في ذكرى رحيل عبدالحليم حافظ.. سر مشادة العندليب مع الجمهور في آخر حفلاته - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيل عبدالحليم حافظ.. سر مشادة العندليب مع الجمهور في آخر حفلاته

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 30 مارس 2020 - 12:59 م | آخر تحديث: الإثنين 30 مارس 2020 - 1:01 م

في 31 مارس رحل صوت من أصوات مصر، في غرفة أحد المستشفيات الكبرى بالعاصمة البريطانية لندن، رحل عن عالمنا ولكن صوت مازال يشدو بالكلمات بيننا حتى الآن، إنه العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والذي فارق الحياة عام 1977 عندما كان الجميع ينتظر عودته لإحياء حفل الربيع الذي اعتاد الظهور فيه لسنوات.

عبدالحليم حافظ اسم هام في عالم الموسيقى والغناء، وهو نقلة نوعية ومدرسة خاصة ظهرت ونجحت وسط أصوات عمالقة مثل محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش.

وفي ضوء تلك المناسبة نعود إلى عام 1986 أي بعد وفاة العندليب بعدة سنوات، حيث أعد وكتب الناقد كمال رمزي، ما يشبه دراسة عن علاقة العندليب بالجمهور من البداية وحتى النهاية، تحت عنوان "عبدالحليم حافظ من سنوات الازدهار إلى سنوات الانكسار" في عدد مجلة أدب ونقد رقم 25.

وبدأ رمزي، دراسته من آخر حفلات العندليب التي حدث بينه وبين الجمهور فيه مشادة أدت لهجوم الصحافة عليه بشراسة، وأسباب تغير الجمهور.

ووصف رمزي، حليم في آخر حفلاته قائلاً: "رغم كل هذا المجد، فإن كل من يتذكر حفلات حليم في السنوات الأخيرة يدرك أن شيئاً ما قد تغير في أعماقه، شيء ما قد انكسر أو تداعى شيء ما أكبر من المرض، حقاً إن المرض ترك بصماته الأليمة على وجهه الذي ذبلت نضارته واختفت قسماته وراء العيون الغائرة والمحاطة بدوائر داكنة ولون شاحب، وتجاعيد محفورة بمخالب قاسية".

وأضاف: "لكن هناك شيء آخر جعل عبدالحليم فجأة وسط البهجة التي لا يزال قادرا على أن يشيعها يغرق لثوان في الكآبة وأحياناً تتلاشى نظرة الثقة والشقاوة لتحل مكانها نظرة قلقة تبلغ أحياناً درجة الخوف".

وظهر ذلك في إحدى حفلات حليم النهائية، بدا عصبياً ومتوتراً، مما دفع للمشادة بينه وبين الجمهور الذي وصفه رمزي: "لم يكن الجمهور من النوع الذي كان عبدالحليم يأنس له في الخمسينيات والستينيات، ولكنه جمهور جديد، جمهور السبعينيات الذي يملك المال ولا يملك الذوق، والذي سيفرز لاحقاً نوعية أخرى من المطربين تختلف تماماً عن حليم".

وبعد سطور حاول الكاتب الحديث عن بداية عبدالحليم حافظ الغنائية، ومعرفته وذكاءه اللذين مكناه من معرفة نقاط الضعف والقوة في صوته، وعن الحضور الذي منحه الجاذبية على المسرح وعلى الشاشة رغم كونه ليس ممثل بارع، ثم انتقل عن بدايته التي جاءت مع ثورة انتمى لها عبدالحليم بحكم انتمائه الطبقي.

وقال: "في أفلامه الأولى ببراعته وعذوبة ابتسامته عمل على تعميق حب المشاهدين له كما أن بساطته على الخشبة جعلته قريبا من روح المستمع، علا نجمه مع نجاح ثورة يوليو التي كان أحد المؤمنين بأهدافها وآمالها...".

وأكد الكاتب أن الأغاني الوطنية التي قدمها حليم مع أبناء جيله كمال الطويل ومحمد الموجي وصلاح جاهين ومرسي جميل عزيز وغيرهم قد ساهمت في شعبية حليم، من خلال الكلمات المستوحاه من مشاعر الناس، وأن حليم ركز أن يكون صوتاً موجودا في كل الأحداث السياسية والقومية وحاضراً بصوته، مما جعله مرتبطاً في أذهان جمهور هذه الفترة.

وعن عوامل نجاح حليم الجماهيري قال: "سر نجاحه يكم في العديد من العوامل، تضافرت مع بعضها لتضعه في الصدارة، لعل في مقدمتها ذلك التوافق الكامل بين ما قدمه من ناحية وبين مزاج الجمهور من ناحية، وبين ما قدمه أيضاً وما تحتاجه قيادة الثورة من جهة... وبصرف النظر عن السلبيات التي صاحب المشروع الثوري، فإن الثابت هو أن الحليم صحيحاً، وغنى عبدالحليم لقطاعات الشعب العامل وفئاته الصنايعية والفلاحين والموظفين والجنود".

وتواجد عبدالحليم، في أحداث العدوان الثلاثي وبناء السد العالي وتحويل مجرى النيل، وهزيمة 1967، فكان صوته في كل مناسبة مع الجمهور لا ينقطع عنهم.

كان عبدالحليم بما يمتلك من الذكاء قادراً على أن يتجاوز سريعاً مرحلة صلاح جاهين، الذي وصل للجمهور من خلال صوته، وبعد هزمية 1967 انتقل إلى عبدالرحمن الأبنودي، فاستطاع ألا ينقطع عن الجمهور، بل يعبر عن مشاعرهم وفق الأوضاع النفسية الجديدة.

وعن السبعينيات وتراجع صوت عبدالحليم من الصدارة، ربط كمال رمزي ذلك بالأحداث السياسية التي غيرت وجه مصر عما كانت عليه، وقال: "كل ما تغنى به عبدالحليم أصبح في عهد السادات أخطاء، فما أن انتهت المعارك بدأ السادات على نجو بالغ السرعة في تنفيذ سياسته الرامية لتغيير توجهات مصر وانتمائها وأسس حياتها الاقتصادية والاجتماعية.

وبرر الكاتب حالة الحزن والاغتراب التي داهمت عبدالحليم بتغير المناخ وانتشار قيم الكسب السريع ونمو النزعة الأنانية، وهو الرجل الذي طالما غنة للبطولة الجماعية.

وأضاف: "فها هو يرى كافة الرموز التي غنى لها تتداعى وتتهاوى أمامه، فقد ذهبت الأيام الخوالي عندما كان يغني أغنيات الفرح والآمال فتسمعه الشعوب العربية ويصفق له جمهور عاشق يتجاوب مع أحلام قادمة، وهذا الجمهور ذاب مع الأيام وحل مكانه جمهور يملك المال ويريد نوعاً آخر من المطربين، وفي لحظة تنوير فاجعة وضع بعض أصابعه في فمه مطلقاً صفارة طويلة كهجاء سافر لمرحلة لا مكان له فيها".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك