تهديد إيران ليس عسكريًّا بل إلكترونيًّا - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:53 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تهديد إيران ليس عسكريًّا بل إلكترونيًّا

نشر فى : الأحد 9 يونيو 2019 - 10:00 م | آخر تحديث : الأحد 9 يونيو 2019 - 10:00 م

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب ماجد رافيزادى تناول فيه استراتيجيات إيران فى مواجهة الولايات المتحدة. فيقول أن إيران لا تسعى للدخول فى حرب عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة لأنها تدرك كبر حجم الجيش الأمريكى وقوته، ولكنها تلجأ إلى الحروب غير المباشرة خاصة الإلكترونية.

صعَّد النظام الإيرانى من تهديداته ضد الولايات المتحدة وخصومها فى الشرق الأوسط. فحذر قائد فى الحرس الثورى الإسلامى الشهر الماضى من أن الوجود العسكرى الأمريكى فى الخليج أصبح هدفا لإيران. وقال أميرالى حجى زاده، رئيس قسم الفضاء فى الحرس الثورى الإيرانى: «كانت حاملة طائرات تحتوى على ما يتراوح بين 40 و50 طائرة على الأقل و6000 جندى تهديدا خطيرا لنا فى الماضى، لكنها الآن هدف ولقد تحولت التهديدات إلى فرص».

تلاه الجنرال مرتضى قربانى، مستشار القيادة العسكرية الإيرانية، بتحذير من الأسلحة السرية التى تدعى أنها تمتلكها. «أمريكا ترسل سفينتين حربيتين إلى المنطقة. وإذا ارتكبوا أقل قدر من الغباء، فسنرسل هذه السفن إلى قاع البحر مع طاقمها وطائراتها باستخدام صاروخين أو سلاحين سريين جديدين».

على الرغم من أن كبار جنرالات الجيش الإيرانى هم الذين يصعدون حاليا تهديداتهم بالحرب فى المنطقة، إلا أن الموالين للنظام فعلوا نفس الشىء فى الماضى. على سبيل المثال، أكد على رضا فارقانى ــ رئيس تحرير صحيفة عرمان الإيرانية ورئيس الوزراء السابق الذى حذر سابقا من عمليات خطف جماعى وقتل مواطنين أمريكيين ــ فى العام الماضى فى مقال افتتاحى أن إيران «تحتاج إلى شن حرب» وأن «الحرب نعمة».

ومع ذلك، من الأهمية الإشارة إلى أن مثل هذه التهديدات هى فى معظمها مواقف سياسية وتكتيكات للحرب النفسية، لأن إصدار تهديدات بالحرب المباشرة ظاهرة شائعة فى سياق الخطاب السياسى للنظام الإيرانى.

طريقة عمل النظام لا تتمثل فى شن حرب مباشرة ولكن نشر أطراف ثالثة، مثل ميليشياتها ووكلائها وجماعاتها الإرهابية، وتنفيذ هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة أو دول المنطقة التى تعتبرها طهران أعداء لها.

ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه إذا شنت الجمهورية الإسلامية أى مواجهة عسكرية مباشرة ستكون بمثابة انتحار النظام الحاكم. تعرف الكوادر العليا فى الحرس الثورى الإيرانى أنه عندما يتعلق الأمر بمقارنة قدراتهم العسكرية بالولايات المتحدة، فإن واشنطن تتفوق بلا شك فى جميع الجوانب. وفقا لتقرير Global Fire Power فى 2019، الذى يصنف الدول بناء على قوتها العسكرية، تمتلك الولايات المتحدة أقوى جيش فى العالم. لدى الولايات المتحدة ما يقرب من 1.3 مليون من الأفراد العسكريين النشطين، و860.000 احتياطيين وإجمالى القوى العاملة المتاحة 144 مليون، فى حين أن لدى القادة الإيرانيين نحو 523.000 نشطين، و350.000 فى الاحتياط و47 مليونا من إجمالى القوى العامة المتاحة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة تسيطر بلا منازع على القوات الإيرانية وتتفوق عليها. فعدد طائرات الولايات المتحدة أكثر من عدد طائرات إيران بما يقرب من 15 مرة ــ أكثر من 12000 طائرة مقارنة مع 850 فى طهران.

بالإضافة إلى ذلك، يدرك القادة الإيرانيون أنه إذا هاجموا الولايات المتحدة، فإن بعض حلفاء واشنطن فى المنطقة سوف يقدمون المساعدة للولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، تفضل الجمهورية الإسلامية أن تختبئ وراء ميليشياتها ووكلائها وشن الحروب الإلكترونية. كما قال عبدالله عراقى، نائب قائد القوات البرية فى الحرس الثورى الإيرانى: «لقد سلحنا أنفسنا بأدوات جديدة لأن الحرب السيبرانية أخطر من الحرب المادية».

هذا هو السبب فى أن إيران تستثمر بشكل كبير فى تسليح ميليشياتها وتعزيز برامجها الإلكترونية. صرح معهد دراسات الأمن القومى الذى يتخذ من إسرائيل مقرا له فى عام 2016 بأن: «من الواضح أن الحرس الثورى الإيرانى يعمل على جعل إيران واحدة من أفضل الدول وأكثرها تقدما فى مجال الحرب الإلكترونية. وفى حالة التصعيد بين إيران ودول الغرب، من المرجح أن تهدف إيران إلى شن هجوم إلكترونى ضد البنى التحتية الحيوية فى الولايات المتحدة وحلفائها، مستهدفة البنية التحتية للطاقة والمؤسسات المالية وأنظمة النقل».

يجب أن تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها مدركين لهجمات إيران الإلكترونية. ففى نوفمبر 2018، اتُهم شخصان يقيمان فى إيران بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات الإلكترونية على أهداف أمريكية، والتى شلت حكومة مدينة أتلانتا عن طريق استهداف مستشفياتها ومدارسها ووكالاتها الحكومية ومؤسساتها الأخرى. تم احتجاز بيانات هذه المؤسسات الكبرى رهينة مقابل فدية. ووفقا لبراين بينزكوفسكى، رئيس القسم الجنائى بوزارة العدل، فإن الهجمات استهدفت عمدا ضحايا يعرفون أنهم سيكونون على استعداد للدفع ــ مثل المستشفيات والمدارس. وقالت المخابرات الأمريكية إن الجمهورية الإسلامية كانت وراء فيروس «شمعون» الذى استهدف أجهزة الكمبيوتر التابعة لشركة أرامكو السعودية للنفط فى عام 2012.

باختصار، يدرك قادة إيران أن الحرب المباشرة مع الولايات المتحدة ستكون انتحارية للنظام. نتيجة لذلك، فإن طريقة عمل طهران لمواجهة أمريكا تتمثل فى الاختباء وراء ميليشياتها وتنفيذ هجمات إلكترونية.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغني
النص الأصلى

التعليقات