ربيع أوكرانيا القاسي - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ربيع أوكرانيا القاسي

نشر فى : الإثنين 6 فبراير 2023 - 7:35 م | آخر تحديث : الإثنين 6 فبراير 2023 - 7:35 م

تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من إكمال عامها الأول، حيث يصادف بدء الغزو الروسى للأراضى الأوكرانية الرابع والعشرين من شهر فبراير الجارى، وعلى الرغم من مرور نحو 12 شهرا على القتال الضارى لا تزال نيران الحرب مستعرة، وسط تهديدات روسية صريحة بإحراق أوكرانيا وتحويلها إلى رماد إذا هى «استهدفت الأراضى الروسية» بأسلحة متطورة تعتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون تزويد الأوكرانيين بها.

 التهديد الروسى بحرق أوكرانيا جاء على لسان نائب رئيس مجلس الأمن الروسى، دميترى ميدفيديف (الرئيس الروسى السابق) والحليف الأقرب إلى بوتين، والذى قال مستشعرا الخطر من تزويد أوكرانيا بأسلحة متنوعة بينها صواريخ طويلة المدى: «نحن لا نضع لأنفسنا أى حدود ونحن مستعدون، اعتمادا على طبيعة التهديدات، لاستخدام جميع أنواع الأسلحة، وذلك وفقا لوثائق عقيدتنا، بما يشمل أساسيات الردع النووى».

 وعلى ما يبدو فإن رسالة التهديد الروسية قد وصلت سريعا إلى الجانب الآخر، فبعد إعلان ألمانيا التوافق مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى على عدم استخدام الأسلحة الغربية ضد الأراضى الروسية، أكد وزير الدفاع الأوكرانى، أوليكسى ريزنيكوف، أن «الأسلحة بعيدة المدى التى وعدت الدول الغربية بتسليمها إلى أوكرانيا لن تُستخدم لاستهداف الأراضى الروسية بل المناطق المحتلة فقط».

الحذر الأوروبى من لجوء أوكرانيا لاستخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا لا ينفى أن قتالا طاحنا سيشهده الربيع المقبل حيث تنتظر أوكرانيا تزويدها، قبل نهاية مارس، بالمزيد من الدبابات الألمانية والصواريخ الأمريكية والعتاد العسكرى عبر العديد من العواصم الغربية، ضمن مساع لجر روسيا إلى مستنقع استنزاف عسكرى طويل الأمد، يحقق للغرب أغراضه بتكبيد الروس أكبر قدر من الخسائر والأضرار البشرية والمادية فى ساحات القتال. 

 وعلى عكس تصريحات لوزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن نفى فيها أن يكون الصراع الدائر فى أوكرانيا، صراعا بين الولايات المتحدة، والغرب وحلف الناتو من جانب، وروسيا من الجانب الآخر، فإن واقع الحال يقول إن تسابق الولايات المتحدة والدول الأوربية فى إرسال المزيد من المساعدات الاقتصادية والعسكرية إلى أوكرانيا لا يتوقف. 

فمع تأهب الجانبين الروسى والأوكرانى لخوض معارك أشد ضراوة فى الربيع المقبل، عندما يكون ميدان المعركة قد أصبح ملائما للمناورات الأرضية، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن تقديم حزمة مساعدات عسكرية قيمتها 2.175 مليار دولار، تشمل صاروخا جديدا، وسيكون من شأنها زيادة مدى الضربات الأوكرانية إلى الضعف.

بروكسل حيث مقر الاتحاد الأوروبى أعلنت بدورها عن مساعدة عسكرية إضافية من الاتحاد إلى القوات الأوكرانية بقيمة 500 مليون يورو، ما يرفع القيمة الإجمالية للدعم العسكرى لـ12 مليار يورو، بينما أعلنت فرنسا وإيطاليا فى بيان مشترك عن تزويد كييف، فى الربيع المقبل، بمنظومة دفاع صاروخى أرض ــ جو متوسطة المدى من طراز «مامبا»، ، لتمكين أوكرانيا من «الدفاع عن نفسها فى وجه هجمات المسيّرات والصواريخ والطائرات الروسية» حسب البيان.

 يضاف إلى ما سبق مساعدات عسكرية بريطانية ومساعدات من الدول الأوروبية الأخرى غير الأعضاء فى الاتحاد، فى وقت تؤكد فيه غالبية دول الاتحاد الأوروبى استعدادها لمواصلة الدعم غير المحدود لأوكرانيا «طالما كانت بحاجة للدعم». 

فى المقابل تواصل روسيا تدعيم قواتها بمجندين جدد بعد تدريبهم لزيادة تواجدهم على جبهات القتال وسد العجز الذى ظهر فى الأخيرة للقتال، وسط تقارير عن اعتزام موسكو استدعاء المزيد من قوات الاحتياط فى الأسابيع والأشهر المقبلة.

وفى ظل غياب أية مؤشرات سياسية بشأن عودة موسكو وكييف إلى مائدة التفاوض لإنهاء الصراع الذى يدفع العالم أجمع ثمنه، يبدو أن الربيع الأوكرانى سيكون أشد قسوة من معارك الشتاء بصقيعه وثلوجه، فى ضوء تأكيد الساسة الأوروبيين والأمريكيين على عدم تخليهم عن أوكرانيا، وتهديدات روسيا بالردع النووى.

التعليقات