تاريخ كرة القدم الممتعة..! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 1:16 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تاريخ كرة القدم الممتعة..!

نشر فى : الأربعاء 15 مايو 2019 - 9:40 م | آخر تحديث : الأربعاء 15 مايو 2019 - 9:40 م

** كم تغيرت كرة القدم خلال مائة عام..

** لا يمكن إحصاء أجمل مباريات اللعبة فى التاريخ لكن هل هى مباراتا الدور قبل النهائى بين ليفربول وبرشلونة وتوتنهام وأياكس فى 2019؟ هل هى مباراة إنتراخت فرانكفورت وريال مدريد فى نهائى كأس أوروبا والتى أقيمت على ملعب هامبدن بارك فى جلاسكو يوم 18 مايو 1960 وانتهت بفوز ريال مدريد بسبعة أهداف مقابل ثلاثة؟ هل هى مباراة المجر وألمانيا فى كأس العالم 1954 وانتهت بفوز الألمان فيما عرف بمعجزة بيرن؟ هل هى مباراة هولندا وألمانيا فى نهائى كأس العالم 1974 حين قدم الهولنديون الكرة الشاملة؟ هل هى مباراة البرازيل وإيطاليا فى نهائى كأس العالم 1970؟

** كم تغيرت كرة القدم خلال مائة عام.. ففى العشرينيات من القرن الماضى كان منتخب أوروجواى يتصدر تصنيف القوة فى اللعبة بعد فوزه ببطولتى كرة القدم فى الألعاب الأوليمبية 1924 و1928. وكان الانتصار أيامها مؤشرا للقوة وللمتعة، ولذلك منحت أوروجواى شرف تنظيم كأس العالم 1930، وسوف تمنح بالمناسبة مع شركائها اللاتينيين شرف تنظيم مونديال 2030، احتفالا بمرور مائة عام على تنظيمها المونديال الأول.

** بعد حقبة أوروجواى ظهرت المجر كقوة كروية. ثم ظهرت ألمانيا بقوة مختلفة، نالت إعجاب العالم بالأداء الميكانيكى، فوصفوا بالآلات اتساقا مع الثورة الصناعية والانبهار بها وبما قدمته للإنسانية. ثم ظهرت البرازيل بمهارات لاعبيها الفردية، ثم ظهر المزيج الجديد بين الفن والإبداع واللياقة فى عصر الكرة الشاملة الذى قدمته هولندا. ثم عادت ألمانيا لتقدم جملا تكتيكية شديدة التعقيد والسرعة وتهدى عالم اللعبة أداء جماعيا راقيا فتحظى بالإعجاب دون أن يكون فى صفوفها ميسى أو رونالدو.

** النتيجة هى أنه كلما زادت صعوبة اللعبة، وزادت سرعتها، باتت اللعبة أجمل وأكثر متعة. نعم إن كرة القدم الجيدة لعبة صعبة، وكرة القدم الجيدة لعبة جميلة، وكلاهما الصعوبة والجمال مرتبطان. وترى الصعوبة فى التكتيك الجماعى المطبق بمنتهى الدقة وحين ترى هذا التكتيك الجماعى الصعب يطبق بمهارة وفن يزداد الإعجاب بالفريق وباللعبة.

** أثرى المونديال اللعبة وساهم فى تطويرها وفى جعلها أسرع وأكثر متعة، وإن تغيرت أشكال المتعة. فلم تعد نابعة من اللاعب الفرد وإنما من الفريق والمجموع، فلم يعد الإبداع قادما من قدم جارينشا وبيليه ودى سيتفانو ولكنه أصبح يصنع بواسطة فرقة موسيقية تتنوع فيها الآلات والمهام كفرقة برشلونة ومانشستر سيتى وهولندا وأياكس وليفربول وريال مدريد والبرازيل أو ألمانيا. ولم تعد المساحات فى المباريات كما كانت ولكنها ضاقت، فأصبحت اللعبة أصعب وبات التكتيك فيها أكثر دهاء، والسرعة أسرع، والأداء أقوى، والمسافات أضيق، والأدوات المساعدة مختلفة، والاستشفاء له أساليبه العلمية.

** الجمال والمتعة والقوة فى مباريات كرة القدم.. هو حصيلة تطور اللعبة وأساليب ممارستها، وهو من إنتاج نجوم وأبطال من أبناء زمنهم بكل ما فى الزمن من ابتكار وتجديد.. لذلك لا توجد مقارنة بين أجيال وبين مباريات وبين فرق وبين نجوم كل منهم كان نجم زمنه وبطله!

** مع ذلك مازالت المقارنات دائرة بين ميسى وبين مارادونا وبين مارادونا وبيليه، وبين بيليه ودى ستيفانو، وبين دى ستيفانو وبوشكاش، وبين بوشكاش وأرثر فردرنخ.. من هو أرثر هذا؟ إنه من يوصف فى تاريخ الكرة البرازيلية بأنه أعظم من بيليه!!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.