ترامب يعد العدة لمرحلة عنف جديدة - دوريات أجنبية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ترامب يعد العدة لمرحلة عنف جديدة

نشر فى : الأربعاء 2 يونيو 2021 - 7:20 م | آخر تحديث : الأربعاء 2 يونيو 2021 - 7:20 م

نشرت مجلة The Atlantic مقالا للكاتب بينر وينر ناقش فيه كيف أن أفكار ترامب التى تخلط بين العنف وحب الوطن والعاطفة والغضب هى ما حذر منها الآباء المؤسسون، وكيف أن ما نادى به ترامب جعل أتباعه يشعرون أن العنف وسيلة مشروعة لتحقيق أهدافهم النبيلة من حب الوطن وحماية قائدهم.. نعرض منه ما يلى.
فى مايو الماضى، أشار الرئيس السابق دونالد ترامب إلى انتخابات 2020 على أنها «أعظم تزوير انتخابى فى تاريخ أمريكا»، وأصدر بيانًا قال فيه إن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 هى «جريمة القرن». الحقيقة هى أن الحزب الجمهورى لا يزال تحت سيطرة ترامب، وقيادات الحزب لاتزال ملتزمة بأكاذيبه ونظريات المؤامرة، والحزب أصبح أكثر تعصبا تحت سيطرة نفوذ ترامب.
سيطرة ترامب على الحزب الجمهورى وضحت مرة أخرى الشهر الماضى عندما عزلت النائبة ليز شينى من منصبها كرئيسة المؤتمر الجمهورى فى مجلس النواب الأمريكى بسبب رفضها محاولات ترامب تقويض النظام الدستورى.
لم يحدث من قبل أن يسيطر رئيس سابق، أو أن يهزم رئيس بعد فترة رئاسية واحدة، على حزبه بعد تركه لمنصبه. لذلك كلمات ترامب مهمة، فهى من أشعلت أحداث الشغب فى 6 يناير أمام الكابيتول، وإن لم يتصدَ لها الحزب الجمهورى سيصبح العنف السياسى مقبولا ومنتشرا على اليمين الأمريكى.
هذا التحليل لا يستند إلى تكهنات، فالعديد ممن شاركوا فى أحداث الكابيتول يظنون أنهم وطنيون يلبون ما ينادى قائدهم به، وهو ما أظهره مقطع فيديو لأحد المشاغبين يقول فيه «نحن مدعوون هنا».
***
أخبرت جيل سانبورن ــ رئيسة مكافحة الإرهاب فى مكتب التحقيقات الفيدرالى ــ الكونجرس مؤخرًا أن العنف المحلى يتزايد، وقد يشكل التطرف بدوافع عنصرية أو عرقية أو مناهضة الحكومة والسلطة وغيرها أكبر تهديد فى عام 2021 وقد يستمر حتى عام 2022.
قالت ليز شينى لقناة CNN إن العديد من الأعضاء الجمهوريين فى الكونجرس صوتوا ضد عزل ترامب بسبب خوفهم، وأن أعضاء فى الحزب أخبروها أنهم صوتوا ضد العزل بسبب خوفهم على أمنهم وعلى حياتهم، وهذا ما رأته ليز يجيب عن تساؤل: أين تقف الولايات المتحدة حاليا؟.
وفقًا لجابرييل ستيرلنج، المسئول الجمهورى فى ولاية جورجيا، فإن الجمهوريين فى جورجيا الذين لم يوافقوا فى أعقاب انتخابات 2020 على مزاعم ترامب الكاذبة حول تزوير الانتخابات فى تلك الولاية واجهوا تهديدات بالقتل والترهيب والمضايقات. كما تم استهداف منزل وزير خارجية ولاية جورجيا براد رافنسبرجر، وهو أيضًا جمهورى.
فى الوقت الذى يتزايد فيه خطر الإرهاب المحلى، وجدت دراسة استقصائية أجراها مؤخرًا معهد أمريكان إنتربرايز أن 39 فى المائة من الجمهوريين اتفقوا على أنه «إذا لم يقم القادة المنتخبون بحماية أمريكا، يجب على الناس أن يفعلوا ذلك بأنفسهم، حتى لو تطلب الأمر استخدام العنف». هذه النتيجة تعد صادمة. ويرى دانييل كوكس، مدير مركز الاستقصاء حول الحياة الأمريكية التابع لمعهد أميريكان انتربرايز، أن تبرير استخدام القوة فى النظام السياسى يعد مخيفا، وطالما أن الفكرة مقبولة فالشخص يميل إلى التصرف بطريقة معينة إذا كان أمامه الفرصة لذلك. ناهيك عن أن الدائرة الانتخابية الأكثر موثوقية للحزب الجمهورى، أى الإنجيليين البيض، تتبنى نظريات كيو أنون ــ نظرية مؤامرة من ابتداع اليمين الأمريكى المتطرّف تؤمن بوجود مؤامرة من جانب الدولة العميقة فى الولايات المتحدة ضد ترامب وأنصاره.. كل هذا سيشعل حريقا مستقبليا، تزيد معه مسببات الاشتعال كل أسبوع.
خلال جلسة استماع لجنة الرقابة والإصلاح فى مجلس النواب فى الثانى عشر من مايو الماضى والتى ركزت على تمرد 6 يناير، حاول العديد من الجمهوريين إعادة كتابة تاريخ أعمال الشغب. وصف أندرو كلايد النائب الجورجى الهجوم بأنه «زيارة سياحية عادية» إلى مبنى الكابيتول. وقالت النائبة جودى هايس، نائبة جمهورية عن ولاية جورجيا، «أن أنصار ترامب هم الذين فقدوا حياتهم ذلك اليوم»، واتهم النائب بول جوسار من ولاية أريزونا وزارة العدل بـ «مضايقة الوطنيين السلميين فى جميع أنحاء البلاد»، وأضاف أن الأكاذيب تستخدم لقمع المواطنين الأمريكيين السلميين وخاصة ناخبى ترامب.. نحن نرى جمهوريين يصنعون سلاما مع أعمال الشغب ونظريات المؤامرة التى أدت إلى ذلك.
***
تكرار الأكاذيب لا يتسبب فقط فى تبنى الأمريكيين لها بمرور الوقت، ولكنها أيضا تشوه حساسيتهم الأخلاقية؛ حيث تصبح الأكاذيب حقيقة ويُنظر إلى الأفعال الظالمة على أنها صالحة، ويصبح الإيمان بهذه الأكاذيب المضللة إثباتا لولاء الفرد لقبيلته السياسية. هذه الأكاذيب تعد من أخطر التهديدات التى يمكن أن تواجهها الديمقراطية، حيث تقوض الثقة فى الانتخابات وسيادة القانون ونظام الحكم.
هنا تقتنع هذه العقلية بأنها مظلومة بشكل كبير، عقلية تعتقد أن: زعيمهم المبجل، ترامب، أُقيل من منصبه بوسائل غير مشروعة ومن قبل أشخاص عقدوا العزم على تدمير أمريكا. فهذا بالنسبة إليهم لم يحدث من قبل فى التاريخ الأمريكى، لذلك يجب عليهم استخدام ما فى حوزتهم من الأسلحة لتصحيح الوضع وحماية حقوقهم التى تنتهك. فى بعض الأحيان يكون العنف ملاذًا ضروريًا، وليس أمامهم خيار آخر، ففى الأخير هم ضحايا «جريمة القرن».. هكذا يمهد الطريق للعنف السياسى.
لقد أدرك ترامب فى تصريحاته أنه ليس بحاجة إلى الدعوة الصريحة للعنف. فقبول أنصاره للحجج التى يقدمها يجعل العنف فى أذهانهم هو الرد الوطنى الوحيد.
يقول الكاتب إن الكثير من الجمهوريين وغيرهم يعلمون إلى أين يؤدى ذلك. يرجع الكاتب إلى ما أشار إليه منذ أكثر من خمس سنوات؛ إلى أن استخدام ترامب للعنف والعاطفة والغضب وحب الوطن هو بالضبط ما خشيه الآباء المؤسسون وحذر منه لينكولن.
الأسباب التى أدت لهذا الهجوم المسلح على الكابيتول، أو الديمقراطية، كانت موجودة منذ زمن، وساعد على ظهورها المؤمنون بجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، وخوف المشرعين الجمهوريين، والدعاية فى الإعلام اليمينى. الكثير من اليمين الأمريكى يتقبلون العنف كوسيلة لتحقيق أهدافهم وهزيمة أعدائهم.
الأحوال قد تتغير؛ يمكن للأحزاب، مثل الأفراد، تحقيق الإصلاح وتعزيز الصالح العام. يمكن لشخصيات قوية ومؤثرة أن تنهض؛ شخصيات مثل ليز تشينى وميت رومنى وآدم كينزينجر، لكنهم وحيدون ومعزولون. فى الوقت الحالى، وبالنسبة لأولئك الذين أمضوا جزءًا كبيرًا من حياتهم السياسية فى الحزب الجمهورى، فمن المؤلم الاعتراف بأن الحزب الذى ساعد لينكولن فى بنائه يواجه نفس المخاطر التى حذر منها.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا

التعليقات