«الوصايا العشر للطبيب النابه» - سامح مرقص - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الوصايا العشر للطبيب النابه»

نشر فى : الأحد 17 فبراير 2019 - 10:30 م | آخر تحديث : الأحد 17 فبراير 2019 - 10:30 م

«الطبيب النابه» هو من يجمع بين المعرفة العلمية الرصينة والضوابط الأخلاقية، وأيضا الثقافة وحب الفنون. يبدو لى أننا فى مصر نكتفى فى برامج التعليم الطبى والتدريب التخصصى بالتركيز على الناحية العلمية فقط، دون الاهتمام الكافى بالجوانب الأخلاقية للممارسة الطبية وكيفية التواصل الحساس مع المرضى.

الوصايا العشر للطبيب النابه فى هذا المقال تستلهم بعض النقاط الهامة من وثيقة المجلس الطبى العام البريطانى بعنوان «الممارسة الجيدة لمهنة الطب» Good Medical Practice. أتمنى أن تشد هذه الوصايا انتباه أطباء مصر وكذلك المواطن المصرى كمرجع له تجاه تصرفات الطبيب المعالج.

الوصية الأولى: المعرفة العلمية المتعمقة والاطلاع المستمر على كل ما هو جديد مع الإحاطة الكاملة بالإرشادات الإكلينيكية المتعارف عليها من قبل الجمعيات العلمية المتخصصة، مع الحرص على المراجعة الذاتية لممارساته الإكلينيكية clinical audit بصفة دورية.

الوصية الثانية: على الطبيب أن يتصرف فقط فى حدود قدراته وخبراته الإكلينيكية ومعرفته العلمية، ويجب ألا يتردد فى طلب مساعدة من هو أوسع خبرة وأعمق معرفة للتعامل مع مشكله المريض التى تتجاوز قدراته.

الوصية الثالثة: كل القرارات الإكلينيكية يجب أن تكون مبنية فقط على أدلة علمية رصينة ومطابقة للإرشادات الإكلينيكية المتعارف عليها.

الوصية الرابعة: يجب أن تحصل على موافقة المريض، بعد شرح مفصل لأى إجراءات إكلينيكية أو تدخلات جراحية سوف يتعرض لها. وتوثق هذه الموافقة كتابيا خاصة قبل العمليات أو التدخلات الجراحية.

الوصية الخامسة: يجب الاحتفاظ فى مكان خاص بسجلات إكلينيكية مؤرخة ومتكاملة للمريض يوثق بها كل ما تم من إجراءات علاجية، وكل المعلومات التى أعطيت للمريض وأقاربه.

الوصية السادسة: سلامة المريض هى مسئولية أساسية للطبيب. ويجب التدخل الفورى إذا شعر الطبيب أن أوضاع مكان تقديم الخدمة الصحية غير ملائمة وتهدد سلامته. ويلتزم الطبيب بإخبار المسئولين بهذه المخاطر وبرفضه تحمل المسئولية الإكلينيكية تجاه المرضى تحت هذه الظروف. يلتزم الطبيب أيضا بتسجيل أى تفاعلات غير متوقعة للدواء مع المريض، وعلى وجه الخصوص تفاعلات الحساسية ويقوم الطبيب بتوثيق كامل للتفاعل. ويلتزم الطبيب بإخبار المريض بوجود هذه الحساسية الدوائية، حتى يتفادى استخدام هذا الدواء أو ما يشابهه كيميائيا فى المستقبل. كما يجب على الطبيب إخطار المسئولين فى حال اصابته شخصيا بمرض معدٍ قد ينتقل للمريض (مثل فيروس سى أو فيروس مرض الإيدز).

الوصية السابعة: أهمية التواصل الإنسانى السلس مع المريض وأسرته فى احترام وبلغة واضحة سهلة الفهم، وذلك بعد الاستماع الجيد لشكوى المريض. ويلتزم الطبيب بالحفاظ التام على خصوصية المشاورات الإكلينيكية مع المريض وأسرته. يلتزم الطبيب باحترام اختيارات المريض بخصوص نمط حياته وكذلك ممارساته الثقافية والدينية، دون إبداء أى تحفظات على هذه الاختيارات والممارسات.

الوصية الثامنة: يتحلى الطبيب النابه فى مكان تقديم الخدمة بدرجة عالية من الانضباط السلوكى. يجب أيضا الاهتمام بتدريب وتعليم وتوجيه الزملاء الأقل خبرة دون تعالٍ وبشكل حضارى.

الوصية التاسعة: إذا حدث خطأ ما فى علاج المريض، يجب إخبار المريض فورا مع تقديم الاعتذار الواجب. ويلزم القيام بشرح طبيعة الخطأ وتأثيره على المريض على المدى القريب وأيضا البعيد، مع شرح كيفية معالجة هذا الخطأ والتعامل معه. ويلتزم الطبيب بالتوقف عن متابعة المريض فقط عندما يشعر بفقدان ثقة المريض فى شخصه. وفى هذه الحالة، يتم نصح المريض بالتعامل مع زميل آخر مناسب لاستكمال العلاج.

الوصية العاشرة: جميع القرارات الإكلينيكية التى يتخذها الطبيب ينبغى أن تكون موضوعية، وليست بغرض تحقيق أى منافع شخصية للطبيب المعالج. كما يلزم الكشف عن أى تعارض فى المصالح عند إتخاذ قرارات تخص اختيار أماكن الفحوص التشخيصية ونوعية العلاج للمرضى. ويلزم أيضا رفض قبول هدايا من شركات الأدوية، أو شركات الأجهزة الطبية فى مقابل تحيز الطبيب المعالج لمنتجاتهم.

بشكل عام يجب على الطبيب أن يكون صادقا فى كل تصرفاته وفى كتابته للتقارير الطبية وفى عرضه لخبراته والشهادات العلمية التى حصل عليها. وأن يلتزم الطبيب أثناء قيامه بالأبحاث الإكلينيكية بالقوانين الدولية التى تنظم استخدام المرضى فى الدراسات الطبية التجريبية مع ضرورة الإلتزام الكامل بمعايير الموضوعية والصدق فى تقديم هذه الأبحاث، والاقتصار على التعريف فقط بكل من كان له دور فعلى فى إجراء البحث المقدم دون أى مجاملات أو مقايضات تسىء إلى مصداقية ونزاهة الباحثين.

هدف هذه المقالة أولا وأخيرا مساعدة الطبيب المصرى فى تقديم خدماته على أعلى مستوى علمى وأخلاقى مع التأكيد على أن المريض يجب أن يكون فى مركز اهتمام كل من يعمل فى المجال الصحى.
أستاذ الأشعة التشخيصية الفخرى ـ جامعة شفيلد ـ المملكة المتحدة

التعليقات