قالت الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة للتراث الثقافي غير المادي، إن مصر أصبحت من الدول العربية الرائدة في تسجيل عناصر تراثها غير المادي بمنظمة اليونسكو، حيث بلغ عدد ما تم تسجيله عشرة عناصر، نصفها مصري خالص هي: السيرة الهلالية، والأراجوز، ورحلة العائلة المقدسة، والتحطيب، والنسيج اليدوي، فيما الخمسة الأخرى مسجلة بالاشتراك مع دول عربية شقيقة.
وأضافت في لقاء خاص مع قناة «إكسترا نيوز» أن اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، التي انضمت إليها 185 دولة، لا تسمح بتقديم أكثر من 60 ملفًا سنويًا، ما يجعل عملية التسجيل انتقائية ودقيقة. وأشارت إلى أن الدول تتناوب في تقديم ملفاتها عامًا بعد عام، وتستغل فترات التوقف في إعداد ملفات مشتركة لضمان حماية الموروثات المتقاربة.
وأوضحت أن الحاجة إلى فصل التراث المادي عن غير المادي ظهرت عام 2003 بمبادرة يابانية، لتوسيع مفهوم التراث بحيث يشمل الفنون والعادات والطقوس الشعبية.
وأكدت أن مصر كانت من أوائل الدول التي وقعت على الاتفاقية، بل شاركت قبل اعتمادها في برنامج «روائع التراث العالمي» من خلال تسجيل السيرة الهلالية، التي أصبحت أول ملف مصري يُدرج رسميًا في قوائم اليونسكو.
سبق وأدرجت مصر في 2024 الحناء والسمسمية ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي في الدورة التاسعة عشرة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث، المنعقدة في أسنسيون بجمهورية باراغواي عام 2024، تأكيدًا على عمق الموروث الشعبي المصري وامتداده الإقليمي.
الحناء، التي تشترك فيها مصر مع عدد من الدول العربية، تُعد رمزًا للفرح والزينة في المناسبات الاجتماعية، من الأعراس لاستقبال المواليد، وترتبط بعادات وطقوس تمتد قرونًا، تحمل دلالات جمالية وروحية في حياة النساء. أما السمسمية، فتجسّد روح مدن القناة والبحر الأحمر؛ آلة بسيطة في شكلها، لكنها تحفظ ذاكرة المكان وصوت الناس. يصنعها الصيادون والبحارة بأيديهم من مواد طبيعية، ويعزفونها في الأفراح والمهرجانات، كأداة تجمع بين الفن والهوية والتماسك الاجتماعي.