يظن نفسه دولة عظمى.. - سلامة أحمد سلامة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 9:50 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يظن نفسه دولة عظمى..

نشر فى : الثلاثاء 17 فبراير 2009 - 5:01 م | آخر تحديث : الثلاثاء 17 فبراير 2009 - 5:01 م

 كان الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون هو الذى قال عن نتنياهو عندما قابله لأول مرة بعد أن أصبح رئيسا لوزراء إسرائيل: إنه يظن نفسه «دولة عظمى»، وأننا جئنا نقدم له فروض الطاعة والولاء!!

كان ذلك فى عهد إدارة كلينتون، وقد خسر نتنياهو الانتخابات بعدها بثلاث سنوات بسبب عدم ارتياح واشنطن لسياساته.. وهكذا فقد يجد الرئيس الأمريكى أوباما نفسه مرة أخرى أمام نفس الشخصية العدوانية المتغطرسة، بعد أن أسفرت الانتخابات العامة فى إسرائيل عن فوز اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو عن الليكود، وليبرمان عن «إسرائيل بيتنا».. على الرغم من فوز حزب كاديما برياسة تسيبى ليفنى بعدد أكبر من المقاعد.. أما حزب العمل فقد جاء فى المؤخرة.

ولم ينجح باراك الذى قاد الآلة العسكرية الإسرائيلية إلى أسوأ المجازر الوحشية، إلا بالحصول على الموقع الرابع فى المؤخرة.

لقد ظنت الدول العربية أنها تستطيع تحقيق تسوية سلمية مع حزبى كاديما والعمل فى ظل مبدأ قيام الدولتين بمقتضى المشروع الأمريكى.. وأرغم العرب على الدخول فى متاهات الرباعية الدولية وأنابوليس التى استدرج فيها عباس إلى سلسلة طويلة من المفاوضات لم تسفر عن شىء.. بل كانت ستارا للتوسع فى بناء المستوطنات والجدار العازل، وفرض الحصار على غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها.. حتى ظن البعض أن تسيبى ليفنى قد تكون أكثر قدرة أو رغبة فى تحقيق السلام..

يعتمد نتنياهو الذى ينتظر أن يحصل على أغلبية من الأحزاب اليمينية والصهيونية فى تشكيل حكومة ائتلافية على أجندة مختلفة تشتمل على مواجهة الخطر النووى الإيرانى والإرهاب، كما يرفض المبادرة العربية وإزالة المستوطنات.. ويدعو إلى إكمال العملية العسكرية فى غزة للقضاء نهائيا على حماس.. فما الذى سيفعله أوباما إذا فشلت ليفنى فى تشكيل حكومة، ونجح نتنياهو بمساعدة ليبرمان؟

تجربة كلينتون مع نتنياهو لا تشى بالتفاؤل.. ويخشى أن تشهد محاولات السلام على يديه مرحلة من الشلل والجمود. فقد كان ـ ومازال ـ من أكثر الإسرائيليين تشددا ورفضا للسلام، وضد حماس بشكل خاص، حتى أطلق عليها «حماستان».. وهو التعبير الذى يستخدمه للأسف بعض الكتاب العرب.

يرى البعض أنه لو نجح نتنياهو فى تشكيل حكومة وحدة وطنية ـ وهذا ما سوف يسعى إليه ـ تضم ليفنى وباراك وليبرمان، فقد يستطيع تجنب الصدام مع أوباما.. ويعتقد نتنياهو أنه لو قدم بديلا آخر بالتفاوض مع سوريا بدلا من التفاوض مع الفلسطينيين ـ بالرغم من وعوده بألا يعيد الجولان إلى سوريا ـ فقد يسهِّل له هذا إمكان التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

ومعنى ذلك أن مبدأ قيام الدولتين، ربما يكون قد فقد أولويته فى الوقت الراهن لو نجح نتنياهو فى تشكيل حكومة جديدة.. وهو ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذا هو السبب فى تأخير الرد النهائى من جانب حماس على جهود الوساطة المصرية، ولكن الأدعى من ذلك أن تبادر فتح وحماس إلى مصالحة وطنية قادرة على مواجهة التحديات الأخيرة.

سلامة أحمد سلامة صحفي وكاتب مصري كبير وصاحب آراء ليبرالية قوية وجريئة وبناءة في مسيرة الصحافة العربية. يشغل منصبي رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ورئيس مجلس تحرير مجلة وجهات نظر. هو صاحب العمود اليومي من قريب في جريدة الشروق وكان في السابق نائبا لرئيس تحرير الأهرام.
التعليقات