الأذرع الطويلة لإيران وصلت إلى مناطق السلطة الفلسطينية والشارع العربى فى إسرائيل - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:42 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأذرع الطويلة لإيران وصلت إلى مناطق السلطة الفلسطينية والشارع العربى فى إسرائيل

نشر فى : الخميس 10 أغسطس 2017 - 10:40 م | آخر تحديث : الخميس 10 أغسطس 2017 - 10:40 م

لا حاجة إلى أن يكون المرء مسئولا كبيرا فى شعبة الاستخبارات العسكرية [«أمان»] ويقرأ آخر التقارير الاستخباراتية، كى يفهم أن الأذرع الطويلة لإيران والحرس الثورى وصلت أخيرا إلى مناطق السلطة الفلسطينية والشارع العربى فى إسرائيل.
كل من لم يرغب بأن يرى الإيرانيين فى منطقة الحدود مع سورية فى هضبة الجولان، يمكنه أن يشعر بهم جيدا هذه الأيام فى القدس وفى مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. ولمسنا الأدلة التى تثبت ذلك فى أحداث جبل الهيكل [الحرم القدسى] الأخيرة وفى مراسم دفن منفذى العملية المسلحة بالقرب من المسجد الأقصى التى أقيمت فى أم الفحم [المثلث]، حيث سمعت فى كل هذه الأحداث المرة تلو الأخرى اقتباسات عن آية الله على خامنئى فحواها «فلسطين ستُحرّر بعون الله والقدس لنا».
إن نشاط الإيرانيين يتم أساسا عبر شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى التى تنجح إيران من خلالها فى تجنيد الكثير من الأشخاص. وهؤلاء يسيرون كأسرى وراء من يعرف كيف يتحدث إلى قلوبهم ويلمس المشاعر الأكثر رقة لعشرات آلاف الشبان الفلسطينيين فى المناطق [المحتلة] ومن العرب فى إسرائيل، ممن فقدوا الأمل وبات من السهل تجنيدهم فى الصراع المتواصل ضد الاحتلال الإسرائيلى.
وحتى بحسب تقارير ظهرت فى وسائل الإعلام الفلسطينية، فإن رزم الغذاء والشراب التى وزعت بسخاء وبمبالغ تصل إلى ملايين الشيكلات أثناء أحداث الحرم الأخيرة، كانت بتمويل إيرانى كامل، مما يدل على أنه يوجد هنا جهاز ناجع يتلقى من إيران الكثير من المال ويعرف كيف يوجهه وفقا للتعليمات التى تأتى من طهران. ولا يبدو هذا مفاجئا، فالإيرانيون فهموا أن السبيل الأكثر نجاحا للصراع ضد إسرائيل والمساس بالعلاقات التى يتم نسجها بين إسرائيل والسعودية ومصر ودول الخليج كتحالف مناهض لإيران الشيعية، هو جعل النزاع الاسرائيلى ــ الفلسطينى حربا دينية على الحرم وعلى شرف وقدسية المسجد الأقصى وإنقاذه من أيدى الصهاينة الذين يعتزمون هدمه. وطريقة عمل ذلك تكمن فى تجنيد الجماهير وإخراجها إلى الشوارع فى ظل اضطرابات وانعدام أمن فى وسط الجمهور اليهودى. وبطبيعة الحال، فإن تحويل هذا الصراع إلى صراع دينى يجعل كل من لا ينضم إليه متعاونا مع الاحتلال الصهيونى وكافرا بالإسلام.
يبدو أن الإيرانيين لا يترددون فى استخدام أى وسيلة، وهم لن يفوتوا أى فرصة لإشعال النار وإخراج الجماهير إلى شوارع القدس بغية زعزعة الأمن. وفى الوقت نفسه فإنهم يحرّضون الجماهير فى كل البلدان الإسلامية للانضمام إلى الكفاح من أجل إنقاذ الأقصى.
لا بُد من القول إن السلطة الفلسطينية واعية لهذا التطور ومثلها أيضا أجهزة الأمن الإسرائيلية. ويمكن افتراض أن الجانبين يقومان بإجراء دراسة معمقة لإعطاء جواب ملائم.
بموازاة ذلك، فإن إيران هى عمليا الرابح الأساسى من الحرب الأهلية الدائرة فى سورية، حيث باتت تسيطر الآن على أكثر من 60% من أراضى هذه الدولة الممزقة من خلال الحرس الثورى وحزب الله وميليشيات شيعية متعدّدة. ووفقا لتقارير جديدة، بدأت إيران أخيرا بالاستخدام السرى لمطار يقع فى السين فى جنوب سورية فى منطقة التنف قرب مثلث الحدود بين العراق وسورية والأردن، ووجهتها هى نحو هضبة الجولان.
إن التهديد الإيرانى على إسرائيل لا يكمن فقط فى برنامجها النووى ودعمها المكثف لحزب الله و«حماس»، فالتهديد الجديد يكمن فى الأجواء المناهضة لإسرائيل والصهيونية فى العالم الإسلامى على خلفية أوضاع المسجد الأقصى وأزمة جبل الهيكل. ويشكل تحريض ملايين المسلمين فى العالم ضد إسرائيل تهديدا لا يقل حجما عن القنبلة النووية.

إفرايم غانور
محلل سياسى
معاريف
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات