تصدير الأزمات.. تأثير وسائل الإعلام فى تويتر العلاقات المصرية ـ العربية - العالم يفكر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تصدير الأزمات.. تأثير وسائل الإعلام فى تويتر العلاقات المصرية ـ العربية

نشر فى : الثلاثاء 5 أغسطس 2014 - 8:25 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 5 أغسطس 2014 - 8:25 ص

نشر المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية مقالا تحليليا يتناول التأثير السلبى لوسائل الإعلام على السياسة الخارجية للدول. جاء فيه: قبل عدة سنوات تسبب الإعلام ــ الرياضى تحديدا ــ فى تعميق وتأجيج أزمة مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر لتصل إلى حدود أزمة سياسية بين الدولتين، الأمر الذى كان يقتضى ضرورة التفكير بجدية فى قدرة الإعلام على اختلاق أزمات بين الدول، رغم أن تلك الأخيرة قد تضاءلت قدرتها على السيطرة على وسائل الإعلام ومقدمى البرامج، سواء بسبب ما تحقق من تقدم فى احترام الدولة لحرية الإعلام، أو بسبب تزايد عدد القنوات الفضائية الخاصة.

أما قناة «الجزيرة» القطرية فقد كانت عاملا أساسيّا فى توتر العلاقات المصرية ــ القطرية منذ ما قبل ثورة 25 يناير 2011، وتدعم دورها فى تأزيم تلك العلاقات بشكل لافت فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013. ومما لا شك فيه، فإنه لا توجد قناة فى دولة عربية يمكن الإشارة إليها على سبيل التحديد بأنها تلعب الدور ذاته الذى لعبته وتلعبه قناة «الجزيرة» القطرية، ومع ذلك فإن بعض الدول العربية باتت تعانى من «شطط» بعض إعلامييها أو مقدمى البرامج فى بعض القنوات خاصة الفضائية. وتقدم حالة مصر نموذجا فى ذلك السياق.

•••

فمع توتر العلاقات بين مصر وحركة «حماس» بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، غالى بعض الإعلاميين المصريين فى الهجوم على الحركة، مستخدمين فى ذلك الحكم الصادر من محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة الذى قضى بحظر أنشطة الحركة داخل مصر؛ حيث طالب بعض الإعلاميين بضرورة أن يتدخل الجيش المصرى فى غزة لضرب الحركة، على اعتبار أنها تدعم جماعة الإخوان فى مصر، وتدرب عناصر لها فى القطاع، وتساعد فى العمليات الإرهابية التى تقع فى سيناء. ومن ثم تم تسويق الأمر على أن مصر باتت تتعامل مع «حماس» كما لو كانت عدوّا، وأن مصر بصدد معاقبة قطاع غزة نتيجة تصرفات «حماس».

وهكذا تصاعدت الأزمة بين الحركة ومصر بشكل غير مسبوق، وربما يكون ذلك من الأسباب الأساسية للموقف الذى تتخذه «حماس» من مصر، ومبادرتها لوقف إطلاق النار فى الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة.

•••

كما أشار المقال إلى حلقة من برنامج «صباح أون» للإعلامية أمانى الخياط على قناة «أون تى فى» أدت إلى أزمة فى العلاقات بين مصر والمغرب؛ حيث اتهمت مقدنة البرنامج، فى منتصف يوليو 2014، دولة المغرب بأن «اقتصادها يقوم على الدعارة»، وذلك فى محاولة منها للتقليل من مكانة المغرب التى استنجد بها خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» وطالبها بالتدخل لوقف الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وهو الأمر الذى أثار استياء المغرب على المستويين الرسمى والشعبى؛ حيث ردت زوجةُ السفير المغربى بالقاهرة على المذيعة ردّا لاذعا، وقدمت السفارةُ بلاغا للنائب العام، كما نظمت الجالية المغربية فى مصر وقفة احتجاجية أمام مقر القناة، وخرجت مظاهرة فى المغرب حُرقت خلالها صور المذيعة، ولم يُفلح اعتذار المذيعة على الهواء وبيان القناة بالاعتذار فى تخفيف حدة الأزمة.

وجدير بالذكر هنا أن المغرب كانت قد أبدت استياءها أيضا من الصورة التى تم تناولها بها فى المسلسل الرمضانى «تفاحة آدم»، فقامت برفع دعوى تطالب فيها بوقف عرض المسلسل، وهو الأمر الذى فُهم منه أن ثمة توجها مصريّا للإساءة إلى المغرب.

وعلى صعيدٍ ثانٍ، كانت المذيعة رانيا بدوى فى قناة «التحرير» قد تسببت فى حدوث أزمة مع السفير الإثيوبى بالقاهرة حينما هاجمته بعنف فى مداخلة تليفونية معه انتهت بإغلاقها الهاتف قبل أن يُنهى السفير مداخلته، فأعرب السفير عن استيائه من ذلك الموقف بمذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية المصرية، اشتكى فيها من سوء تعامل المذيعة معه. ولم تجد القناة وسيلة لتخفيف حالة الاحتقان مع السفير الإثيوبى سوى استبعاد المذيعة من القناة تماما، بينما تركت لوزارة الخارجية التعامل مع الآثار السلبية لهذا الموقف مع السفير الإثيوبى.

•••

فى الختام أكد المقال أنه يُمكن للإعلام أن يلعب دورا إيجابيّا فى السياسة الخارجية لدولةٍ ما، بما يجعل منه واحدا من أدوات السياسة الخارجية المهمة، ولكن تواضع أو بالأحرى انعدام معرفة الإعلاميين بالخط العام لسياسة الدولة وحدود أمنها القومى وتعاملهم بسطحية وخفة شديدة مع قضايا السياسة الخارجية يؤدى إلى مشكلات عديدة تتحمل تكلفتها الدولة. فالفتنة التى خلقها الإعلام مع الجزائر ورغم احتوائها فيما بعد ظلت تداعياتها مستمرة على العلاقة بين الشعبين، وكذلك الحال مع كلٍّ من المغرب وإثيوبيا.

والتكلفة التى تتحملها الدولة هنا ليست فقط فيما يتعلق بعلاقاتها مع الدول الأخرى، ولكن أيضا على المستوى الداخلى، إذ أن تعامل القنوات مع الإعلاميين المتجاوزين بالاستبعاد يوتر العلاقة بين الدولة والوسط الإعلامى؛ حيث يتم إرجاع هذا الاستبعاد، فى كثير من الأحيان، إلى ضغوط مارستها الدولة، وهو الأمر الذى يفرض ضرورة العمل على وضع تصور متكامل لإصلاح الإعلام المصرى والعربى، وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامى على المستويين القُطْرى والقومى، والأهم من ذلك ضرورة تأهيل الإعلاميين الذى يتصدون لمخاطبة الجماهير، خاصة فيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية والأمن القومى؛ إذ يظل دور الإعلام فى النهاية هو إعلام المواطنين بما يحدث، وطرح البدائل الممكنة أمامهم للتعامل مع القضايا المختلفة، بما يعنى فى النهاية تنويرا للرأى العام وليس توجيهه أو استخدام الإعلام من قبل القائمين عليه والعاملين فيه لتأسيس وترسيخ حالة من النجومية والزعامة لهذا الإعلامى أو ذاك بصرف النظر عن تداعياته السلبية على الرأى العام وعلى الأمن القومى للدولة.

التعليقات