لا أفهم لماذا الشعور بالمفاجأة من أداء المنتخب أمام مالى؟
لقد كان ذلك هو نفس المستوى مع غانا ونيجيريا وغينيا وبوركينا فاسو والأردن وغيرهم فى مباريات ودية ورسمية.. وقد أوضحت انه من الطبيعى ان تفرح كمواطن بفوز المنتخب لكنك كناقد متخصص قد تتحفظ على الأداء والطريقة والأسلوب.. والواقع ان المنتخب كان محظوظا مع مالى، فهو فريق يملك الطول والقوة البدنية واللياقة والكرات العرضية فقد أرسل 28 كرة خلال اللقاء لكنه كان ضعيفا فى منطقة الهجوم على الرغم من الفرص التى لاحت له فى الشوط الأول تحديدا.. ان منتخب غانا مثلا يتميز بالقوة واللياقة وكراته عرضية خطيرة كما يجيد اللعب من العمق.
لعب المنتخب بفلسفته الدفاعية فلم يتقدم عبدالشافى او فتحى وعاد تريزيجيه كثيرا إلى الدفاع وتراجع الوسط، وهنا السؤال هل هى فلسفة كوبر فقط الدفاعية ام ضغط لاعبى مالى العالى وقوتهم البدنية وعدم السماح بمساحات؟!
بحسابات الفرص الحقيقية للمنتخب فرصة لمروان محسن من تمريرة تريزيجيه ونصف فرصة من تسديدة الننى وهذا لا يكفى للفوز كنسبة محتملة وعالية، ففى بعض المباريات خدعنا الفوز حين توارى خلفه الأداء كما حدث مع غانا..
وأصل القاعدة الغالبة يقول ان الفريق الذى يلعب بصورة جيدة يفوز غالبا وعكس القاعدة استثناء.
ومرة اخرى نكرر ان المنتخب يدافع لكن ماذا يفعل بالكرة عندما يمتلكها؟ وكيف يهاجم ويرد؟
للأسف أجهدت مالى لاعبينا ومضت المباراة فى معظمها وفريقنا يجرى خلف الكرة ويجرى خلف لاعبى مالى ويجرى دون ان يعرف لماذا يجرى او إلى أين يجرى !.. لقد فقدنا المبادرة والقرار.. فكل لحظة هجوم هى بقرار وقد كان القرار عند مالى وفريقنا يرد: تمام يافندم.
لقد تكررت قبل المباراة وبعد المباراة مقارنات بين لاعبين وطرحت اسماء بديلة من نوع من يحرس المرمى وأين حسام غالى وباسم مرسى وهذا كلام عن لاعب فرد، بينما حالة المنتخب امام مالى نتاج فلسفة مدرب وموضوع فريق ومجموع..
لقد لعب المنتخب 10 دقائق من 90 دقيقة. وكان ذلك حين مارس لعبة التمرير وتبادل الكرة لكنه لم يستمر بسبب الإنهاك البدنى والذهنى.. وكل ذلك قد ينقلب ويختلف فى المباراة القادمة امام اوغندا وهى لن تكون سهلة لشراسة المنافس.. الا ان المنتخب علمنا الكثير.. علمنا عدم المبالغة فى التوقع وعلمنا ان نتوقع ما لا يتوقع. وعلمنا الفلسفة وعلمنا الحكمة.. حكمة الانتظار حتى اخر صفارة فى كل مباراة وفى كل بطولة.