** سوف أكرر المعادلة: «ضعف أداء منتخب ليبيا يرجع إلى قوة أداء منتخب مصر». فقد نجح المنتخب الوطنى فى تحييد حلم الفريق الليبى بعد 25 دقيقة من بداية مباراة ملعب شهداء بنينا. وكان ذلك بدفاع محكم، وتنظيم محكم. وهو ما أصاب لاعبى منتخب ليبيا بيأس وإحباط مبكر. ثم أخذ المنتخب الوطنى زمام المبادرة، والسيطرة على الإيقاع وتغييره، واستمد المنتخب قوة شخصية فى الملعب من قوة شخصية مدربه كيروش الذى تدخل لمنع أكرم توفيق من التقدم بينما كان صلاح بصدد لعب ضربة حرة مباشرة فى الجناح الأيمن من منتصف الملعب. تدخل كيروش بدفع أكرم ومنعه من التقدم. إنها تعليمات تنفذ.
** إن اختبار قوة الفرق يكمن فى أداء المهام الدفاعية والهجومية. ويحسب لمنتخب مصر أنه نجح فى ذلك. بينما لم ينجح منتخب ليبيا، ففى برج العرب كانت مهمته سهلة، إنها الدفاع فقط. بينما حين تطلب الأمر أداء الواجب الهجومى مع الدفاعى بدت المهمة صعبة وثقيلة. وكان ذلك اختبارا للقوة لم ينجح فيه.
** أكرم توفيق عطل حمدو الهونى.. هل لعب الهونى تلك المباراة؟ حجازى كان قائدا للدفاع وبجواره الونش، ثم الظهير الأيسر الطائر فتوح، صاحب الهدف الأول الرائع من تمريرة مصطفى محمد التى ذكرتنى بموقعة زيدان وسونج. وللموقف معنى، فلم ييأس مصطفى محمد من التمرير بعد سقوطه أرضا ومنح فتوح التمريرة التى فتحت لنا المباراة.
** كم مرة انضم الننى للمنتخب؟ لكن هذه المرة هو إحدى أهم ركائز الفريق. فهو كثير الحركة. يرى الملعب ويرى كل زميل وموقع كل زميل. وفى أداء الننى وتعامله مع الكرة «شياكة» وسلاسة. لماذا شعرنا بوجود الننى وبدوره وأهميته فى المباراتين؟ الإجابة: كيروش. وهو ما يقودنا للسؤال: أين كان عمر خالد محمد مرموش قبل ذلك؟ الإجابة: كيروش.
** مرموش كان لاعبا مميزا فى وادى دجلة. ورحلة احترافه الحقيقية بدأت فى شتوتجارت فى شهر أغسطس الماضى. وهو لاعب يملك أهم مهارات الكرة الجديدة، السرعة، اللياقة، المهارة، الثقة فى النفس. على الرغم من صغر سنه. وعندما يمتلك لاعب هذه القدرات فإنه يكون قادرا على الحلول. وفعل ذلك بهدفه فى مباراة الذهاب ثم بكرته العرضية الأوروبية إلى مصطفى محمد.
**لم يقدم صلاح المنتظر منه. لم يلعب بالطاقة القصوى. لكن وجوده فى الملعب مصدر ثقة لزملائه، كما أنه جعل الفريق الليبى يلعب ناقص لاعب، لأن هناك دائما لاعبين على الأقل يراقبان محمد صلاح اينما ذهب وكلما تحرك. كما أنه لم يكن مطالبا بأداء الواجبات الدفاعية، خاصة أن منتخب مصر أجبر شقيقه الليبى على التراجع إلى ملعبه معظم الوقت، لاسيما بعد هدف فتوح.
** أداء المنتخب أفضل من مبارياته الـ11 السابقة، بما فيها مباراة الذهاب مع ليبيا فى برج العرب. لكن الأداء يحتاج إلى مزيد من السرعة. وإلى مزيد من قوة الضغط ومزيد من الشراسة. ومزيد من اللمسة الواحدة. ومزيد من المهاجمين عند امتلاك الكرة. ومزيد من المدافعين فى وسط الملعب. مدافعين بجد، وليس مجرد جريا أمام الكرة أو بجوار الكرة أو من الكرة!
** عقب المباراة قال كيروش: «مازال أمامنا الكثير من العمل حتى نصل للمستوى الذى نأمله جميعًا، لقد فزنا وسجلنا العديد من الأهداف بالإضافة إلى لعب كرة قدم جيدة، الآن التحدى هو التطور والتحسن».
** تمام..!