أمريكا.. الراعى الأكبر لمذابح إسرائيل - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 4:17 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمريكا.. الراعى الأكبر لمذابح إسرائيل

نشر فى : الجمعة 8 ديسمبر 2023 - 8:15 م | آخر تحديث : الجمعة 8 ديسمبر 2023 - 8:15 م
56 ألف طن متفجرات ألقيت على غزة منذ بداية المذبحة الإسرائيلية لأهل غزة مع 360 طلعة طيران، كل ذلك على منطقة صغيرة مكتظة بالسكان المدنيين، كل ذلك والخارجية الأمريكية تقول إن الجيش الإسرائيلى لا يتعمد قصف المدنيين، الخارجية الأمريكية تقصد أنه يمزح مع المدنيين.
يقول بايدن: يبدو أن وضع المدنيين الآن فى غزة أفضل وذلك فى الجولة الثانية من الحرب بعد انتهاء الهدنة، ناسيا أن القصف الإسرائيلى خلف قرابة 400 شهيد غزاوى مدنى فى ثلاثة أيام.
كيف لمثل بايدن أو أمريكا أن تتحدث بعد ذلك عن حقوق الإنسان؟.
صدقت نائبة أيرلندية فى قولها: «بعد غزة وموقف أوروبا منها لن يقبل العالم مواعظ أوروبا عن حقوق الإنسان».
فى أيام الهدنة فى غزة هدد وزير الأمن الإسرائيلى المتطرف «إيتمار بن غفير» «بأنه سيستقيل إذا لم تستأنف الحرب»، وها قد عادت الحرب أشرس من سابقتها، وجيشكم الهمام الذى لا يحسن سوى قتل المدنيين والقيام بالمذابح والتطهير العرقى لهم حصد فى عدة أيام فقط أرواح قرابة 900 شهيد فلسطينى، ودمر مئات البيوت وخلف جراحات وآلام وأحزان بين الفلسطينيين لا نهاية لها،
نم قرير العين ولا تستقل وافرح بأنك من رسل الخراب والدمار وإزهاق أرواح الآمنين، لا تستقل فالجيش الإسرائيلى لن يتوقف أبدا عن المذابح والتهجير والقتل للعزل والمدنيين، ما دام العرب ممزقون والغرب ينافقكم ويكيل بألف مكيال.
بعد مقتل 15 ألف شهيد فى غزة 70% منهم من النساء والأطفال تقول الخارجية الأمريكية إن إسرائيل لا تتعمد قتل المدنيين، وكأن قتل هذه الآلاف وجرح أضعافهم وتدمير بيوتهم تم بطريق الخطأ.
الخارجية الأمريكية تسخر من عقول الأمريكيين والعالم كله، ويبدو أن العقل الأمريكى المستبطن العداء للعرب والولاء لإسرائيل يمكنه تصديق ذلك، أمريكا فقدت مصداقيتها فى العالم كله.
المتحدث باسم البيض الأبيض بكى أطفال أوكرانيا أمام الصحفيين منذ عامين، واليوم يتحدث عن أكثر من خمسة آلاف طفل فلسطينى قتيل، وكأن شيئا لم يكن.
كل ما يمت للعرب بصلة لا قيمة له لدى أمريكا، أما الإسرائيلى فلا يخدش بخدش.
صرحت الأونروا بأن 1,9 مليون نازح غزاوى انتقلوا من أماكن ومدن غزة إلى أماكن أخرى داخلها، وما لم تقله الأونروا أن إسرائيل أعلنت عن ضرورة النزوح للجنوب ثم عادت لتدك الجنوب بالمدفعية والطيران، وقالت الأونروا: إن الهدف الإسرائيلى النهائى هو إجبار أهل غزة على تركها والنزوح الجماعى إلى مصر.
حاول بنيامين نتنياهو أن يقنع أو يسرب للرئيس الأسبق مبارك فكرة تهجير فلسطينيى غزة إلى سيناء فصده مبارك، فسكت مكرها، وحاول ذلك مع السيسى فصده بقوة ووقف ضد هذه الفكرة موقفا حازما رغم المغريات الاقتصادية الهائلة التى وعدت بها أمريكا وأوروبا.
خزائن أمريكا والغرب كلها فتحت لإسرائيل رغم أنها تحارب جماعة وليست دولة، ففى أسبوع واحد اعتمد الكونجرس بسرعة البرق فى قراءة أولية أكثر من 14 مليار دولار لمساعدة إسرائيل، وفتحت كل خزائن الأسلحة الحديثة لها ومنها قنابل الأعماق التى لم تعطها لأى دولة، أما تبرعات الشركات الأمريكية فحدث ولا حرج، أما تبرعات الأوروبيين فهى وفيرة أيضا فضلا عن مشاركة الخبراء العسكريين الأمريكيين فى التخطيط للمعارك مع الإسرائيليين.
أكبر مذابح التطهير العرقى فى العصر الحديث ما يحدث الآن فى غزة وما حدث أيام البوسنة والهرسك للمسلمين من الصرب والكروات.
غزة لها تاريخ نضالى مشرف فقد استعصت على نابليون وانسحب منها، وهزم فيها التتار وكان جيشهم قد دمر بلادا كثيرة ولكنه هزم على أعتاب غزة فى عين جالوت.
أصيبت الطفلة الفلسطينية وذهبت للمستشفى فإذا بها تقول للطبيب: يا عمو هذا حلم ولا بجد، بالله عليك، هذا حلم ولا حقيقة، وهو يقول: مفيش، أنت بخير وأمها تقول لها: قولى الحمد لله، فتردد: الحمد لله، كل صورة من غزة هى مأساة متحركة تفتت الأكباد.
اكتشفت إسرائيل الغاز قبالة ساحل غزة وهى طامعة فيه لأنها لو حصلت عليه قد تضاهى قطر فى تصدير الغاز لأوروبا، وأعتقد أنها لن تتوقف عن المذابح حتى تحتل غزة أو الشريط الساحلى منها على الأقل.
التعليقات