احتفال عالمي وسط أعمدة حتحور.. قنا تحتفي باليوم العالمي للسياحة من قلب معبد دندرة - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 3:34 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

احتفال عالمي وسط أعمدة حتحور.. قنا تحتفي باليوم العالمي للسياحة من قلب معبد دندرة

حمادة عاشور
نشر في: الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 11:15 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 11:15 ص

في مشهد يجمع بين عبق التاريخ ورسالة الحاضر، تحوّلت ساحة معبد دندرة الأثري بمحافظة قنا، صباح اليوم الثلاثاء، إلى منصة للاحتفال بـ اليوم العالمي للسياحة، تحت شعار هذا العام: "السياحة والتحول المستدام".

الحفل، الذي شهده الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، حمل مزيجًا من الأجواء الرسمية والاحتفالية، وجمع بين قيادات تنفيذية، وممثلين عن الوزارات والهيئات، إلى جانب وفود من السائحين الذين جاءوا ليشهدوا لحظة نادرة، حيث يلتقي الفن الشعبي بالتراث الفرعوني في مكان واحد.

فعلى أنغام فرقة الفنون الشعبية بقصر ثقافة قنا، وبإبداعات طلاب مدرسة الراهبات الفرانسيسكانيات، امتلأت أجواء المعبد بالحركة والألوان. رقصات استعراضية وأزياء فولكلورية لطلاب المدارس خطفت أنظار السائحين، الذين لم يكتفوا بالمشاهدة، بل شاركوا بالتصفيق والتقاط الصور التذكارية مع الأطفال، ومع المحافظ نفسه. حتى فريق YLY التابع لوزارة الشباب والرياضة انخرط في التنظيم، ليخرج المشهد في صورة أقرب إلى احتفالية جماهيرية منها إلى فعالية رسمية.

وشدد محافظ قنا، في كلمته، على أن السياحة لم تعد مجرد رحلة ترفيهية، بل صارت أداة فعالة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ورافدًا أساسيًا في مواجهة التحديات البيئية.

وأضاف: "السياحة المستدامة تعني احترام الطبيعة وصون التراث الثقافي، مع تعظيم دورها في تحسين جودة الحياة، خاصة في المجتمعات النامية".

وذكر محافظ قنا قيمة المعبد الذي احتضن الفعالية، واصفًا إياه بأنه "أحد أجمل المعابد الفرعونية"، بواجهته الفريدة ذات الأعمدة الستة المزينة برؤوس الإلهة حتحور، إلهة الجمال والخصوبة.

داخل المعبد تتناثر كنوز معمارية وأثرية: معبد ولادة إيزيس، البحيرة المقدسة، النقوش الفلكية على الأسقف، وكلها شواهد تجعل من دندرة محطة بارزة على خريطة السياحة الثقافية في مصر.

وعلى هامش الاحتفال، افتتح المحافظ معرض الأسر المنتجة للحرف التراثية واليدوية. منتجات جلدية، كروشيه، سجاد، مشغولات خشبية وحريرية، وأخرى من الشموع، اصطفت في أركان المعبد لتقدم للزوار وجهًا آخر من وجوه قنا: الإبداع الحرفي.

المعرض لم يكن مجرد عرض للمنتجات، بل منصة لدعم صغار الحرفيين في تسويق إنتاجهم، وربط التراث اليدوي بالاقتصاد السياحي.

الاحتفالية لم تكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل بدت كرسالة واضحة: أن السياحة في قنا ليست فقط زيارة لمعابد وآثار، بل تجربة شاملة تتداخل فيها الثقافة، والفن، والحرف، والتنمية المجتمعية.

ومن بين أعمدة معبد حتحور، بدا المشهد كإعلان عملي عن إمكانية أن تكون السياحة جسرًا يربط الماضي بالحاضر، والتاريخ بالمستقبل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك