرون عن المودة والضعف لبناء الثقة والألفة في علاقاتهم، قد يكون هناك صراع، وقد يكون هناك خلاف، لكن الدعم المتبادل هو أساس العلاقة والاحترام والحب"، هكذا تقول جولي إل هول، المتخصصة في التعافي من الصدمات الناتجة عن العلاقات النرجسية.

على النقيض من ذلك، يعتبر ارتباط الشخصية النرجسية بالآخرين عدائيًا، وهو مفهوم في علم الأحياء يشير إلى العلاقة التي يستفيد فيها كائن حي على حساب آخر، الأشكال الشائعة للعداء في الطبيعة هي الافتراس والمنافسة والتطفل، وهي علامات بارزة في العلاقة مع شخص نرجسي.

تقول هول: "في عالم الحيوان، عادة ما يقتل المفترس فريسته ويأكلها للحصول على هدفه، أما في علاقة إنسانية مفترسة مع شخص نرجسي، قد يكون هناك قتل بصور أخرى، من خلال الهيمنة والقهر المستمر؛ نظرًا لأن النرجسيين ينظرون إلى جميع العلاقات على أنها صراع من أجل الهيمنة، فإنهم عاطفيًا، وربما أيضًا جسديًا وجنسيًا، يضطهدون وينتهكون الآخرين للحفاظ على مشاعر القوة والسيطرة".

تختلف الأشكال النرجسية للسيطرة، منها الواضح مثل الضرب، والتوبيخ والشتائم والنقد اللاذع، وقد تكون مناورات أكثر عدوانية سلبية مثل المعاملة الصامتة والابتعاد والسخرية والتهديدات المستترة، والهدف هو التنمر على الشخص الآخر للخضوع.

أما المنافسة، فهي نوع آخر من العداء الذي يفضح الشخصية النرجسية، حيث يتعامل النرجسيون مع العلاقات بشكل متعارض، ينظرون إلى الأشخاص الآخرين، حتى أفراد عائلاتهم، كمنافسين على الموارد، قد تكون هذه الموارد أشياء ملموسة وغير ملموسة، مثل الاهتمام والحب والاندماج والاحترام والإعجاب والمودة.

وهم ينظرون إلى الحياة على أنها لعبة محصلتها صفر، لا يمكنهم الفوز فيها إلا إذا خسر شخص آخر، يعمل النرجسيون باستمرار على تقويض من حولهم، مع التأكيد على تفوقهم واستحقاقهم الأكبر لكل شيء، تشمل السلوكيات النرجسية، التنافسية النموذجية داخل العلاقات، التباهي والمبالغة في الكلام، والمدح للذات، واللوم، والغش، والتقليل من الآخر وتطبيق المعايير المزدوجة، وتشويه المعلومات وتزييفها.

أما آخر العلامات الواضحة في العلاقة مع شخص نرجسي، هي التطفل، يتغذى الطفيل على كائن حي مضيف على حساب المضيف الآخر، مما يتسبب في النضوب والمرض وأحيانًا الموت، ذلك في الحيوانات، أما في العلاقات البشرية، يظهر التطفل على أنه استغلال في العلاقات، وعادةً ما يتلاعب النرجسي أو يجبر الشخص الآخر على توفير موارد مستمرة مثل المال أو امتيازات أخرى، مثل المكانة الاجتماعية، والجنس، والرعاية وغيرها من أشكال الخدمات المادية أو المعنوية.

ولكي يجعل النرجسي الطرف الآخر قابل للاستغلال، يتبع أساليب مثل تحفيز الشعور بالذنب والإغواء والعقاب بالبعد أحيانا، وتعزيز إيهام غير حقيقي لدى الشخص لدفعه نحو أفعال غير راضٍ عنها.

وتؤكد هول أنه يعد التباين بين وجه النرجسي العام "المزيف" والخاص "الحقيقي"، أحد أكثر الجوانب المربكة والخطيرة لاضطراب الشخصية النرجسية، هذا التفاوت يجعل من الصعب التعرف على حقيقة الإساءة لأولئك المستهدفين، بل ويصعب تحديدها.