فتحي عبدالوهاب: الريادة ستظل لمصر.. ومن المستحيل محو 130 عامًا من التاريخ الفني - بوابة الشروق
الأحد 28 سبتمبر 2025 1:58 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لقمة الأهلي والزمالك المقبلة؟

فتحي عبدالوهاب: الريادة ستظل لمصر.. ومن المستحيل محو 130 عامًا من التاريخ الفني

تقرير- إيناس العيسوي:
نشر في: الأحد 28 سبتمبر 2025 - 12:44 ص | آخر تحديث: الأحد 28 سبتمبر 2025 - 12:44 ص

هشام سليم دعمني وشجعني في أول "شوت" في حياتي: "البلد كلها متحاوطة.. انتوا رايحين فين".
نور الشريف ود. يحيى الفخراني استخدما المنهج الذكوري في التمثيل، بينما اعتمد أحمد زكي على المنهج الأنثوي، أما ميريل ستريب وسعاد حسني فجمعا بين المنهجين.
من الصعب تقديم أجزاء جديدة من "صعيدي في الجامعة الأمريكية" أو "سهر الليالي" أو "فيلم ثقافي"، لأنها عُرضت في ظروف ثقافية واجتماعية واقتصادية محددة.


استضاف مسرح الريحاني "سوكسيه" بمنطقة وسط البلد ماستر كلاس للفنان فتحي عبدالوهاب، ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان إيزيس لمسرح المرأة "دورة سميحة أيوب"، وذلك مساء اليوم، بحضور رئيسة المهرجان الممثلة والمخرجة عبير لطفي، والفنان أشرف عبدالباقي، والفنانة والإعلامية سالي سعيد، والفنانة بسمة ماهر.

في بداية اللقاء، حرص الفنان فتحي عبدالوهاب على توجيه التحية والشكر للفنان أشرف عبدالباقي على استضافته للماستر كلاس بمسرح نجيب الريحاني "سوكسيه"، وعلى مشاركته كأحد رعاة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة باستضافة عدد من العروض والفعاليات. ومازح عبدالوهاب صديقه عبدالباقي الذي لم يتجاوز ظهوره على المسرح لحظات قصيرة، قوبل خلالها بحفاوة كبيرة من الحضور، قائلاً عنه إن حضوره "رهيب" على المسرح، وإن هذه اللحظة القصيرة جدًا قاعدة من قواعد الارتجال.

وتحدث الفنان فتحي عبدالوهاب خلال الماستر كلاس عن أساليب الأداء التمثيلي وكيفية تجسيد الشخصيات، موضحًا الفارق بين أن يؤدي الممثل الشخصية أو أن يكون هو الشخصية. وأشار إلى أنه عندما شارك في فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" في بداياته الفنية، كان يمثل الشخصية ولم يكن هو الشخصية، وذلك لعدة أسباب، أهمها نقص الخبرة الحياتية. بينما مع شخصية "حمزة الحناوي" في مسلسل "لمس أكتاف" أصبح هو الشخصية ولم يكن مجرد مؤدٍ لها. وأضاف أنه يقتنع بأن كلما كان الإنسان حقيقيًا في حياته، كان بالضرورة حقيقيًا في عمله، فالتجارب الإنسانية العادية حين تعاش بصدق، تساعد الممثل على التعبير بصدق. لذلك – حسب قوله – لا يمكن لشخص كاذب أو منافق أو "فهلوي" أن يكون ممثلاً صادقًا.

وتابع: "منذ عامين قدمت شخصية العفريت في مسلسل (المداح)، والأكيد أنني لم أكن الشخصية التي أمثلها. ولكن عندما قدمت في نفس العام دور (نظام الملك) في مسلسل (الحشاشين)، كنت أنا الشخصية لا أؤديها فقط، وهذا الأمتع لي وللمتفرج أيضًا". وأوضح أن البعض لم يكن يعرف من هو "نظام الملك"، رغم أنه شخصية تاريخية مهمة، لكن إحساس الناس بصدق الأداء دفع كثيرين للبحث عن معلومات عنه ودوره في الدولة السلجوقية.

وكشف الفنان فتحي عبدالوهاب خلال الماستر كلاس عن أنه سيقدم جزءًا جديدًا من مسلسل "المداح"، الذي ظهر فيه بدور عفريت في جزئه الرابع.

وأضاف عبدالوهاب أن الشخصية تتكون وتتشكل داخل عقل الممثل؛ يراها، يشعر بمشاعرها، يسمع صوتها، ويرى تفاصيل خاصة بها خارج النص المكتوب. وأوضح أن الشخصية في البداية تكون ضبابية وهشة، لكن تراكم الخبرة والمعرفة والتجارب الحياتية يسهم في نضجها داخل عقل الممثل.

وأشار عبدالوهاب إلى وجود منهجين في التمثيل وتجسيد الشخصيات: المنهج الأنثوي والمنهج الذكوري. الأول يعتمد على الوجدان، والثاني على العقل، ويرتبط بتكنيك وحرفية عالية. وأكد أن نور الشريف ود. يحيى الفخراني اعتمدا المنهج الذكوري، وأصبحا الشخصية التي يقدمانها، بينما استخدم أحمد زكي المنهج الأنثوي. أما ميريل ستريب وسعاد حسني فجمعا بين المنهجين. وأضاف أن الشخصية هي التي تفرض على الممثل اختيار المنهج الأنسب لتقديمها.

وأكد عبدالوهاب أن دور المخرج أهم من دور الممثل، لأنه يرى العمل ككل، ولولاه لما خرجت الشخصيات الخالدة التي عرفها تاريخ الفن. وأوضح أن المخرج هو الذي يجعل من الممثل أداة توصيل جيدة أو رديئة، مضيفًا أنه كان محظوظًا بالعمل في بداياته مع مخرجين متميزين تعلم منهم الكثير، وصار يقيس على تجاربه معهم جودة أي مخرج يعمل معه لاحقًا.

وعن الأجزاء الجديدة للأفلام التي شارك فيها مثل "صعيدي في الجامعة الأمريكية" و"سهر الليالي" و"فيلم ثقافي"، قال عبدالوهاب إن هذا سؤال يُوجَّه للمنتج والمخرج والمؤلف، لكنه يرى من جانبه أنه من الصعب جدًا تقديمها، لأن هذه الأعمال طُرحت في ظروف موضوعية محددة، أي ضمن حالة ثقافية واجتماعية واقتصادية ودينية معينة. وضرب مثالًا بـ"فيلم ثقافي"، الذي حقق نجاحًا كبيرًا على مستوى العرض التلفزيوني، لكنه لم يحقق نجاحًا تجاريًا في السينما، بسبب سوء فهم البعض لطبيعته، ولأن عرضه تزامن مع أحداث سياسية صعبة مثل الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وأكد أن نجاح أي فيلم تجاريًا يرتبط دائمًا بالظروف المحيطة وقت عرضه.

وأضاف أن الواقع يتغير باستمرار، وهو ما يفرض على الممثل ألا يظل جامدًا أو يكرر رؤيته في تجسيد الشخصيات، وإلا سيتوقف مشواره الفني.

كما شدد عبدالوهاب على أن الفن المصري قادر على المنافسة ولا يقل جودة عن الأعمال العالمية، مؤكدًا أن كل صناعة تمر بمراحل صعود وهبوط، وأنه لكي تنجح لا بد أن تمر بمرحلة هبوط، مشيرًا إلى أن الريادة الفنية ستظل لمصر، لأنه من المستحيل محو ما بُني على مدار أكثر من 130 عامًا من تاريخ مسرحي وسينمائي وموسيقي وغنائي ثري.

وأوضح أن الفرق بين التمثيل في المسرح والسينما والتلفزيون تقني فقط. ففي المسرح يعتمد الأمر على التجهيزات واستخدام طبقة صوت تُمكّن آخر مشاهد في القاعة من سماع الممثل بوضوح. وبروح ساخرة علّق على المقولة الشهيرة: "الست العجوزة اللي ورا في المسرح لازم تسمع"، مؤكدًا أنها غير صحيحة. فالممثل أدواته واحدة في جميع الوسائط، والفرق فقط في التكنيك.

وأضاف أن بعض مخرجي السينما والدراما التلفزيونية ينظرون إلى المسرح كأنه "مسرح الأبيض والأسود"، وآخر علاقتهم به مسرحية "إلا خمسة"، فيظنون أن ممثل المسرح يبالغ دائمًا في الأداء. بينما المخرج الجاد، كلما قدّم عملاً مهمًا، يحرص على مشاهدة تجارب مسرحية جديدة، سواء مستقلة أو تابعة للدولة أو خاصة، مثل المخرجين كريم الشناوي وهاني خليفة، اللذين يحرصان على متابعة المسرح باستمرار.

واستعاد عبدالوهاب ذكريات أول "شوت" في حياته، وكان مع الفنان هشام سليم، إذ لم يقل سوى جملة واحدة: "البلد كلها متحاوطة.. انتوا رايحين فين"، لكنه أعادها 26 مرة. وأوضح أنه رغم كونه ممثلًا مسرحيًا متميزًا في الجامعة، إلا أن دعم وتشجيع هشام سليم كان له أثر كبير في تلك اللحظة.

شهد الماستر كلاس تفاعلاً كبيرًا من الشباب، وحرص الفنان فتحي عبدالوهاب على الإجابة عن أسئلتهم وتقديم النصح لهم ليستفيدوا من خبراته وهم يستعدون لشق طريقهم في مجال الفن.

ويُنظم مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة مؤسسة "جارة القمر"، وتتشكل إدارته من المخرجة والممثلة عبير لطفي رئيسة المهرجان، والكاتبة والمخرجة عبير علي حزين، والكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم المديرتين الفنيتين، ومصطفى محمد ومنى سليمان المديرين التنفيذيين. ويقام المهرجان تحت رعاية وزارة الثقافة، وبمشاركة ودعم وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد الأوروبي للمعاهد الثقافية (EUNIC)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، ومؤسسة "اتجاه"، والمعهد الثقافي الإيطالي، وسفارة إسبانيا بالقاهرة، والهيئة العربية للمسرح، والمجلس القومي للمرأة، ووزارة الاتصالات، والسفارة الهولندية بالقاهرة، ووكالة التعاون الإيطالي، وسفارة النرويج بالقاهرة، ومؤسسة "زاد للفنون"، ومعهد ثربانتس بالقاهرة، ومؤسسة مصر الخير، ودار ريشة للنشر والتوزيع، ومؤسسة اليابان بالقاهرة، وقطاع المسرح، والمجلس الأعلى للثقافة، والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وصندوق التنمية الثقافية، والهيئة العامة لقصور الثقافة، ومؤسسة "صناع الحياة"، و"وصلة للفنون"، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، و"كالتوجراف"، ومسرح الريحاني "سوكسيه"، ومعهد جوته الألماني بالقاهرة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك