نتائج الانتخابات البرلمانية لم تحسم بعد - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 6:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نتائج الانتخابات البرلمانية لم تحسم بعد

نشر فى : الخميس 8 ديسمبر 2011 - 11:10 ص | آخر تحديث : الخميس 8 ديسمبر 2011 - 11:10 ص

لا أجد سببا موضوعيا واحدا للمبالغة الإعلامية وأحيانا السياسية فى تقييم أهمية نتائج المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب والنظر إليها على أنها تعطى مؤشرات قاطعة حول التشكيل النهائى للمجلس. فما زال أمامنا مرحلة ثانية وأخرى ثالثة، ولم ينتخب إلى اليوم إلا ثلث أعضاء المجلس، ولم يسجل الناخبون تفضيلاتهم إلا فى تسع محافظات.

 

لا أجد أيضا سببا موضوعيا واحدا للمبالغة فى تقييم أداء تيارات الإسلام السياسى فى المرحلة الأولى والانطلاق من المبالغة هذه لتوقع سيطرة الإسلاميين على أغلبية مقاعد مجلس الشعب. حصول حزب الحرية والعدالة على ما يقرب من 40% من أصوات الناخبين فى المرحلة الأولى لا يشكل مفاجأة، بل كان متوقعا بحسابات القدرات التنظيمية والسياسية والخبرة الانتخابية. نعم شكل حصول تحالف النور السلفى (النور مع أحزاب سلفية أخرى) على ما يقرب من 20% من الأصوات مفاجأة جعلت من النور حصان المرحلة الأولى الأسود، إلا أن معظم محافظات المرحلة الأولى هى محافظات تتركز بها قواعد السلفيين الشعبية وعلى الأرجح ستختلف الصورة فى المرحلتين الثانية والثالثة.

 

كذلك لم يكن أداء الأحزاب والمرشحين المدافعين عن مشروع الدولة المدنية بالضعف الذى عرض به الأمر إعلاميا. فالكتلة المصرية حلت ثالثة فى المرحلة الأولى وحسم عدد من أنصار الدولة المدنية سباق المقاعد الفردية لصالحهم. نعم رتبت المنافسات البينية داخل المعسكر المدنى هدرا للأصوات على مستوى القوائم الحزبية وأطاحت ببعض المرشحين على المقاعد الفردية، إلا أن مثل هذه الأخطاء يمكن تلافيها فى المرحلتين المقبلتين إن توافقت إرادة المعسكر المدنى على ضرورة التنسيق الانتخابى.

 

وفى جميع الأحوال ليس صندوق الانتخابات لحظة الانتخاب بأداة لتغيير توازنات الحياة السياسية أو قلبها رأسا على عقب بل هو يعبر عنها بدقة طالما اتسم الانتخاب بالنزاهة القانونية، وانضبطت عناصر العملية الانتخابية من مشاركة المواطنات والمواطنين إلى وجود الرقيب المدنى مرورا بالإشراف القضائى. نعلم جميعا أن الإسلاميين يمتلكون حضورا سياسيا ومجتمعيا قويا، ويستطيعون ترجمته لأصوات أمام صندوق الانتخابات، وأن المدافعين عن الدولة المدنية يصنعون اليوم مساحات وجودهم السياسى وأن الطبيعى أن حظوظهم الانتخابية أبدا لن ترقى لحظوظ الإسلاميين. صندوق الانتخابات حين يتحول لممارسة دورية يغير ويعدل أوزان الأحزاب والتيارات السياسية على مدى فترة زمنية متوسطة أو طويلة المدى. لا توجد أغلبيات أبدية فى الديمقراطيات والناخب يصوت فى الكثير من الأحيان بصورة عقابية ضد أحزاب الأغلبية، ويتعاطف مع الأقلية إن قامت بدور تشريعى ورقابى فعال.

 

أن ينقل للمصريين انطباع مؤداه أن نتائج انتخابات مجلس الشعب حسمت بعد المرحلة الأولى هو أمر معيب ويباعد بين المواطن اليائس فى حالة المتعاطفين مع المعسكر المدنى والمواطن الواثق فى حالة المتعاطفين مع التيارات الإسلامية وبين صندوق الانتخابات. فلماذا نشارك فى انتخابات معلومة النتائج سلفا؟

 

المنافسة لم تنتهِ بعد وما زلت عند أملى بأن يحصد المعسكر المدنى ثلث مقاعد المجلس المنتخب + 1.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات