مسامير فى جسد ثورة يناير - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الإثنين 17 يونيو 2024 12:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مسامير فى جسد ثورة يناير

نشر فى : الإثنين 5 أغسطس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 5 أغسطس 2013 - 8:00 ص

قالت الجزيرة بعد إحصاء دقيق وتقنيات حديثة، إن ميدان التحرير لا يتسع لأكثر من 500 ألف أو أكثر قليلا، على أقصى تقدير.

تعامل مع ما تقوله الجزيرة باعتباره كلمة العلم والتكنولوجيا، ربما يثير انتباهك أن القناة التى تحاول مرارا أن تدحض انحيازاتها وتنفى أنها «الذراع الإعلامية للتنظيم الدولى للإخوان»، استخدمت قياساتها الحديثة ومهندسى المساحة لديها فى قياس ميدان التحرير، لكنها لم تفعل الشىء ذاته مع تقاطع رابعة العدوية.

الجزيرة إذن تصدق تقنياتها، لكن القناة «المهنية» لم تقدم تفسيرا للتناقض الذى تمثله حين قالت إن ميدان التحرير احتشد فيه 4 ملايين مواطن ضد مبارك، ثم عادت لتقول إن الميدان نفسه الذى لم تزد مساحته أو تنقص لا يتسع بحساب الأرقام لأكثر من نصف مليون متظاهر.. هل معنى ذلك أنه لم تكن هناك ملايين عدة نزلت ضد مبارك؟ وأن الجزيرة مدينة بالاعتذار لمبارك قبل جمهورها؟

●●●

يدافع نشطاء محسوبون على الثورة الأم «25 يناير» عن اعتصامات الإخوان من منطلق حقوقى وهذا سلوك لا يمكن نقده، لكن فى إطار هذا الدفاع يواجه هؤلاء المآخذ المطروحة على الاعتصامات بالإحالة إلى ميدان التحرير.

عندما تحدثه عن الأسلحة يقول إن اعتصامات التحرير وقت 25 يناير كانت مليئة بالأسلحة خاصة الخرطوش، وأن شباب الثوار فى الميدان كانوا يعتلون البنايات فى التحرير ومحمد محمود الأولى والثانية واعتصام العباسية ويطلقون الخرطوش والرصاص الحى على قوات الشرطة.

وعندما تواجهه بقصص التعذيب فى اعتصامى رابعة أو النهضة يرد بأن غرف التعذيب كانت موجودة فى ميدان التحرير أغلب الوقت وأن هناك قصصا كثيرة حول تحويل منافذ محطات المترو لسجون جرى فيها توثيق المشتبه فيهم وتعذيبهم بشكل مبرح.

هل معنى ذلك أن شرطة حبيب العادلى ومن بعده كانت على حق فيما كانت تقول من أن الخرطوش والقنص كان يأتى من جهة المتظاهرين؟

●●●

لا يفهم الإخوان ومؤيدوهم والمتعاطفون معهم أنهم يهدرون كل شىء ويهيلون عليه التراب بما فى ذلك ثورة 25 يناير ذاتها، التى يستمد منها الإخوان وسائر التنظيمات السياسية الحديثة مشروعيتها بالطعن المباشر فى ركيزتى الحشد والسلمية.

دخل السجال السياسى بين الفرقاء منطقة «ما شافوهمش وهما بيثوروا.. شافوهم وهما بيتحاسبوا».. وإذا استمر بهذا المنطق الذى يستخدم فيه كل طرف ما يراه مناسبا وفقط لخدمة مواقفه، سينتهى الأمر إلى أن تتحول ثورة 25 يناير إلى مجرد مؤامرة كما روج عمر سليمان وأجهزته، وإذا كنت تشكو من أن هناك شكوكا فى عودة نظام مبارك بمكوناته البوليسية فأنت توفر لهذه العودة غطاء شعبيا وبطوليا، وتقدم هذا النظام ليس فقط باعتباره القادر على ضبط الفوران والانفلات، ولكن باعتباره أصدق الأطراف فهو الذى قال من البدء إن التحرير لا يتسع لملايين، وإن الثوار مسلحين.

ليس عندى مشكلة فى أن تظهر حقائق وأن يكتب تاريخ الثورة بنزاهة ووضوح، لكن البعض وهو يبكى على ثورة يناير وأهدافها، يدق المسامير فى جسدها، وكأن الإخوان يقلدون نظام مبارك تماما. عندما كانوا فى السلطة استخدموا أدواته وسياساته، وعندما خرجوا منها استخدموا خطابه وحججه فى تشويه ثورة قامت عليهم، وهدم ثورة شاركوا فيها من قبل.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات