محمد سلطان: إدارة السجن شجعتني على الانتحار.. وشاهدت وفاة أحد السجناء - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 12:09 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد سلطان: إدارة السجن شجعتني على الانتحار.. وشاهدت وفاة أحد السجناء

لينة الشريف
نشر في: السبت 29 أغسطس 2015 - 1:16 م | آخر تحديث: السبت 29 أغسطس 2015 - 1:16 م

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه في اجتماعات عقدت مؤخرًا في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، استشهد الناشط الأمريكي محمد سلطان، بخبرته الفريدة كطفل من الغرب الأوسط الأمريكي وسجين سياسي في القاهرة ليجادل أن السجن الجماعي المصري يضر مصالح أمريكا، من خلال تحويل الشباب الذي لم يستخدم العنف في السابق إلى مسلحين مناهضين للولايات المتحدة.

وفي لقاء هاتفي من واشنطن قال سلطان إنه كان محظوظًا بما فيه الكفاية لخوض تجربة الحرية والديمقراطية في الولايات المتحدة "لذلك كنت قادرًا على ترجمة غضبي إلى اضراب عن الطعام، ولكن عشرات الآلاف من السجناء الشباب الآخرين أكثر ميلًا للذهاب إلى الطريق الآخر".

وأوضح سلطان أن هناك جهاديين من الجناح المصري لتنظيم "داعش" يتحركون الآن داخل السجن ممتلئين بالتبرير ويقولون للسجناء الآخرين "أولئك المتردون لن يحترموا أي شيء عدا المقاومة العنيفة، إنهم لا يفهموا سوى لغة الأسلحة."

وأضاف سلطان "الأمر المشترك بين الجميع في السجن – رجال داعش ورجال الإخوان المسلمين والليبراليين والحراس والضباط – أنهم يكرهون أمريكا، وفي دولة صغيرة مثل مصر فإن مصالحنا معرضة للخطر؛ لأن وجود شعور متزايد مناهض للولايات المتحدة في جميع أنحاء الطيف الأيديولوجي في مصر، ليس أمرًا جيدًا لأي شخص."

أشار سلطان إلى أنه لم يدعم شخصيًا الرئيس الأسبق محمد مرسي، موضحًا "أنا ليبرالي للغاية بالنسبة للإسلاميين، ومتدين للغاية بالنسبة لليبراليين."

ولكن من مبدأ ديمقراطي أنضم إلى الاعتصامات المناهضة لعزل مرسي، وكان حاضرًا فض الاعتصامات في 14 أغسطس 2013، واخترقت إحدى الرصاصات ذراعه ووضع الأطباء قضبان معدنية لدعم العظام، وبعد ذلك بأيام قليلة ألقت الشرطة القبض عليه أثناء تعافيه.

ويقول سلطان أنه بدأ حياة السجن عبر طقوس معتادة تُعرف باسم "التشريفة"، والتي تضمنت تجريده من ملابسه الداخلية وإجباره على الركض بين صفين من الحراس الذين قاموا بضربه هو والسجناء الجدد لساعتين باستخدام الهراوات والأحزمة والسياط، حسب قوله.

وقام أحد الأصدقاء بتغيير الضمادة على ذراع سلطان باستخدام كرة قطنية متسخة، وفي وقت لاحق نقله سجناء آخرين إلى سجين طبيب أزال القضبان المعدنية من ذراعه.

وفي وجهته النهائية داخل السجن، داخل سجن طرة، أقام سلطان في زنزانة تبلغ حوالي خمس ياردات لكل جانب، مع حوالي 25 سجين سياسي عبارة عن خليط من أعضاء الإخوان، والجهاديين المسلحين ونشطاء يساريين أو علمانيين، موضحًا أنه بدأ هناك في التفكير في الإضراب عن الطعام كبديل لإلحاح الجهاديين للانضمام إليه.

يوضح سلطان "السجانون يجردونك من حريتك، ويمسحون الأرض بكبريائك، إنهم يتأكدون أنك أصبحت بلا إرادة، ولكن الإضراب عن الطعام يعكس تلك العملية."

استشار شقيقه عائلات الفلسطينيين الذين أضربوا عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وبناء على نصيحتهم، بدأ سلطان تدريجيًا التوقف عن تناول اللحم ثم الكربوهيدرات ثم منتجات الألبان خلال فترة حوالي 3 شهور، ثم بدأ إضرابه في 26 يناير 2014.

استمر سلطان في شرب المياه فقط، وأضاف الملح في بعض الأوقات، وتناول الفيتامينات التي قدمتها أسرته، وبعد أول 15 يومًا، بدأ في فقدان وعيه كثيرًا، من بينها نوبة طويلة في 23 مارس تقريبًا، وفي بعض الأوقات أرفقته إدارة السجن في جناح السجن لمنحه المحاليل والجلكوز لإحيائه.

يقول سلطان إن الإدارة وضعته في حبس انفرادي في غرفة بالمستشفى بلا نوافذ، وبعد أيام قليلة من الصمت انهار سلطان وضرب رأسه في الباب المعدني حتى نزف بما يكفي ليحتاج ضمادة.

كما أشار سلطان إلى أن إدارة السجن بدأت في تشجعيه على الانتحار، موضحًا أن الحراس وضعوا شفرات الحلاقة تحت الباب أو تركوا أسلاك كهربائية مكشوفة في الغرفة، وأن مسئول بارز في السجن يُسمى "محمد عليّ" أخبره "أرحنا وأرح نفسك من هذا الصداع".

عندما حاولت إدارة السجن أسلوب الحرمان من النوم، في البداية ظل سلطان مستيقظًا بسبب صراخات ألم صادرة من خارج الباب، ثم تم وضعه أسفل الضوء على مدار 24 ساعة، وفي النهاية وضع الحراس ضوءً وامضًا صاعقًا في غرفته حرمه من النوم لثلاث أيام.

وردًا على ذلك، رفض سلطان السماح لأطباء السجن بقياس علاماته الحيوية، مما دفع الحراس لتقييده بكرسيه المتحرك وضربه لحمله على الاستسلام.

بحلول يناير، بعد 11 شهرًا من بدء الإضراب عن الطعام، أقنعته شقيقته هناء، بأن الدبلوماسية الأمريكية بدأت العمل، فانتقل سلطان إلى تناول الحليب ومشروبات اللبن الزبادي.

وفي إحدى الليالي بعد ذلك بأسابيع قليلة، أدخل حارس وممرض، سجينًا مريضًا يُسمى رضا، في غرفة سلطان، وأخبروه بأن يعتني برضا، الذي بدوره بدأ في الصراخ متألمًا، وأحدث سلطان ضجيجًا على الباب طلبًا للمساعدة ولكن لم يأتِ أحد، وتوفى رضا أمام سلطان، ولم يفتح الحراس الباب مجددًا إلا عند الساعة الثالثة عصر اليوم التالي.

وأخبره الحراس والأطباء وكبار المسئولين في السجن "أنت لم تطرق بما فيه الكفاية، لقد تركب الشاب يموت، كيف يمكنك فعل ذلك!"، وفي وقت لاحق أخبره أحد أطباء السجن أن رضا كان مريض بالسرطان ميئوس من شفائه، يقول سلطان "لا زالت تنتابني الكوابيس عن تلك الليلة".

يقول سلطان إن الاضراب عن الطعام ليس أكثر شيء منطقي يمكن القيام به "ولكن في السجن – في مصر عمومًا - كل شيء هو مجرد حكم السلطة. إن بإمكانهم القيام بأي شيء يريدونه، أشياء ليس بالضرورة معقولة للعقل المنطقي."

أوضحت الصحيفة أن المتحدث باسم وزارة الداخلية لم يعلق على ما وصفه سلطان في حديثه، مضيفة أن أصدقاء سلطان الثلاثة الذين ألقي القبض عليهم معه يواجهون أحكام بالسجن المؤبد بينما يواجه والده صلاح سلطان عقوبة الإعدام.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك