أصوات من نور (17).. الشيخة منيرة عبده: قارئة القرآن التي أوقفتها فتوى «صوت المرأة عورة» - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 10:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أصوات من نور (17).. الشيخة منيرة عبده: قارئة القرآن التي أوقفتها فتوى «صوت المرأة عورة»

عبدالله قدري
نشر في: الخميس 29 أبريل 2021 - 2:22 م | آخر تحديث: الخميس 29 أبريل 2021 - 2:22 م

تواصل «الشروق» نشر حلقات سلسلة أصوات من نور، وفي هذه الحلقة، نستعرض ملامح من حياة الشيخة منيرة عبده، وهي من الأعلام البارزين في مجال تلاوة القرآن الكريم.

لم تحقق الشيخة منيرة عبده شهرة واسعة مقارنة بالشهرة التي حققتها زميلتها كريمة العدلية، بالرغم من وصول صوتها إلى العالم العربي عبر ميكروفونات الإذاعات الأهلية المصرية.

ويقول الكاتب الصحفي الراحل محمود السعدني، في كتابه "ألحان من السماء" إن منيرة عبده قرأت أول مرة القرآن في عام 1920، وكانت حينها فتاة صغيرة في الثامنة عشرة من عمرها. وكانت نحيفة وضعيفة وكفيفة أيضا.

أحدث ظهور منيرة عبده ضجة كبيرة في العالم العربي، ولم يمض وقت طويل حتى صارت ندا للمشايخ الكبار، وذاع صيتها خارج مصر، وتهافت عليه جميع إذاعات مصر الأهلية.

وفي عام 1925 عرض عليها أحد التجار الأثرياء التوانسة إحياء شهر رمضان في قصره بصفاقس وبأجر ألف جنيه، وكان حينها مبلغا كبيرا جدا وله قيمة عالية.

لكن منيرة عبده الفتاة الصغيرة والكفيفة لم تستطع تحقيق أمنية الرجل الثري، فلم يكن من الرجل إلا الحضور إلى القاهرة وقضاء شهر رمضان في مصر.

وحين أنشئت الإذاعة الرسمية في القاهرة، كانت الشيخة منيرة عبده في طليعة الذين رتلوا القرآن من خلال موجات الإذاعة، وكانت تتقاضى أجر 5 جنيهات، في الوقت الذي كان يتقاضى الشيخ محمد رفعت 10 جنيهات.

ويقول السعدني إن الشيخة منيرة عبده كانت تفضل الشيخ محمد الصيفي على جميع القراء، وتعتبره شيخ القراء جميعا.

خفت نجم الشيخ منيرة عبده، واختفت عن الساحة القرآنية، قبل الحرب العالمية الثانية، حين أفتى بعض المشايخ بأن صوت المرأة عورة، فابتعدت عن الإذاعة المصرية، وتوقفت إذاعة لندن وإذاعة باريس عن إذاعة اسطواناتها خوفا من غضب المشايخ الكبار.

في أواخر حياتها، اعتكفت الشيخة منيرة عبده في بيتها، تتذكر ذكرياتها الجميلة مع قراءة القرآن، وعاشت حتى ماتت وهي تمارس هوايتها الوحيدة، وهي الاستماع إلى أصوات العمالقة من القرآن الكريم، والتي كانت تحتفظ بمجموعة كبيرة من الأسطوانات التي تحفظ أصواتهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك