لماذا لا يصبح الفنان رئيسًا - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا لا يصبح الفنان رئيسًا

نشر فى : الخميس 3 مايو 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 3 مايو 2012 - 8:00 ص

بغض النظر عن المغامرة الهزلية لسعد الصغير.. وبعيدا عن انتهاء الوقت وفوات الفرصة.. لماذا لم يتقدم أحد رموز الفن والإبداع للترشح لمنصب رئيس الجمهورية؟

 

قد يرى البعض طرح السؤال نفسه دربا من الخيال، باعتبار أن رؤيتنا وثقافتنا ونظرتنا للفنان كانت دائما محدودة، ومحصورة فى إطار خاص بما يقدمه فى إطار لم يكن يتجاوز تلك النظرة الضيقة ويضع الفنان لدينا فى مكانة أكبر، أو أنه يمكن أن يكون رئيسا للبلاد.

 

هناك بعض رموز الفن والأدب الذين نالوا من الحياة قسطا من الخبرات فى التعامل السياسى والاجتماعى والاقتصادى، وربما يملكون أفكارا ورؤى وحلولا لأزمات الواقع، وربما يمكن أن تتخطى أزمات فى المستقبل، لكن يبدو أن مبدعينا وفنانينا يفضلون السكن داخل أفكارهم على الخروج إلى الشارع والالتحام مع جماهير الوطن فى الواقع وليس الاكتفاء بالتواصل عبر وسيلة فنية من شاشة وكتاب وريشة وألوان وقناة فضائية.

 

فى دول عديدة خرج بعض الفنانين والمبدعين ليخوضوا التجربة والمنافسة على كرسى الرئاسة، ونجح بعضهم، الممثل رونالد ريجان الذى أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لدورتين، والشاعر العظيم سنجور الذى أصبح رئيسا للسنغال، والكاتب المسرحى فاتسلاف هافيل الذى أصبح رئيسا للتشيك، وونستون تشرشل أحد الزعماء الكبار فى الحرب العالمية الثانية ورئيس وزراء بريطانيا، وحصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1953، عن يومياته فى فترة حكمه وشوارزينجر كان حاكما لكاليفورنيا ونوى ترشحه للرئاسة.

 

هؤلاء كانوا فى وقت كبير من حياتهم وبحكم وظائفهم وأعمالهم على مقربة من قضايا حقيقية للمواطن ربما يكونون عايشوها عن قرب، وربما جسدوها وانغمسوا فى جذورها سواء بالكلمة أو بالأداء.. لكنهم قرروا فى لحظة أن يجلسوا على كرسى المسئول الأول.. كرسى الرئيس، كان بداخلهم إيمان بأنهم يستطيعون أن يكونوا على قدر المسئولية، وأن التجربة لم تنل منهم نيلا كاملا، ربما تخيلوا أنهم سينالون هم من محطات تدعو لحياة بائسة وفقيرة وينطلون بالمسار إلى محطة حياة أفضل. وسواء نجحوا أو فشلوا أو لم يحققوا إنجازا عظيما لمجتمعاتهم.. إلا أن التاريخ أثبت أنه بإمكان الفنان والمبدع أيا كان رصيده وثقافته السياسية يمكنه أن يحاول.. وأن يفرج مكنونه الإبداعى من الخيال إلى الواقع.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات