غزة.. واختبار التكنولوجيا - صحافة عربية - بوابة الشروق
الثلاثاء 6 مايو 2025 9:21 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

غزة.. واختبار التكنولوجيا

نشر فى : الثلاثاء 6 مايو 2025 - 6:35 م | آخر تحديث : الثلاثاء 6 مايو 2025 - 6:35 م

نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالًا للكاتب يونس السيد، تناول فيه ما جاء فى تقرير صدر عن صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا حول استخدام إسرائيل تقنية الذكاء الاصطناعى فى حربها الحالية على قطاع غزة، وتحويل الأخير لحقل تجارب لكل أنواع الأسلحة التكنولوجية.. نعرض من المقال ما يلى:
قد يكون من المبكر معرفة كل الأسلحة الحديثة والتقنيات المتطورة التى استخدمتها إسرائيل فى حربها على قطاع غزة، لكن من الثابت أن القطاع كان ولا يزال ميدان اختبار لشتى أنواع التكنولوجيا المتطورة بما فى ذلك الذكاء الاصطناعى، وفق ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا.
والثابت أيضًا أنه فى تاريخ الحروب الحديثة لم تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعى على هذا النحو الواسع النطاق، كما استخدمتها إسرائيل فى حربها على غزة، إلى الحد الذى بدأ يثير مخاوف من انتشار هذه التقنية عالميًا. ووفقًا للتقارير، فقد طورت إسرائيل تقنية الذكاء الاصطناعى، التى تشمل أنظمة لتحديد المواقع، وتوجيه الغارات، والتعرف على الوجوه، وتحليل المحتوى العربى بالصوت والصورة، قبل نحو عقد من الزمن، لكنها لم تستخدمها فى ساحات القتال من قبل، وإن كانت قد طورت هذه التقنية فى منظومات الدفاع الجوى، مثل «القبة الحديدية» والمسيرات وغيرها.
وبحسب ما كشفته التقارير، فقد تسارعت عملية تطوير تقنية الذكاء الاصطناعى بعد هجوم السابع من أكتوبر من خلال الوحدة المعروفة باسم 8200، مستفيدة من خبرات جنود الاحتياط الذين كانوا يعملون فى شركات تقنية كبرى، مثل جوجل، مايكروسوفت، وميتا. كانت نقطة البداية، وفق الصحيفة، عملية اغتيال القيادى فى «حماس» إبراهيم بيارى، بعدما فشلت الاستخبارات الإسرائيلية فى تعقبه داخل شبكة الأنفاق، حيث لجأت إلى أداة صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعى، سمحت بتحديد موقعه التقريبى استنادًا إلى تحليلات صوتية لمكالماته، ومن ثم اغتياله بغارة جوية ومعه 125 مدنيًا، بحسب منظمة «إيروورز» البريطانية المتخصصة فى رصد ضحايا الصراعات.
وخلال الأشهر التالية، واصلت إسرائيل تسريع دمج الذكاء الاصطناعى فى عملياتها العسكرية، لكن هذه التكنولوجيا لم تكن خالية من العيوب، فكثيرًا ما أخفقت فى برنامجها اللغوى الضخم فى فهم المصطلحات العامية، وإعادة صور غير دقيقة مثل «أنابيب» بدلًا من «بنادق» وغيرها، كما تشير التقارير.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة هو لماذا أخفقت هذه التقنية، حتى الآن، فى تحديد مواقع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين فى قطاع غزة، وهو الأمر الأكثر إلحاحًا بالنسبة لإسرائيل، رغم ما تدعيه من نجاحات فى هذا الميدان، والتزام غير موجود بالقانون الدولى والقواعد الأخلاقية. ولعل هذا ما دفع مسئولين أوروبيين وأمريكيين إلى التحذير من أن ما يجرى فى غزة قد يشكل نموذجًا أوليًا لحروب المستقبل، التى تعتمد على خوارزميات يمكن أن تخطئ أو تساء إدارتها، ما يضع حياة المدنيين وشرعية العمليات العسكرية على المحك.
هذه ليست نهاية المطاف، إذ ناهينا عن سيل الأسلحة المتطورة التى تتدفق من الولايات المتحدة والدول الغربية عمومًا، فقد حولت إسرائيل قطاع غزة إلى حقل تجارب للأسلحة الجديدة، مثل صاروخ «بار» ومسيرات ومدافع ليزيرية وصواريخ تطلق عن الكتف وحتى ناقلات جند تستخدم الأسلحة الذكية وغيرها، وهى كلها تستخدم لأول مرة فى قطاع غزة.

التعليقات