كانت دموع المطرب الكبير محمد منير ليلة تكريمه بمهرجان الإسكندرية بمثابة لحظة صدق كاملة الأركان للتعبير عن العشق المتبادل بين الجمهور وفنان وهب كل جوارحه لفنه.

كان المشهد بحق عظيما، فبمجرد ان أعلنت مقدمة الحفل لقاء الخميسى عن تكريم محمد منير من فوق خشبة المسرح، ضجت القاعة بالتصفيق والهتاف، لدقائق، ووقف الحضور داخل القاعة وفى مقدمتهم النجوم يصفقون تحية للكنج، ولم يملك منير سوى ان يبادلهم الاحساس بالدموع، حاول أن يدارى تلك الدموع بيديه، لكنه لم يستطع.. وهى اهم دموع فى حياته، ومشواره، وكأن بركانا قد انفجر ليشعر بأن الرحلة اثمرت وأثمرت، نظر منير فى عين النجم الكبير نور الشريف، عندما صفق له وذهب المطرب الكبير ليقبل رأس الشريف، وهو يرد له الفضل فى اكتشافه سينمائيا، موضحا أن ما دفعه إلى قبول تكريمه فى مهرجان سينمائى أنه نشأ كممثل فى رعاية نور الشريف، الذى وصفه بأنه شقيقه الأكبر، مؤكدا أنه يريد أن يغنى أكثر، مشددا على أن مصر ستكون فى وضع أفضل وأجمل بأبنائها من المخلصين والمبدعين.

منير قال إن الأغنية لم تنفصل عن السينما، بل كانت جزءا منها، مشيرا إلى أن العلاقة التى تربطهما كانت وستظل علاقة تكاملية.

المشهد الرائع فى ليلة افتتاح الدورة الثلاثين لمهرجان الاسكنرية شاهدناه اولا بنفس العمق والتأثير مع الفنان الكبير نور الشريف الذى تحمل دورة المهرجان اسمه، ليؤكد ان الليلة غمرت بـ«الوفاء العظيم»، وبأن الفنان الذى يملك تاريخا يملك ذاكرة ووجدان الجمهور، وسيظل مخلصا له، تأثر نور الشريف كثيرا بحب الحضور وتصفيقهم المتواصل تحية وتقدير لعطائه المؤثر فى تاريخنا السينمائى، وكعادته لم ينس النجم الكبير همَّه الاكبر بالوطن فنيا ليلة تكريمه، وارسل رسالة تحذيرية عن تراجع الدولة عن الاهتمام بالسينما والفن عموما، قال وهو يضع يده على الجرح إن تقليص النشاط المسرحى فى الجامعة كارثة كبرى تواجه مصر.

كما شدد على ضرورة عودة «سينما الحى» و«قصر ثقافة الحى»، وأن تمتد الثقافة إلى مراكز الشباب، وان هدم دور العرض فى مصر كارثة أخرى، وتعرضت للهدم بسبب سياسة الانفتاح الاقتصادى لبناء أبراج سكنية مكانها، ورغم أن القانون فرض على صاحب دار العرض المهدمة إنشاء دار عرض بديلة، إلا أن كل قانون له استثناءات، لذلك تقرر تغريم مالك دار العرض 50 ألف جنيه وسمحوا لهم بتقسيطها، أصر الشريف ان يطالب زملاءه من الفنانين والمبدعين بالتمسك بحقوقهم، خاصة أننا فى ظل عهد جديد، وعلينا أن نعيد السينما، لأن السلطة دائما عهدناها لا ترحب بالثقافة إنما ترحب بالإعلام.

دورة الفنان نور الشريف من مهرجان الاسكندرية بحق إعلان بالانتصار على اليأس وتأكيد على أن السينما وطن خاص، على الجميع ألا يقتلوها، قوة لا ينبغى أن نضعفها أو نستهلكها هباء، وكفاها سنوات ضياع.