قال محمد عبد القادر عون مدير إنتاج سابق بشركة وسط الدلتا الزراعية لاستصلاح الأراضي، إن الفلاح يجني المحصول الشتوي مثل القمح والفول، ويحرث الأرض ويجهزها ويزرع المحاصيل الصيفية مثل الارز والقطن والذرة في نفس الوقت، وهي فترة شافة وصعبة على الفلاح إذ يواصل العمل الليل بالنهار.

وأضاف: "لأن تلك العمليات أصبحت تعتمد بشكل كبير على الميكنة الزراعية، بعد انخفاض أعداد اليد العاملة في الريف، ولتوفير الجهد والوقت، فقد حل السولار محل اليد العاملة، وأصبح العنصر الرئيس والهام في جميع العمليات الزراعية".

وتابع «عون» أن "فدان القمح يحتاج إلى 5 صفائح سولار خلال فترة زراعته التي تستمر لـ6 أشهر بسعر 40 جنيها، من محطات وقود تزيد من سعر صفيحة السولار الحقيقية بـ3 جنيهات فقط، لما تحتاجه آلات الحصاد والميكنية والدراسة والري، وأن أغلب الفلاحين يعتمدون على السوق السوداء"، مضيفا "لأول مرة منذ عهد مبارك يمر الموسم بدون أزمة سولار، وهو ما انعكس على الفلاح والموسم إيجابيا بشكل كبير".

 محمد عبدالقادر عون

من جانبه، قال عضو الاتحاد التعاوني مجدى عيسى، إنه "رغم زيادة حجم توريد القمح، إلا أن هذا الموسم لم يشهد أي أزمات في توافر السولار"، مضيفا أن "الشكاوى من عدم توافر السولار بمحطات الوقود التي تتكرر كل عام، اختفت هذا الموسم، نتيجة توافره بأسعار متقاربة".

وأضاف «عيسى»، أن "احتياجات المحافظات من السولار لعمليات الزراعة من حصاد وري ودراسة للمحاصيل الزراعية الموسم الحالي بلغت 850 ألف طن سولار، وبالنسبة للكميات المطلوبة من السولار لقطاع الزراعة الآلية تبلغ 3 آلاف طن، وألفين طن للهيئة العامة للجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الأراضي، و105 أطنان لقطاع استصلاح الأراضي".

وأشار إلى "الانتهاء من حصاد 3.3 مليون فدان قمح، من إجمالي المساحة المنزرعة والتي تبلغ 3.4 مليون فدان"، مضيفا أن "عملية الحصاد ما زالت مستمرة حتى الأسبوعين المقبلين".

ولفت إلى أن الأزمات التي حدثت خلال الأعوام السابقة كانت نتيجة الانفلات الأمني، موضحا أن "تلك الصورة اختفت تماما حاليا نتيجة الانتشار الأمني بقوة والمراقبة الصارمة، حتى توصلنا لرقم كبير في حجم التوريد للقمح، لم نصل إليه طوال زراعتنا له ورغم ذلك لم نشتك من السولار".

 مجدي عيسى

وطالب «عيسى» بزيادة الصوامع لتخزين القمح ليكون هناك استعداد لاستلام كميات أكبر من الفلاحين، موضحا أن "سبب الزيادة في التوريد هذا الموسم، هو أن الدولة لم تكن تسمح بزيادة الكميات عن 3.5 مليون طن، واستلام كميات كبيرة من القمح من الفلاحين".

وذكر رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعي عطية سالم، أن حجم توريد القمح للدولة حتى الخميس بلغ 4 ملايين 700 ألف طن، موضحا أن البنك استلم 950 ألف طن بتكلفة 2.6 مليار جنيه، وأن وزارة المالية سددت منهم 1.6 مليار جنيه، وتم إرسال خطاب باحتياج البنك لمليارين آخرين لاستلام أكبر قدر ممكن من الأقماح.

وأضاف سالم لـ«الشروق»، أنه لن يتم غلق الشون حتى تصدر وزارة التموين قرارًا بذلك، لافتا إلي أن باب التوريد مازال مفتوحا أمام الفلاحين حتى 30 يونيو المقبل، وأن عملية استلام المحصول من المزارعين حتى الآن لشون البنك تتم بشكل منظم وتعاون كامل، وفقا للشروط والمواصفات المعتمدة طبقا للقرار الوزاري المشترك بين الزراعة والتموين، من حيث درجة النظافة.