كلاب الأرمنت.. سلالة مصرية للحراسة يسعى مربوها لإدراجها على قوائم التصنيف العالمية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:53 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كلاب الأرمنت.. سلالة مصرية للحراسة يسعى مربوها لإدراجها على قوائم التصنيف العالمية

أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 29 يونيو 2022 - 10:38 ص | آخر تحديث: الأربعاء 29 يونيو 2022 - 10:38 ص

تتعالى أصوات النباح مع الاقتراب من المزرعة المطلة على ضفاف النيل، لتكون المواجهة المباشرة مع 140 كلب رعي مصري كابوسا حقيقيا لأي ذئب جائع أو لص مواشي متربص، وبينما تضفي الأعين الغائرة على كلاب الرعي مظهرا مهيبا لمنحها فرائها السميكة الحماية من أنياب الأعداء، وليست تلك الصفات سوى في كلاب الرعي الأرمنت التي عاشت طويلا تحرس منزل وحظائر المزارعين المصريين، بينما يسعى مربون طامحون حديثا لإدراجها على قوائم التصنيف العالمية لأنواع الكلاب.

يقول "عماد حمدي"، أحد أشهر مربي سلالة كلاب الأرمنت والداعمين لاعتمادها دوليا، في حديثه مع "الشروق"، إن كلاب الرعي المصرية تملك شعبية واسعة منذ سنين طويلة لدى المزارعين ورعاة الماشية، إذ لم تكن تتوفر قديما كلاب الحراسة ذات السلالات الأجنبية، وبالمقابل كانت كلاب الرعي الأرمنت تملك صفات الحارس المثالية لممتلكات المزارعين.

 

 

وعن منشأ السلالة، أوضح أنه من المرجح أن تكون سلالة الأرمنت ناتجة عن تهجين كلب البيريارد الفرنسي، الذي جلبه نابوليون بونابارت إبان استعماره لمصر، مع نوع من الكلاب الشائعة في مصر ذلك الحين.

وأضاف أن أبناء مركز أرمنت بالأقصر عكفوا على تحسين السلالة وإنتاجها للبيع لمزارعي القرى في شتى أنحاء مصر، وقد اكتسبت السلالة اسمها من تلك القرية الصعيدية.

وعن المواصفات الشكلية التي يعرف بها كلب الرعي المصري، أشار إلى أن أبرزها هو الشعر شديد الكثافة الذي اكتسبه الكلب للتأقلم مع بيئته الجبلية القاسية، مضيفا أن العينين الغائرتين والأذنين المهدولتين والظهر المستقيم والجسد متناسق الأطراف الشبيه بتناسق أجسام الخيل العربي، هي من أبرز السمات التي تميز النوع النقي من الأرمنت، متابعا أن الأرمنت تتسم بكفوفها العريضة التي تمكنها من سرعة الجري وعمل القفزات العالية والمناورة.

ولفت إلى أن سبب أفضلية الأرمنت واستخدامه ككلب رعي، هو شخصيته القوية المناسبة لقيادة القطعان، بجانب غيرته الشديدة وانزعاجه من اقتراب الغرباء، مضيفا أن كلاب الأرمنت شديدة التنبه ذات نوم قليل متقطع تكفي رفرفة جناح عصفورة لإيقاظه، بينما يميل الكلب للنشاط وكثرة الحركة، إذ بإمكانه تغطية 4 قراريط من الأرض الزراعية بسهولة.

وتابع أن كلب الرعي المصري يمتاز بشراسة فطرية تؤهله لقتال المفترسات دون تدريب، إلا أن التدريب يتعلق بتطويعه للأوامر لا أكثر، إذ يمتلك الأرمنت مستوى ذكاء متوسط بين الكلاب يمكنه من فهم الأوامر والتعلم.

وأشار إلى وجود ميزة أخرى يمتلكها الأرمنت، حيث إن شعر الكلب شديد الكثافة يعمل كعازل حراري له من البرد والحر على حد سواء، كما يعمل بمثابة درعا يقيه من عضات المفترسات الأخرى التي تحتاج وقتا لبلوغ جسم الكلب من كثرة الشعر المحيط به.

وفيما يتعلق بمقاومة الكلب الأرمنت للأمراض، قال إنه بعد تخطي الكلب مرحلة الجرو وتلقيه التطعيمات اللازمة، يصبح ذو مناعة عالية، إذ يتخطى متوسط عمر الكثير من كلاب الأرمنت الـ16 عاما حتى 20 عاما تكون خلالها بصحة جيدة.

وعن شخصية الكلب مع ملاكه، أوضح أن كلاب الأرمنت مقابل شراستها مع الغرباء، فإن سمات الراعي التي تملكها تجعلها شديدة الوداعة مع الأطفال، بينما تملك حس حراسة عالي يجعلها منتبهة لسلامة مالكها وذويه.

وعن السلالات المتفرعة عن كلاب الأرمنت، أضاف أنها تنقسم إلى عائلتين، كلاب "المرعزلية"، والكلاب "الكباشية"، وتتميز المرعزلية منها -والقادمة من قرية المراعزة- بأحجامها الضخمة مقارنة بابنة عمها، بينما تتميز الكلاب الكباشية بالذيل المعقود على ظهورها.

وعن ألوان كلاب الأرمنت، قال إنها تملك تفاوتا كبيرا من الأسود اللامع للرمادي والأرزق الغامق والأزرق الحديدي والأحمر الناري، لكن أكثر تلك الكلاب تملك اللون الأزرق الغامق والرمادي.

وعن أحجام الأرمنت، أوضح أنها من الكلاب متوسطة الحجم بارتفاع كتف يبلغ نصف متر ووزن يبلغ 30 كيلوجراما.

وقال إن كلاب الأرمنت عانت فترة من الإهمال مع دخول السلالات الأجنبية ذات الشعبية الواسعة، إلى مصر، واستمر ذلك حتى ظهور الجمعية المصرية لتنقية سلالات كلاب الأرمنت تحت رئاسة المهندس محمد الأزهري، التي تعني بتوثيق سلالات الأرمنت وضمان خلوها من الكلاب الدخيلة، بجانب تنظيم الفعاليات التعريفية بها وتقديم مختلف أنواع الدعم للمربين.

وأضاف أن الرابطة بين مربي كلاب الأرمنت تتمثل في نادي كلب الأرمنت تحت رئاسة المهندس سامح الملاح، إذ يقوم النادي بجمع المربين لتبادل الخبرات فيما يتعلق برعاية الأرمنت وسلالاته.

وعن اعتماد السلالة دوليا، أشار إلى أن تلك الخطوة التي يسعى لها مربو كلاب الأرمنت في الوقت الحالي؛ نظرا لمحاولة عدد من الدول السطو على السلالة؛ لنسبها لنفسها لما في ذلك من ترويج للصورة الخارجية للدولة، وعمل دعاية سياحية لها، وهو ما تكون مصر أولى وأجدر به؛ لكون مربيها من قاموا على مدار مئات السنين بالعمل على تطوير سلالة الأرمنت.

وعن الترويج المحلي لها، قال إنه سعيد بعودة الوعي بذلك النوع المصري من الكلاب بعد أن تراجعت شعبيته بشدة لفترة من الزمن، مضيفا أنه بشكل شخصي يسعى بشتى الطرق لنشر السلالة، لدرجة قيامه بتوفير الكلب ونفقات تربيته للمربين ذوي القدرات المادية المحدودة، شريطة حفاظهم على السلالة والاستمرار في إنتاجها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك