نظّم متحف شرم الشيخ، اليوم الثلاثاء، ورشة فنية وثقافية للأطفال تحت عنوان "احكي وسجّل"، بهدف رفع الوعي بأهمية التراث اللامادي ودور الصوت والصورة في حفظ ذاكرة الشعوب، وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتراث السمعي والبصري.
وأوضح محمد حسنين، مدير المتحف، أن الورشة تضمنت جانبًا نظريًا من خلال تقديم شرح مبسّط للأطفال حول أهمية التراث اللامادي السمعي والبصري، وما يمثّله من قيمة في توثيق التاريخ المصري والهوية والثقافة المصرية، إضافة إلى استماع الأطفال إلى حكاية تراثية بعنوان "نفسك تطلع إيه؟"، من أداء الإذاعية القديرة أبلة فضيلة، إحدى رموز التراث الإذاعي المصري.
وأضاف مدير المتحف أن الجانب العملي للورشة أتاح للأطفال التعبير عن تأثرهم بالقصة كلٌ بطريقة خاصة، حيث قام بعضهم برسم شخصيات وأحداث القصة كما تخيلوها، بينما اختار آخرون كتابة قصة جديدة مستوحاة مما استمعوا إليه.
وأكد حسنين أن الورشة شهدت أجواءً من المتعة والإبداع والتفاعل، حيث عاش الأطفال تجربة فريدة تجمع بين الفن والتراث والتعلم، في إطار رسالة المتحف الهادفة إلى ربط الأجيال الجديدة بتراثهم المصري الأصيل.
وأشار إلى أن اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري هو احتفال أعلنته اليونسكو للاعتراف بأهمية الحفاظ على الذاكرة السمعية البصرية، ويأتي هذا العام تحت شعار "نافذتك على العالم"، لتسليط الضوء على كيفية فتح الصور المتحركة والأصوات أعيننا على تنوّع الثقافات والتواريخ والهويات، وتعزيز الروابط بين الناس عبر الأجيال والقارات.
كما لفت إلى أن الوثائق السمعية البصرية، مثل الأفلام والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، والصوت والفيديو، تشكّل تراثًا مشتركًا يحتوي على السجلات الأولية لتاريخ القرنين العشرين والحادي والعشرين، وتروي قصصًا عن معايشة الناس وثقافاتهم ومجتمعاتهم ولغاتهم وتقاليدهم، مجسدةً التنوع الثقافي واللغوي، وموفرة نافذة على العالم لمتابعة فعاليات لم نحضرها شخصيًا، والاستماع إلى أصوات من الماضي لم تعد قادرة على الكلام، كما تعزز حرية تداول الأفكار من خلال الكلمة والصور، فهي ليست مجرد قطع أثرية تاريخية، بل سجلات حيّة للإبداع والمرونة والتجربة الجماعية.
وأكد حسنين أن الحفاظ على هذه الأرشيفات يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية لصون ذاكرة الإنسانية، مشيرًا إلى أن المتحف يسعى دائمًا للحفاظ على التراث السمعي البصري من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات، مثل إنتاج أفلام وثائقية وإقامة معارض للصور الأرشيفية والفوتوغرافية، التي تعكس عظمة مصر وجمالها عبر العصور، منذ الحضارة المصرية القديمة وحتى اليوم، إلى جانب توثيق المتاحف ذاتها وما تحويه من كنوز حضارية وتراثية.