كيف غيرت الحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبي؟ - بوابة الشروق
الجمعة 9 مايو 2025 10:51 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

كيف غيرت الحرب في أوكرانيا الاتحاد الأوروبي؟

هدير عادل
نشر في: السبت 30 سبتمبر 2023 - 10:09 م | آخر تحديث: السبت 30 سبتمبر 2023 - 10:09 م
• التكتل شهد تغييرات جذرية وأصبح قوة جيوسياسية ولاعبا أمنيا عالميا

استعرضت صحيفة "جارديان" البريطانية كيف غيرت الحرب الروسية الأوكرانية الاتحاد الأوروبي تغييراً جذرياً، مشيرة إلى أن الحرب كان لها تأثيراً كبيراً على سياسات التكتل المتعلقة بالأمن والطاقة وحتى سبب وجوده.

واعتبرت الصحيفة أن ما قالته السياسية الدنماركية ومفوضة الاتحاد الأوروبي مارجريت فيستاجر، خلال مؤتمر في مايو الماضي حول أن "الاتحاد الأوروبي تغير. ولا عودة إلى الوراء"، هي كلمات تعكس الحالة المزاجية بين النخبة في بروكسل، التي فوجئت بقدرتها على التخلص من السبات البيروقراطي في الاتحاد الأوروبي، والدفاع عن أوكرانيا، واحتضان التوسع، والاقتراب من تحقيق طموح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لأن يصبح الاتحاد الأوروبي "قوة جيوسياسية".

* الحرب أيقظت عملاق من سباته

وأشارت "جارديان" إلى أنه في أعقاب الحرب، دفع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، بأن الاتحاد الأوروبي أحرز مزيداً من التقدم في غضون أسبوع تجاه هدف أن يكون لاعباً أمنياً عالمياً أكثر مما كان عليه في العقد الماضي".

وقال بوريل إن "الحرب الروسية أيقظت عملاقاً من سباته"، وفرضت تدابير كان يعتقد أنها مستحيلة قبلها ببضعة أيام، مثل حرمان بنوك روسية بارزة من نظام سويفت الدولي، وتجميد أصول البنك المركزي الروسي، بوتيرة غير مسبوقة".

كما قام الاتحاد بتفعيل توجيهات الحماية المؤقتة للمرة الأولى في تاريخه، حيث أعطى أكثر من 5.3 ملايين أوكراني حق الإقامة. ومع تولي المفوضية الأوروبية زمام الملف، فرضت للمرة الأولى 10 جولات من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا. وقد أصبح حتى تطبيق العقوبات على الصعيد الوطني الآن اختصاص للاتحاد الأوروبي، بحسب "جارديان".

وقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا وهي المرة الأولى التي تقدم فيها المؤسسات الأوروبية مباشرة مساعدات عسكرية (بما في ذلك مساعدات فتاكة) إلى دولة، بالإضافة إلى إنهاء مقاومة الاتحاد للمشاركة عسكريا في دعم دولة ثالثة في حالة حرب.

وفي الوقت نفسه تتم حماية سلاسل الإمداد الاقتصادية الأوروبية، بشكل منهجي دون الاقتصار فقط على الطاقة، وكانت هذه العملية قد بدأت مع جائحة كورونا.

وقالت "جارديان" إن اجتماعات مجلس الاتحاد الأوروبي بات يسيطر عليها النقاشات بشأن منظومات الأسلحة، وسلاسل إمدادات الذخيرة، وثغرات العقوبات، وليس اللوائح التجارية أو تمويل الديون.

* مرفق السلام الأوروبي

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن حقيقة أن تمويل الاتحاد الأوروبي لتزويد أوكرانيا بالمعدات العسكرية من صندوق "مرفق السلام الأوروبي"، الذي أنشئ عام 2021 خارج الاتفاقيات الرسمية للاتحاد الأوروبي، يؤكد مدى السرعة التي لم تضطر بروكسل للارتجال بها فحسب، بل إعادة اكتشاف هدفها.

وبحسب "جارديان"، تبدو بعض الإصلاحات في أمن الاتحاد الأوروبي ثورية، ولا رجعة فيها. ويستذكر المدير العام لهيئة الأركان العسكرية للاتحاد الأوروبي – حتى يونيو - نائب الأدميرال هيرفي بليجان، أنه في غضون 36 ساعة من الحرب، "قرر الاتحاد الأوروبي المرتبط فقط بالقوة الاقتصادية والناعمة، بالإجماع تقديم المال للمعدات الفتاكة لبلد في حالة حرب. إذا سألتني عما إذا كان هذا ممكن قبلها بشهر، لضحكت على الفكرة".

وحتى الآن، التزم الاتحاد الأوروبي بأكثر من 5 مليارات يورو من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في الغالب في شكل مدفوعات للدول الأعضاء الذين يرسلون أسلحة إلى كييف.

وفي العام الماضي، قدم الاتحاد الأوروبي أو تعهد بنحو 12 مليار يورو من المساعدات غير العسكرية، ويقترب هذا الرقم من 18 مليار يورو لعام 2023، مع التعهد بـ50 مليار يورو حتى 2027.

* دعوة لتدشين صندوق مساعدة لأوكرانيا

ويريد بوريل الأن إنشاء صندوق مساعدة لأوكرانيا يغطي الفترة من 2024 إلى 2027 بقيمة 5 مليارات يورو سنوياً للتأكد من استدامة المساعدات العسكرية للاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا.

وبحسب "جارديان"، يحاول الاتحاد الأوروبي أيضاً الآن وضع صناعة الدفاع الأوروبية في حالة استعداد للحرب، مشيرة إلى أن الشراء المشترك للأسلحة من جانب وكالة الدفاع الأوروبية جرى تقديمه للمرة الأولى. ويتم إنفاق نحو مليار يورو لتسليم مليون طلقة ذخيرة.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك