حب وحرمان - محمود قاسم - بوابة الشروق
الثلاثاء 12 أغسطس 2025 2:55 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

حب وحرمان

نشر فى : الجمعة 8 أغسطس 2025 - 7:55 م | آخر تحديث : الجمعة 8 أغسطس 2025 - 7:55 م

‎هذا واحد من الأفلام شبه المجهولة التى لا يعرفها المتفرج العادى، وهو مناسب أن نتعرف عليه، خاصة أنه الفيلم الوحيد فى تاريخ مسيرة رشدى أباظة الذى تعمد فيه المخرج إبراهيم عمارة، وكاتب السيناريو حسن توفيق، كسر الوجه المألوف للنجم الوسيم رشدى أباظة، الذى اشتهر فى زمنه وحتى الآن بأنه أقوى النجوم فى السينما المصرية فى مسألة الرجولة أو الفحولة، ففى حياته المهنية والخاصة عرف رشدى أباظة بأنه رياضى وأنه معبود النساء، وكم كشفته الأفلام باعتباره شيخ الفحول مثلما رأيناه فى أفلام منها «امرأة فى الطريق»، «الرجل الثانى»، «الطريق»، «السراب»، «أين عقلى»، وغيرها، لكن فى الفيلم الذى نتحدث عنه فإنه منذ بداية الأحداث أُصيب أسامة فى حادث طريق أثناء سفره لأوروبا، وأجريت له عمليات فى عموده الفقرى المنكسر، لكنه خرج من كل العمليات فاقد الفحولة، غير قادر على أداء واجباته الزوجية، خاصة أنه يستعد للزواج من ابنة عمه إلهام، هذا العم الذى أسند إليه إدارة كافة مصانعه، واعتبره وريثه الشرعى، إذا وطوال أحداث الفيلم والانكسار واضح بشدة فى عينى أسامة الذى يبتعد طواعية عن حبيبة قلبه إلهام التى جسدتها مها صبرى وهى واحدة من أكثر ممثلات السينما المصرية أنوثة، والمرة الوحيدة فى السينما المصرية رأينا هذا الفحل المنكسر يحاول التقريب بين ابنة عمه وبين المطرب الشاب نادر الذى التقته وقررت مساعدته ليصبح نجم الطرب القادم، فقد وقف أسامة برجولة سلوكية واضحة للمساهمة فى طبع الأسطوانات الأولى لهذا المطرب الذى كان مترددا فى الزواج من الفتاة الثرية، وعندما عرف بحكاية انكسار أسامة خرج من حياتها، وهنا صار على إلهام أن تعرف الحقيقة المخفاة، وأن تعمل على علاج حبيبها من إصابته، وبالفعل يتم البحث عن طبيب ماهر نجح فى إجراء العملية، ونحن لم نرَ حتى المشهد الأخير أسامة وقد تحول إلى رجل طبيعى، ولكن رشدى أباظة تقبل الدور وأداه كما طلب منه المخرج، وأعتقد أن هناك حالة متفردة للصحفى فى فيلم «عمارة يعقوبيان» وكان الأمر بالغ الجراءة من الممثل خالد الصاوى.

 


‎الفيلم من إنتاج عام 1960، وفى هذه الفترة كان هناك إقبال ملحوظ على اثنين من نجوم الغناء الجدد هما محرم فؤاد وماهر العطار، واستعان المخرجون بالاسم الأخير فى أفلام عديدة منها «أنا وأمى»، و«احترسى من الحب»، و«النغمة الحزينة»، ثم اختفى العطار عن السينما لسنوات طويلة جدا حتى آخر حياته، أما محرم فؤاد فقد وجد فرص عمل عديدة فى لبنان، بما يعنى أن السينما المصرية لم تستفد بهذين النجمين، وفى فيلم «حب وحرمان» كان الدور صغيرا للغاية ورغم ذلك فإن العطار غنى ثلاث أغنيات منوعة، كما غنت مها صبرى التى كانت أسعد حظا فى مسيرتها السينمائية، ويبقى فيلم اليوم عملا مجهولا باعتبار أن إبراهيم عمارة كان مخرجا مثل زئبق الترمومتر فى حالة صعود وهبوط ليس له أى تبرير، نحن أيضا أمام فيلم تتكرر فيه فكرة علاقات الحب بين شباب فقراء يقعون فى حب فتيات بالغات الجمال وأيضا من أسر بالغة الثراء، وأعتقد أن وجود مطرب فى حجم العطار يجعله تحت اختبار كبير، فالنجوم الذين فى الفيلم بالغو الموهبة، ليس فقط رشدى أباظة بل أيضا حسين رياض، وعبد الغنى قمر، ما يجعل المطرب فى حالة رهان بالغ الأهمية لأنه إذا فشلت أغانيه فلن تتعامل معه السينما مجددا، وعلى كل فهذا الفيلم هو واحد من الأعمال المبكرة فى مسيرة ماهر العطار وأيضا مها صبرى.

التعليقات