الأهلي حالة (١) - محمد الهوارى - بوابة الشروق
السبت 5 يوليه 2025 5:57 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟



الأهلي حالة (١)

نشر فى : الجمعة 4 يوليه 2025 - 7:20 م | آخر تحديث : الجمعة 4 يوليه 2025 - 7:20 م

منذ شهر يونيو سيطر الأهلى بصفقاته ومبارياته وأدائه على أحاديث جماهير الكرة من الكارهين له أكثر من المحبين حتى إنهم يبدون وكأنهم نسوا أنديتهم تماما. ولكن من يلومهم وهم يرون جماهير الأهلى يعيشون حلما جميلا بمشاهدة ناديهم ينازل أكبر الأندية العالمية فى بطولة رسمية بفرقهم التى تصل التكلفة السوقية لبعضهم أضعاف فريق الأهلى.

 هو حلم حتى اليوم حكر على جماهير الأهلى حيث عشناه كثيرا ونحن بذلك أكثر الجماهير حظا فى العالم.

فى عالم يسوده التسيد للأقوى يجعلنا الأهلى نتنفس بارقة أمل بأن نعيش قصة من قصص البطولة. وقلما يخيب الأهلى ظنون محبيه من مشجعى الأهلى ومشجعى الفرق المصرية فى المحافل الدولية فهو أكثر الفرق فوزا بالمركز الثالث فى تاريخ البطولة بشكلها القديم ومثل بلده وقارته تمثيلا مشرفا فى شكل البطولة الجديد. وفى هذا المقال لا أدعى معرفة بكرة القدم وفنونها أكثر من كونى مشجعا وفيا للفريق وبالتالى فأتفهم إمكانياتى المحدودة فى هذا الصدد مقارنة بأعضاء لجنة الكرة بالأهلى وعلى رأسهم معبود الجماهير الأهلاوية والمصرية كابتن محمود الخطيب. ولكنى أنظر لتجربة هذا العام وهى تجربة من نوع خاص من وجهة نظر اقتصادية وإدارية ورياضية بحكم خبراتى.

بداية اسمحوا لى أن أتكلم بلسان حال المشجع فقد أتيت من عائلة تتنفس حب النادى. وكوالدى رحمه الله أحد كبار مشجعى النادى، يوم مباراة الأهلى نعلن حالة الطوارئ فمواعيد اليوم تتحدد حسب وقت مباراة الأهلى، وبناتى يمشين فى شوارع زيوريخ بالفانلة الحمراء يغنون أهازيج جماهير «التالتة شمال». وكمشجع أقول أن سقف طموحات جماهير الأهلى أصبح أعلى من أى وقت مضى ولن يرضوا إلا بأداء ونتائج قوية فى كأس العالم القادمة. وهذا طبيعى لجماهير نادى أصبح يفوز بالبطولات المحلية والقارية كالهواء فبدأ يبحث عن سطور المجد الجديدة. هى ضريبة النجاح لكابتن بيبو. فالفوز يجعل المشجع أكثر طمعا وسنوات كابتن الخطيب كانت وما زالت من أكثر السنوات تتويجا بالبطولات المحلية والقارية.

ولنا فى تجربة هذا العام ملاحظات مهمة بداية من الإيجابيات وهى متعددة وأبرزها فى تقديرى:

أولاً: نجح الأهلى فى تدعيم الفريق بقوة قبل البطولة وظهرت قوة وأهمية هذه التدعيمات فى التشكيل الذى كان نصفه تقريبا من اللاعبين الجدد. هو شىء يعود فى المقام الأول لكابتن بيبو فاسمه كفيل بفتح أبواب ومكالمته قادرة أن تؤثر فى أهم اللاعبين. وأهم سمة فى التدعيمات الجديدة هو قوة الجانب البدنى بالإضافة للجانب الفنى. القوة البدنية أصبحت عاملا أساسيا للاعب الكرة الحديث وفى تقديرى أن عددا كبيرا من نجوم الفريق يجب أن يهتموا بالقوة البدنية فى الفترة القادمة ليصلوا للمستوى العالمى المطلوب وأخص بالذكر إمام عاشور نجم الفريق. فهو لاعب إذا أضاف قوة بدنية لقدراته الحالية فسيصبح فى مستوى نجوم أوروبا.

ثانيًا، نجد تحول الأهلى لنموذج تسويقى وهو شىء أخذ سنوات بل عقودا من العمل لتحويل اسم النادى لعلامة تجارية يستطيع النادى استثمارها لتحسين مصادر الدخل وهو ما ظهرت نتائجه مؤخرا بوضوح. فبينما الفارق بين الأهلى وباقى الأندية المحلية بل والقارية والعربية كان واضحا منذ سنوات، فهناك طفرة حدثت مؤخرا بانت وضوح الشمس فى صفقة النجم الأهلاوى زيزو والتى قدمت نموذجا جديدا لتمويل فريق الكرة قد يكون الأهلى الوحيد محليًا وعربيًا وقاريًا على تنفيذها بهذا الشكل والحجم.

ثالثا، هذا الجمهور العظيم الذى يزحف وراء فريقه فى أى مكان فى العالم متعطشًا لكل ما هو مصرى وهم يعلمون أن الأهلى لن يخيب آمالهم على الأقل بأداء ممتع ومشرف. وهذا نجاح آخر للأهلى دونًا عن أى نادٍ مصرى آخر فهو الوحيد الذى لف حول العالم ممثلاً لبلاده وأظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن مشجعيه بالملايين لا يتوانون عن مساندته بالجهد والوقت والمال أينما كانوا.

فى الجزء الثانى من هذا المقال أنوى الحديث عن أهم الدروس المستفادة من الموسم الماضى وكيف ينتقل الأهلى إلى المرحلة القادمة فى تطوره نحو طموحات ونجاحات جديدة.

مدير صناديق استثمار دولية

محمد الهوارى مدير صناديق استثمار دولية
التعليقات