وجهات نظر متنوعة فى التعلم - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 5:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وجهات نظر متنوعة فى التعلم

نشر فى : الخميس 10 سبتمبر 2015 - 7:55 ص | آخر تحديث : الخميس 10 سبتمبر 2015 - 7:55 ص

نشرت صحيفة الكرونوكيل للتعليم العالى مقالا للكاتب سكوت دوجلاس جربر، استاذ القانون فى جامعة شمال أوهايو، يؤكد فيه أهمية توفير مناخ من حرية الرأى داخل الأوساط الجامعية، فى إشارة منه إلى حادثة بجامعة كاليفورنيا العام الماضى، مبرزا أهم ردود الفعل على تلك الحادثة. يعترف جربر فى بداية مقاله بأنه قد تأخر فى المشاركة فى الجدل حول ما سماه بـ«الإهانة المصغرة»، وأنه لم يسارع للبحث فى الموضوع إلا بعد أن سأله أحد زملائه، أخيرا، عما إذا كان قد سمع عن الخلاف الذى وقع بشأن نظام جامعة كاليفورنيا العام الماضى، عندما طلبت مديرة الجامعة «جانيت نابوليتانو» من عمداء الكليات ورؤساء لأقسام بحضور ندوات حول ما لا ينبغى على أعضاء هيئة التدريس قوله فى الحرم الجامعى.

ويوضح جربر أنه بالنسبة لمن لا يعرفون السياسة الأكاديمية اليسارية، فإن مصطلح «الإهانة المصغرة» يستخدم لوصف «الشتائم وأوصاف التمييز» التى تستهدف الأشخاص غير البيض وغيرهم من الجماعات التى تسمى مهمشة اجتماعيا. وبرغم أن الناس لا ينبغى أن يهين بعضهم البعض، إلا أن ما ضايقه هو الأمثلة التى تعد فعلا إهانة مصغرة بتناقضها مع الواقع فى جامعة كاليفورنيا، بل العديد من الجامعات اليوم: «أمريكا بوتقة انصهار». «أمريكا أرض الفرص». «أعتقد أن الشخص الأكثر تأهيلا يجب ان يحصل على وظيفة».

هناك العديد من المهتمين بالشأن التعليمى يشعرون بالقلق إزاء هذا الهجوم الأخير على حرية التعبير فى التعليم الجامعى. فعلى سبيل المثال، لاحظت صحيفة لوس انجلوس تايمز، إحدى الصحف الأكثر ليبرالية فى الولايات المتحدة فى مقال افتتاحى نشرته أخيرا حول الإشكالات فى نظام جامعة كاليفورنيا «مما يثير القلق أن تحاول أى مؤسسة سحق النقاش أو تثبيط الأفكار المثيرة للجدل، ومن المؤكد أن الأمر يكون أكثر مدعاة للقلق عندما يحدث هذا فى الجامعة ». وهو ما اتفق معه جربر.

***

يعرب جربر عما يهمه اليوم حول الحياة فى الحرم الجامعى وهو الاعتداء الكبير أو العدوان العلنى الذى يتعرض له بشكل منتظم، الذكور البيض غير المحسوبين على اليسار السياسى. ومن الإنصاف، القول إن اليسار يسيطر على التعليم العالى فى الولايات المتحدة أكثر مما يهيمن أى اتجاه أيديولوجى آخر على أى جزء من الحياة الأمريكية، وهو مصمم على إزالة أى مظهر من مظاهر التنوع الفكرى فى الحرم الجامعى.

فعلى سبيل المثال، يلزم أن تكون سعيد الحظ كى تحاول الحصول على وظيفة لائقة ضمن أعضاء هيئة التدريس، إذا كنت رجلا أبيض محافظا أو ليبراليا. وأوضح ذلك، فى مقال فى مجلة هارفارد للقانون والسياسة العامة، الليبرالى نيكولاس كوين روزنكرانس، أستاذ القانون فى جورج تاون الذى استطاع الحصول على المنصب بفضل «التذكرة الذهبية» كما تقول إحدى الأمثلة الأمريكية (فقد كان يعمل قاضيا بالمحكمة العليا للولايات المتحدة) عندما قال: «يبلغ عددنا، نحن أعضاء هيئة التدريس 120 عضوا، وعلى حد علمى، لا يزيد عدد الأساتذة المعروف أنهم من المحافظين، أو الليبراليين، أو الجمهوريين أو ينتمون بأى شكل، إلى يمين الوسط الأمريكى، عن ثلاثة من 120. ورغم ذلك، يبدو أن هناك توافقا فى جورج تاون، على أن ثلاثة عدد كبير – وربما كان واحدا أو اثنين أكثر من اللازم».

ويرى جربر أن الأمر لا يقتصر على هيئة التدريس؛ فالطلاب المحافظون والليبراليون فى الجامعة يواجهون عدوانا كبيرا من اليساريين. ولدى جماعات المصالح العامة مثل مؤسسة حقوق الفرد فى التعليم، عملا أكثر مما تستطيع إنجازه لتحليل الطبيعة العدوانية فى العديد من الكليات والجامعات بخنق حرية التعبير فى الحرم الجامعى، مشيرا إلى حضوره مؤتمرا حول الحرية الأكاديمية، كان مخصصا لمواجهة العدوان الكبير ضد هذا الحق فى حرم الكلية.

وكان المؤتمر ممتعا ومثيرا للدهشة معا. فيقول «لعل أكثر ما استوقفنى، تعليق أحد المشاركين الآخرين الذى ذكر أن الأساتذة المحافظين والليبراليين، يضطرون إلى الالتزام بموقف الدفاع، لمجرد المحافظة على وظائفهم فى التعليم العالى اليوم، ووصف ذلك بأنه «مضيعة للوقت». وكان يقصد أنه من الأفضل حاليا، قضاء الوقت فى الكتابة والتدريس. لكنه يعلم أيضا أن على الأساتذة واجب نحو الطلاب، وأسرهم الذين يدفعون فواتير الرسوم الدراسية الباهظة على نحو متزايد، يتطلب الوقوف فى وجه هذا التطور الأخير الذى صار حربا ثقافية عدوانية على نحو متزايد فى التعليم العالي؛ بحيث يتعرف الطلاب على أكثر من جانب من جوانب الجدل، مهما كان الجدل غير مريح أحيانا. وإذا لم يتم ذلك، سوف تنهار الصورة التى يعرفها الجميع عن التعليم العالى.

التعليقات