لمن سأعطى صوتى فى نقابة الصحفيين؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 1 مايو 2025 2:04 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

لمن سأعطى صوتى فى نقابة الصحفيين؟

نشر فى : الأربعاء 30 أبريل 2025 - 8:20 م | آخر تحديث : الأربعاء 30 أبريل 2025 - 8:20 م

غدا الجمعة تجرى انتخابات نقابة الصحفيين لانتخاب النقيب وستة من الأعضاء، ثلاثة فوق السن وثلاثة تحت السن. كل الأمل أن تنتهى الانتخابات بصورة حضارية، كما حدث فى غالبية انتخابات النقابة بحيث ينتهى المشهد بتهنئة المهزوم للفائز، ويعود الجميع إلى بيوتهم، ثم يستأنفون عملهم الطبيعى، وتتحول مناكفات ومشاحنات أجواء الانتخابات إلى ذكرى طيبة حينا ومحزنة أحيانا.
وفى السطور التالية بعض الملاحظات علها تفيد الجماعة الصحفية، والأهم أن تفيد المهنة وتطورها.
أولا: يعتقد البعض أن هذه الانتخابات تتميز بعنف الحملات وكثرة المشاحنات والاستهدافات والإساءات الشخصية. وظنى أن هذا أمر ليس جديدا.
ما حدث فى هذه الانتخابات حدث فى غالبية الانتخابات السابقة، والمرشحون السابقون لم يكونوا مجموعة من الملائكة. الفارق فقط هو الدور المهم الذى صارت تلعبه وسائل التواصل الاجتماعى، بحيث أن صورة أو منشورا أو مقالا يمكنها أن تحقق انتشارا كبيرا بين الصحفيين.
لكن السؤال هنا: هل جميع الصحفيين أو غالبيتهم مهمومون فعلا بهذه الحملات المتبادلة ويتأثرون بها؟
أظن أن الإجابة هى لا، وأظن أن عددا من المواقف والانحيازات فى هذه الانتخابات مردها مصالح شخصية، وليست قضية مبدأ، وهذا أمر طبيعى بالمناسبة، حتى لو حرص أصحاب ذلك على تصوير الأمر وكأنه نضال من أجل المهنة.
الملاحظة الثانية: كان الله فى عون جميع المرشحين، وحينما تابعت ما يبذلون من مجهود ولف ودوران على دور الصحف والمواقع، بل وإلى المحافظات المختلفة أشفقت عليهم فعلا، فالمرشح الذى يضطر للسلام وتقبيل كل من يقابله سواء كان عضوا مشتغلا، أو حتى إداريا يستحق جائزة «الصبر الاستراتيجى!!».
هذه ميزة أحسد عليها كل من يمارسها، خصوصا أن فترة الحملة الانتخابية طالت هذه المرة بسبب شهر رمضان وأعياد الإخوة الأقباط، مما اضطر المرشحين إلى زيارة الصحف أكثر من مرة.
الملاحظة الثالثة: هناك اهتمام كبير بقضية الخدمات، وهو أمر مهم للغاية لغالبية الصحفيين، بحكم الأوضاع الاقتصادية الصعبة وهناك اهتمام بقضية الحريات، وهى أيضا أمر مهم للمهنة وتطورها. لكن ما لفت نظرى أننى لم أجد برنامجا متكاملا يتحدث بصورة محددة عن كيفية إنقاذ المهنة من المصير الذى وصلت إليه.
لا أتحدث عن التصريحات والبيانات والمواقف، لكن أقصد غياب النقاش الجاد بين الجميع تقريبا عن كيفية إنقاذ المهنة، من أول تدريب وتأهيل الصحفيين بصورة كاملة وصولا إلى النضال من أجل هامش حريات يتيح للصحافة أن تمارس دورها الطبيعى وهو نقل الأخبار وكل الآراء، حتى يكون المجتمع وصانع القرار على دراية وبينة كاملة بما يحدث.
أدرك الظروف والمحاذير، لكن من المهم وبعد أن تضع هذه المعركة أوزارها أن يجلس الجميع للتفكير فى كيفية وقف تراجع هذه المهنة، لا أتحدث عن لجان وأوراق؛ بل البحث عن حلول عملية للقضية. فالصحافة القوية هى مفيدة لأهل المهنة وللحكومة وللدولة وللمجتمع، ولا ننسى أنها أحد أوجه قوة مصر الناعمة فى المنطقة العربية.
الملاحظة الرابعة: يسألنى كثيرون عن من الذى سيفوز بهذه الانتخابات وإجابتى الواضحة أن أى شخص تختاره الجمعية العمومية سيكون الأفضل، ولو ثبت لاحقا أنه لم يكن جديرا بهذا المنصب يمكن تغييره فى المرة القادمة وتلك هى أفضل ما فى العملية الديمقراطية.
الملاحظة الخامسة:
ويسألنى البعض بإلحاح أكثر: لمن ستعطى صوتك لمنصب النقيب؟ وإجابتى أننى لن أعلن أبدا بصورة علنية لمن سأعطى صوتى. فالمرشحان الأستاذان عبدالمحسن سلامة النقيب الأسبق وخالد البلشى النقيب الحالى زميلان وصديقان وأى فائز منهما يمكنه الدفاع عن مصالح الصحفيين والمهنة. كل التوفيق للجميع.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي