تراجع واردات «الزينة» من 50 مليون دولار إلى مليون دولار.. والبضائع المخزنة وراء انخفاض الأسعار
11 شهرا كاملة يقضيها محمد كمال حنفى فى انتظار تلك المناسبة التى لا تتكرر سوى مرة واحدة فى العام، يعول عليها كثيرا فى توفير دخل لاسرته المكونة من 6 أولاد ( 3 بنات و3 أبناء) فى مراحل التعليم المختلفة، إضافة إلى زوجته التى تفرغت لرعاية الأسرة، فيما يجاهد هو على أرصفة «وسط البلد»، وتحديدا فى منطقة الموسكى، مطاردا الزبائن، وهاربا من رجال المرافق، مصمما على هدف واحد، ألا وهو بيع كامل بضاعته من هدايا وزينة « الكريسماس».
وحنفى (45 عاما) الذى يعد بائعا متجولا من بين نحو 5 ملايين بائع متجول فى البلاد ــ وفق إحصائيات غير رسمية ــ متفائل بالموسم الحالى: «السنة اللى فاتت أثرت حوادث استهداف الكنائس، وخصوصا البطرسية، على المبيعات، وتسببت فى تكدس البضاعة عند المستوردين.. وبنبيع منها السنة دى».
وتراجعت فاتورة استيراد هدايا الكريسماس وعيد الميلاد فى العام الحالى بصورة ضخمة، إذ بلغت نحو مليون دولار، مقارنة بـ50 مليون دولار فى العام الماضى ــ بحسب تصريحات سابقة لأسامة جعفر، رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية السابق ــ والذى وصف واردات العام الحالى بـ «الأسوأ».
ويشير حنفى إلى أن «غالبية الزبائن من المسلمين (..) رأس السنة عيد كل المصريين، مش بس لإخوتنا الأقباط »، ويحقق ربحا يوميا على مدى الموسم «ما بين 100 لـ200 جنيه.. حسب تساهيل ربنا، وحملات البلدية (المرافق) اللى مش سيبانا فى حالنا».
ولم تختلف أسعار هدايا رأس السنة فى العام الحالى عنها فى العام الماضى، على الرغم من تحرير سعر الصرف، وارتفاع غالبية أسعار المنتجات، وذلك بسبب «تراكم بضاعة السنة اللى فاتت، وكمان ظهور منتجات مصرية، زى العرايس والبرانيط وقناع بابا نويل»، بحسب حنفى، الذى يرى أن «بعض المنتجات المصرية، أفضل كتير من الصينى، زى البلالين مثلا».
ولم يكتف حنفى بالبيع : «أنا أخترعت عروسة من القماش، بتحدى بيها الصينى، والحمد لله ببيع منها كويس.. مش كتير طبعا عشان بصنعها بكميات قليلة فى البيت، إنما اللى بيتباع بيساعدنى على مواجهة وقف الحال، وفى الموسم ببيع منها قليل، لأن السحب فى رأس السنة بيكون على البابا نويل الأحمر، والبرنيطة والمنتجات المكتوب عليها 2018، عشان الناس بتتفائل بيهم».