الدكتور محمود الإمام: وداعًا! - محمود عبد الفضيل - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 10:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الدكتور محمود الإمام: وداعًا!

نشر فى : الإثنين 15 فبراير 2016 - 10:35 م | آخر تحديث : الإثنين 15 فبراير 2016 - 10:35 م
غادر عالمنا الدكتور أحمد محمود الإمام، أستاذ الاقتصاد ووزير التخطيط الأسبق. والدكتور الإمام من الجيل الذى لعب دورا مهما فى عملية البناء الوطنى منذ الخمسينيات من القرن الماضى، بعد عودته من بعثة للحصول على الدكتوراه من جامعة ليدز فى بريطانيا. وتركز نشاط الدكتور الإمام فى مجالين مهمين: التدريس الجامعى وتطوير أساليب التخطيط من أجل التنمية.

وعلى صعيد التدريس الجامعى، كان الدكتور الإمام من أوائل الذين أدخلوا فى تدريس علم الاقتصاد مادة «الاقتصاد القياسى»، وكانت محاضراته، لطلبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى جامعة القاهرة والمتدربين فى معهد التخطيط القومى، علامة مهمة فى هذا المجال. وكانت تتسم محاضراته بالإخلاص والمثابرة لتدريس هذا الفرع الحديث من علوم الاقتصاد.

وعلى الصعيد العملى، شارك الدكتور الإمام فى تجربة التخطيط المصرية من أجل التنمية منذ البداية فى إطار لجنة التخطيط القومى، ثم انتقل إلى هيئة التدريس بمعهد التخطيط القومى فى عهده الذهبى فى ظل قيادة الراحل الدكتور إبراهيم حلمى عبدالرحمن أحد البنائين العظام فى مصر غداة الحرب العالمية الثانية. وكانت مذكرات الدكتور الإمام فى معهد التخطيط تتسم بالجدة والدقة فى التحليل وكانت ذات مستوى راق كغيرها من مذكرات المعهد فى حقبة الستينيات التى كانت موضع تبادل وتقدير من المنظمات والمعاهد العالمية حول العالم.

ثم جاءت المرحلة الأكثر نجاحا فى مسيرة الدكتور الإمام بتولى منصب مدير معهد التخطيط القومى خلفا للدكتور إبراهيم حلمى عبدالرحمن، وحافظ على المستوى المتميز لأداء المعهد فى تلك الفترة. وبعد فترة عمل فيها الدكتور الإمام فى العراق ككبير خبراء التخطيط وفى أبو ظبى تم اختياره عام ١٩٧٦ ليكون وزيرا للتخطيط. ولعله كان من أبرز وزراء التخطيط لأنه ابن الصنعة، وكان يتميز بأنه كان يراجع كل الحسابات والتقديرات التخطيطية بنفسه بمثابرة ودأب.

وعلى الرغم من كل هذه المسئوليات كان للدكتور الإمام العديد من المؤلفات الموسوعية، ولعل أهمها كتابه تجارب التكامل الاقتصادى عربيا وعالميا هذا بالإضافة إلى مواقفه السياسية الجريئة التى كانت أقرب إلى الفكر الناصرى، وكتب كثيرا من المقالات الناقدة لممارسات فترة الانفتاح الاقتصادى منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى. وكان يجيد الدعابة والسخرية على الطريقة المصرية رغم مظهره الذى يتسم بالجدية الشديدة.

وعندما كان يعمل فى العراق نقل لى زواره أنه أفضل من يجيد صناعة «الكنافة المصرية الأصيلة»!

وعلى الرغم من تقدمه فى السن ظل يكتب مقالات بشكل شبة منتظم فى جريدة «الشروق» حول جميع القضايا الاقتصادية.

رحم الله الدكتور الإمام، ولمصر ولتلاميذه ولمحبيه خالص العزاء.
التعليقات