عام على قتل نائبة محلية في البرازيل.. كيف تفرض العصابات الإجرامية سطوتها على الأحياء الفقيرة - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 8:35 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عام على قتل نائبة محلية في البرازيل.. كيف تفرض العصابات الإجرامية سطوتها على الأحياء الفقيرة

(د ب أ)
نشر في: الأحد 31 مارس 2019 - 6:45 م | آخر تحديث: الأحد 31 مارس 2019 - 6:45 م

القضية بالنسبة لمونيكا بونيسيو واضحة: إنها جريمة قتل: وفاة شريكة حياتها مارييل فرانكو جريمة قتل سياسية.

وتقول بونيسيو: "لقد قُتِلت، في جريمة سياسية هزت العالم.... وليست هناك إجابات."

وكانت فرانكو نجمة صاعدة في سماء اليسار السياسي في البرازيل، سمراء فتية ومثلية، أتت من أحد أحياء ريو دي جانيرو الفقيرة، ثم صارت نائبة في المجلس البلدي عن "حزب الاشتراكية والحرية" اليساري، حيث نشطت بقوة في مكافحة العنف والفساد في الأحياء الأكثر فقرا بالمدينة.

غير أنه جهودها لم تجلب لها سوى المتاعب حيث أثارت ضدها "الميليشيات" (العصابات الإجرامية) صاحبة النفوذ القوي هناك.
وفي ليلة الرابع عشر من مارس من عام 2018، لقيت فرانكو وسائقها آنديرسون جوميز، حتفهما عندما أطلق عليهما الرصاص داخل السيارة. وأطلق منفذ الهجوم 13 رصاصة، كانت أربع منها قاتلة.

وبعد مرور عام على الواقعة، أُلقي القبض على اثنين مشتبه بهما، وهما ضابطان سابقان في الشرطة العسكرية. وكان أحد الاثنين يعيش في مجمع سكني بمنطقة "بارا دا تيجوكا"، غربي ريو دا جانيرو، حيث يمتلك الرئيس البرازيلي الحالي جايير بولسونارو شقة.

وفي إطار عملية القبض على المشتبه بهما، صادرت الشرطة 117 قطعة مفككة من بنادق "إم-16" الهجومية، و500 رصاصة، وثلاثة من أجهزة كاتم صوت، وكانت هذه أكبر كمية من الأسلحة يتم اكتشافها في تاريخ ريود دي جانيرو.

ويعتقد أن "الميليشيات" المسلحة - عصابات إجرامية أعضاؤها من ضباط الشرطة ورجال الإطفاء ومسؤولي المدينة، من السابقين والحاليين- تسيطر على حوالي 25% من ريو دي جانيرو.

وهذه العصابات متورطة في عمليات واسعة للاتجار في المخدرات والابتزاز باستخدام العنف والتهديد، وهي تقرر من يتمتع بخدمات الكهرباء والغاز ومياه الشرب في الأحياء العشوائية في المدينة. كما أنها تتاجر في العقارات والتراخيص وتقوم بتنفيذ عمليات القتل المأجور وتنظيم عمليات التصويت من أجل الساسة المحليين.

وقدم بولسونارو نفسه في الفترة التي سبقت انتخابه رئيسا للبلاد، وحتى بعد فوزه بالمنصب، على أنه زعيم صارم لن يتوانى عن مواجهة الجريمة. وقال إن الشرطة ستقوم بمطاردة عصابات المخدرات مثل "كوماندو فيرميلو" و"بريميرو كوماندو دا كابيتال" في الأحياء الفقيرة، وإنه يتعين مكافأة المسؤولين الذي يتمكنون من قتل المجرمين، وليس التحقيق معهم. ولكن عندما تعلق الأمر بالعصابات الإجرامية، لم ينبس الرئيس ببنت شفة.

وظهر اسم نجل بولسونارو، فلافيو، مرة تلو الأخرى في التحقيقات الخاصة بجريمة مقتل مارييل فرانكو، فقد عمل بمكتبه لفترة من الوقت زوجة ووالدة آدريان دا نوبريجا، الرئيس السابق لوحدة الشرطة التكتيكية التابعة للشرطة العسكرية في ريو دي جانيرو. ويتردد أن هذه الوحدة هي المتورطة في قتل فرانكو. ونوبريجا هارب الآن.

ويقول السيناتور فلافيو الذي كان عضوا سابقا في مجلس مدينة ريو دي جانيرو، وانتخب في أكتوبر الماضي عضوا بمجلس الشيوخ البرازيلي عن المدينة: "أنا ضحية حملة تشهير تستهدف حكومة (الرئيس) بولسونارو."

وقال فلافيو بولسونارو في خطبة ذات يوم: "الميليشيات ليست إلا مجموعة من رجال الشرطة، أعضاء في الجيش، وآخرين، تتسم بتسلسل هرمي والانضباط، وهي تحاول اجتثاث الأسوأ من حضن المجتمع: الجريمة."

ولطالما كانت هذه العصابات الإجرامية معضلة في الأحياء الفقيرة بريو دي جانيرو.

وذكرت "إنسايت كرايم"، وهي منظمة صحفية واستقصائية غير ربحية متخصصة في الجريمة المنظمة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: "حظيت جماعات عدة في البداية بدعم المجتمعات المحلية، وكانت مدفوعة بالرغبة في إزاحة عصابات تجارة المخدرات التي اتسمت بالعنف، ولكن العديد منها تحول لاحقا إلى الجريمة وانخرط في الاتجار بالمخدرات، والابتزاز وأنشطة الجريمة المنظمة الأخرى."

وتريد بونيسيو أن تظل ذكرى خليلتها حية، ولكن هذا هدف تحفه الأخطار، حيث أنها ترتدي قمصانا طبعت عليها رسائل سياسية مثل "من قتل مارييل؟".

ولدواع أمنية، تقيم بونيسيو حاليًا في العاصمة برازيليا على نحو مؤقت، ولكنها تذهب إلى ريو دي جانيرو كثيرًا.

وقالت بونيسيو في تجمع يضم أكثر من عشرة أحياء عشوائية تنشط فيها ثلاثة من أكبر العصابات الإجرامية: "مما أخاف؟".

وتضيف: "إنه صراع من أجل العدالة، وليس بغرض الانتقام... أريد أن تعرف البرازيل والعالم من أصدر أمر قتل مارييل ومن نفذه، بغض النظر ممن تأتي الإجابة."

وعلى النقيض من عصابات المخدرات وعصابات السجون، تعمل الميليشيات في المنطقة التي تقع بين سلطة الدولة والعالم السفلي.

ويقول الصحفي الاستقصائي سيرجيو رامالو، من منصبة "انترسبت" الإخبارية: "إنها (الميليشيات) لها علاقات بمختلف مستويات الطيف السياسي، مضيفًا أن موظفي المجالس البلدية ومسؤولين آخرين ينشطون ضمن صفوف هذه العصابات.

وتقول المدير التنفيذي لفرع البرازيل بمنظمة العفو الدولية جوريما فيرنيك: "بعد مرور عام على مقتل فرانكو، من الواضح أنها كانت جريمة قتل مستهدف محكمة التدبير والتنفيذ، ويرجح مشاركة عملاء للدولة فيها على نحو ما."

وتريد بونيسيو أن يمثل من وقفوا وراء جريمة شريكة حياتها أمام العدالة.

وتقول بونيسيو: "حتى الآن، لم يتم الإمساك بشخصية سياسية يمكن أن تكون مسؤولة عن أمر ما (في الجريمة)... البرازيل دولة معقدة، بنظام سياسي مفعم بالفساد. بدأنا للتو العثور على العديد من مفاتيح اللغز في هذه الجريمة."



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك