المصريون.. والانتخابات الأمريكية! - خالد سيد أحمد - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:57 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المصريون.. والانتخابات الأمريكية!

نشر فى : الجمعة 6 نوفمبر 2020 - 10:00 م | آخر تحديث : الجمعة 6 نوفمبر 2020 - 10:00 م

تساءل كثيرون عن سر اهتمام المصريين بمتابعة جميع التفاصيل المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، سواء من حيث عمليات التصويت أو استطلاعات الرأى أو النتائج التى ظهرت فى كل ولاية، أو حتى تصريحات ومواقف المتنافسين الرئيسيين فيها.
بداية لم يكن المصريون وحدهم، هم من تابعوا هذا الحدث العالمى بهذا الاهتمام الكبير، بل دول وشعوب الكرة الأرضية أجمع، نظرا للدور الريادى الذى تضطلع به الولايات المتحدة فى قيادة العالم، ومدى تدخلها وتأثيرها المباشر على جميع القضايا والملفات باعتبارها القوة الأعظم فى الكون.
إذن لم يكن الاهتمام بهذه الانتخابات، أمرا غريبا أو غير مألوف فى مختلف دول العالم، فمن يتربع على عرش البيت الأبيض، يتجاوز نفوذه وتأثيره حدود بلاده إلى مختلف القارات، وتفرض المواقف والتوجهات والسياسات التى يتخذها، نفسها على صانعى القرار فى دول العالم.. فتصريح واحد له يرفع الأسواق ويهبط بها.. يطفئ حرائق فى مناطق الصراعات أو يزيدها اشتعالا.. يمنح غطاء أو يوفر حماية لنظم، أو يجعلها ترتعد خشية أن يصيبها غضبه.
هنا فى مصر، لم يختلف المشهد كثيرا من حيث الاهتمام بمتابعة تفاصيل المعركة الانتخابية الأمريكية، لكن وفق أسباب ودوافع تختلف من قطاع إلى آخر من المواطنين.. فالبعض تابعها وكله أمل بأن تحمل خبرا سارا بفوز دونالد ترامب بولاية ثانية، لاعتقاده بأن وجود نفس هذا الرئيس فى البيت الأبيض لمدة أربع سنوات قادمة، يحافظ على التعاون والتفاهم والدفء، الذى ميز العلاقات بين القاهرة وواشنطن خلال الولاية الأولى لترامب، خصوصا فى الكثير من القضايا والملفات التى تمثل أهمية استراتيجية كبيرة لمصر، مثل التعاون العسكرى ومواجهة الإرهاب والتطرف وأزمة سد النهضة الإثيوبى، وأن أى تغيير فى الإدارة الأمريكية ــ من وجهة نظر هذا القطاع ــ لن يساهم فى ايجاد «الكيمياء» التى تحققت خلال السنوات الماضية فى المدى المنظور.
قطاع آخر تابع هذه الانتخابات، ولم يخف مشاعره وأحلامه الكبيرة فى أن يأتى جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، وسط اعتقاد راسخ لديه، بأن «القيادة الديمقراطية» لأمريكا، سوف تنحاز للتيار الذى ينتمى إليه، وتمارس ضغوطا قوية على القاهرة، تسمح له بالعودة إلى المشهد السياسى الذى أقصى منه خلال السنوات السبع الماضية.
أما القطاع الأخير وهو الأكبر، فتابع بشغف وشوق مجريات الانتخابات الأمريكية من باب التمنى، بأن تشهد مصر تجربة مماثلة من حيث التنوع والقوة والمشاركة الشعبية الواسعة والشفافية الكبيرة التى جعلت الجميع لا يعرفون اسم الفائز حتى فرز أصوات الصندوق الأخير للاقتراع.
أيا كان الدافع وراء الاهتمام بالانتخابات الأمريكية فى أى مجتمع من المجتمعات، فإن المتابعة الدقيقة لمجرياتها وتطوراتها وتفاصيلها، تثبت لنا أن الشعوب خصوصا العربية لاتزال لديها الرغبة الجارفة فى المشاركة السياسية من أجل اختيار من يمثلها سواء فى البرلمان أو الرئاسة، وأنها تتوق كثيرا لأن تمارس حقها الدستورى بشكل حر حتى تحدد طريقها نحو المستقبل الذى تريده.
لكن هذه الرغبة حتى تتحقق على أرض الواقع، وتعبر الشعوب العربية عن رأيها بكل حرية وشفافية، وتختار بكامل إرادتها من تراه الأصلح والأجدر على تحقيق مطالبها وطموحاتها، فلابد من توافر المناخ الملائم الذى يسمح بذلك.. هذا المناخ يفتح الباب على مصراعيه أمام ممارسة السياسة بلا قيود ولا يعتبرها تهمة مخلة بالشرف.. يحض على الاهتمام بقضايا الشأن العام ولا يراها خيانة للوطن.. يشجع من يرى فى نفسه القدرة على الترشح لأهم وأعلى المناصب فى البلاد، من دون أن يتهم بارتكاب خطيئة تستوجب الاستغفار والتوبة أو جريمة تتطلب العقاب.

التعليقات