متحدث الدفاع المدني بغزة يواصل إضرابه عن الطعام: لن آكل وأطفالنا جائعون - بوابة الشروق
الخميس 31 يوليه 2025 1:58 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

متحدث الدفاع المدني بغزة يواصل إضرابه عن الطعام: لن آكل وأطفالنا جائعون

غزة - الأناضول
نشر في: الأربعاء 30 يوليه 2025 - 9:10 ص | آخر تحديث: الأربعاء 30 يوليه 2025 - 9:10 ص

- لن أصمت طالما هناك روح في هذا الجسد
- أعيش على الماء والملح فقط
- المجاعة طالت الجميع، الأطفال والنساء والكبار والمرضى وكل مكونات المجتمع
- من قلب المعاناة والألم والأزمة، أدعو كل أحرار العالم ألا تصمتوا

تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية، يواصل المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في غزة محمود بصل عمله الإنساني، وهو يرتشف القليل من الماء والملح، المشروب الوحيد الذي اعتمد عليه منذ أكثر من أسبوع بعدما بدأ إضرابه المفتوح عن الطعام رفضا لسياسة التجويع الإسرائيلية التي تطال كافة الفئات خاصة الأطفال.

وبخطوات متعبة، اتجه بصل الذي بدت عليه بوضوح علامات الإنهاك، إلى سيارة إسعاف وصلت المستشفى المعمداني بمدينة غزة، للمساعدة في نقل المصابين إلى قسم الطوارئ.

ورغم دخوله الثلاثاء اليوم التاسع في الإضراب عن الطعام، يحاول بصل التماسك، إلا أن جسده المتعب يتهاوى شيئا فشيئا بعد أيام من الإضراب، والذي جاء في أعقاب أسابيع طويلة من الحرمان والتجويع.

ويصر بصل خلال حديثه مع الأناضول على مواصلة إضرابه عن الطعام، قائلا: "لن أصمت طالما هناك روح في هذا الجسد".

وكان برنامج الأغذية العالمي، قد حذر الأسبوع الماضي، من أن ثلث فلسطيني غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع.

وقال روس سميث، مدير الاستعداد للطوارئ والاستجابة في برنامج الأغذية العالمي، في بيان: "لقد وصلت أزمة الجوع في غزة إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس، حيث لا يأكل ثلث السكان لعدة أيام متتالية".

ووفقًا لتقديرات برنامج الغذاء العالمي، يواجه ربع سكان غزة ظروفا أشبه بالمجاعة، حيث يعاني 100 ألف سيدة وطفل فلسطينيين من سوء التغذية الحاد.

**بدء الإضراب"

قال بصل، الذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم التاسع على التوالي، إنه لن يتذوق الطعام طالما أطفال غزة يموتون جوعا.

وأضاف بصل: "الرسالة التي حملتها منذ بداية الإضراب عن الطعام، أنني لن أتذوق الطعام طالما أطفال غزة يُجوّعون وتدخل بعض المساعدات بطريقة لا إنسانية".

وأوضح أنه منذ 9 أيام يعيش على "الماء والملح" فقط تضامنا مع المُجوّعين، رغم أنه منهم وأمضى أسابيع طويلة بحد أدنى وشحيح جدا من الطعام.

واستكمل قائلا: "في غزة، لا يوجد سوى فتات الطعام لكل فئات المجتمع".

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت من إجراءاتها في 2 مارس الماضي، حينما أغلقت جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".

وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، فقد بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الاثنين نحو 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 أكتوبر 2023.

**مواصلة العمل الإنساني

وفي ظل إضرابه عن الطعام، يواصل بصل عمله الإنساني في متابعة مجريات التطورات الميدانية الناجمة عن استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 22 شهرا.

وقال إنه يواصل إفادة الإعلاميين بما يجري في قطاع غزة بشكل يومي، كما كان يفعل دائما.

وأردف قائلا: "لكن اليوم أتحدث بهذا الجسد المُنهك، الذي لا يقوى على الوقوف كثيرا جراء الإضراب".

وأكد أنه سيواصل إضرابه عن الطعام لإيصال رسالته إلى العالم، قائلا "لن أصمت طالما هناك روح في هذا الجسد".

وإلى جانب عمله الميداني في الإبلاغ عن العالقين تحت أنقاض المنازل المدمرة والتنسيق مع الجهات الأممية لإخراجهم خاصة من المناطق المصنفة حمراء من الجيش الإسرائيلي، فإن بصل شدد على أنه يواصل محاولاته للكشف عن "سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل بحق مواطني غزة".

واستكمل قائلا: "أقول للعالم مرة أخرى، ولكل الضمائر الحية، وهذا النداء الذي أحمله أمانة من غزة من قلب المعاناة والوجع والجوع والتجويع، أن لا تتركوا غزة لوحدها.. عليكم أن تنتفضوا وتتحركوا".

ووجه رسالة بهذا الصدد قائلا: "لا تخذلوا الأطفال هنا في غزة".

** "الجميع مُجوّع"

وعن المجاعة التي تضرب مفاصل القطاع، قال بصل إن كافة الفئات العمرية والمجتمعية باتت تعاني من سياسة التجويع الإسرائيلية.

وقال: "المجاعة طالت الجميع، الأطفال والنساء والكبار والمرضى وكل مكونات المجتمع".

وأضاف: "النساء في غزة بدلا من إرضاع أطفالهن الحليب، فإنهن يرضعنهم الماء.. لا يوجد شراب ولا طعام".

وأوضح أن الصحفي الذي يوثق المجاعة للعالم اليوم يعاني من التجويع، وكذلك الطبيب الذي يداوي المُجوعين والمصابين والمرضى.

وكذلك الأمر لرجال الدفاع المدني الذين يواصلون عملهم الإنساني في انتشال جثامين القتلى من تحت الأنقاض وإنقاذ المصابين، وفق قوله.

وطالب العالم بالتحرك والانتفاض من أجل غزة ومعاناتها، قائلا: "إياكم أن تصمتوا.. الجميع يعاني من هذه السياسة الإسرائيلية".

وأضاف: "من قلب المعاناة والألم والأزمة، أدعو كل أحرار العالم ألا تصمتوا".

**"أناشد كإنسان"

وفي 25 يونيو الماضي، بعث بصل برسالة إلى العالم على صفحته بمنصة "تلجرام"، قال فيها: "أنا محمود بصل، من بين أنقاض غزة، أكتب إليكم لا كناطق رسمي باسم الدفاع المدني، بل كإنسان يرى شعبه يتألم بصمت".

وتابع: "أطفالنا لا يسألون عن السياسة، هم فقط يسألون: ماما، متى سنأكل؟".

وأشار إلى أن الأطفال لا يفهمون معنى الحصار، لكنهم "يشعرون بالجوع"، كما أنهم لا يدركون معنى العطش، لكنهم "يبكون من شدة الظمأ"، وفق ما أورده في الرسالة.

واستكمل قائلا: "الخبز أصبح حلمًا، والماء أصبح أمنية"، متسائلا: "هل أصبح تأمين لقمة العيش جريمة؟ هل يُعقل أن يُترك الناس ليموتوا جوعًا في القرن الحادي والعشرين؟".

وشدد على أن رسالته للعالم بسيطة تتمثل بـ"فتح طريق الحياة لفلسطينيي غزة، وإرسال الطعام والماء، وتركهم للعيش مثل باقي البشر".

وتشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك