حق المواطن فى السؤال - محمد مكى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 3:34 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حق المواطن فى السؤال

نشر فى : الأحد 17 أبريل 2016 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأحد 17 أبريل 2016 - 9:10 ص

تحكم العالم اليوم المصالح السياسية والاقتصادية قبل روابط الثقافة الواحدة والتاريخ المشترك، ولم يعد عيبا توثيق العلاقة من خلال تلك الآليات، والتى أصبحت لغة للعالم، وان كنا فى عالمنا العربى ما زالنا نقدر الروابط الانسانية بحكم الدين الداعى إلى حسن الجوار، العلاقة بين مصر والسعودية مميزة وفى أعلى مراحل التعاون والتنسيق، ويجب ان تستمر مهما حدث من خلاف فى وجهات النظر فى القضايا الاقليمية والعربية، لكن هل هذا يمنع المواطن المصرى من حق التساؤل والخوف على أرضه، الرئيس السيسى اعتز بالحالة الوطنية المصاحبة لاتفاقية ترسيم الحدود، لكنه فى الوقت نفسه ضجر من الطريقة، ونحن نسأل أليس حكومته هى من أخرجت الصورة الرديئة للعملية التى أغضبت الكثيرين، وتأخرت فى تقديم الوثائق للرأى العام، وربما لم تكن تعلنها لولا ما حدث من لغط وتساؤل.


الاعلام والمواطن ليسوا مسئولين عن بطء وتأخر شفافية الدولة فى الاجابة عن الاسئلة المطروحة، كما ان معرفة تفاصيل التفاوض ظهرت مبهمة من قبل الجانب المصرى، وما حدث من اعلان من قبل الجانب السعودى بعد اجتماعات المجلس التنسيقى الخمسة بين البلدين كانت من طرف واحد وعلى استحياء، كما ان الربط قائم لا محالة بين اتفاقية ترسيم الحدود، وما اعلن من اتفاقيات اقتصادية الطرف السعودى مستفيد منها كما هو الحال لمصر.


من الخطأ تحميل كل الاخطاء للإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، فجزء كبير من الكوارث يحدث بسب عدم احترافية أجهزة الدولة، ففى مقتل باحث الدكتوراه الايطالى «ريجينى» هناك بيان للداخلية نشر فى الطبعات الاولى للصحف وتردد بشكل واسع، يتحدث عن العثور على قاتليه، واضطرت بعدها للتصحيح وان ما حدث فقط العثور على بعض مقتنياته. فالإعلام ناقل فى حالات كثيرة وليس صانعا للحدث.


وفى حالة ترسيم الحدود مع السعودية، المواطن عرف الخبر من مواقع التواصل الاجتماعى وبيان الحكومة صدر بعدها بيومين، ومن يريد ان يحاكم الاعلام عليه تقديم معلومات تساعد المواطن فى الحصول على الصورة الصحيحة، فى زمن يستحيل ان يكون الاعلام فيه على غرار حقبة الخمسينيات والستينيات المحبب إلى قلوب البعض.


أعتقد أن الطرفين المصرى والسعودى جانبهما الصواب فى التوقيت، فالعلاقة الاخوية بين البلدين ابدية، فقبل سنوات ليست طويلة كانت مصر ترسل كسوة الكعبة الشريفة، وما معها، وعُرف بالمحمل المصرى، وبعدها ارسلت الاطباء والاستاذة فى كل التخصصات، فى اطار من المساندة والاخوة، وتراجعت مصر لظروف سياسية واقتصادية معروفة وليس محلها الآن، ووقفت السعودية مع مصر فى سنوات تلك المحنة التى يستمر جزء منها إلى الآن، فربط المساعدة الاقتصادية والمعنوية بالحصول على مكاسب وغنائم يسىء إلى تلك العلاقة مهما كانت حجة ومنطقية ما يساق.


اعلام «جوبلز» يدرس فى كليات الاعلام بأنه اعلام الدعاية السوداء، والذى يؤدى حتما إلى كارثة انهيار الالمانى هتلر، ونحن فى عالمنا العربى نعانى شيئا من «بقاقية»، والتاريخ لن يعود مطلقا إلى الوراء.. والعاقل من تعلم.

التعليقات