لم يكن الخيار أبدا بين الانسحاب الكامل أو الوجود العسكرى.. خيارات أخرى متاحة فى أفغانستان - قضايا عسكرية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:53 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لم يكن الخيار أبدا بين الانسحاب الكامل أو الوجود العسكرى.. خيارات أخرى متاحة فى أفغانستان

نشر فى : الأحد 18 أبريل 2021 - 7:40 م | آخر تحديث : الأحد 18 أبريل 2021 - 7:40 م
نشر موقع Defense One مقالا للكاتب مارك جيكوبسن، والكاتبة آنى بفورتسهايمر، يقولان فيه إن قرار بايدن بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول سبتمبر 2021 لن ينهى حالة الحرب والنزاع هناك، ذاكرين خيارات أخرى يمكن اللجوء إليها لتحقيق الاستقرار الأفغانى... نعرض منه ما يلى:
يكشف قرار بايدن بسحب جميع القوات من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر 2021 أن الرئيس وإدارته قد قبلوا الخيار الخاطئ من بين نقيضين، الانسحاب الكامل أو الوجود العسكرى المنهك. فهذا النوع من التفكير (الكل أو لا شىء) يقلل من الخيارات المتاحة للولايات المتحدة. كما أنه يقلل من قدرتها على الضغط على طالبان على طاولة المفاوضات ومساعدة الحكومة الأفغانية فى الوضع الأمنى فى جميع أنحاء البلاد. باختصار، هذه سياسة وقرارات خاطئة وسيئة.
الولايات المتحدة وحلف الناتو مازالا فى أفغانستان منذ أكثر من عقد من الزمان. ولا داعى للقول أن استقرار أفغانستان يصب فى مصلحة الأمن القومى للولايات المتحدة حتى لو استغرق تحقيق هذا الالتزام عقودا، لكن هذا الالتزام لا يتطلب، كما كان الحال فى الماضى، وجودا عسكريا هائلا.
لذلك جاء «الالتزام الدائم»، الذى قطعته الولايات المتحدة والناتو، مُصمما ليس فقط لضمان أمن الأمة الأفغانية من خلال المساعدة العسكرية، ولكن لدعم تطوير المؤسسات اللازمة لحكم دولة ممزقة بسبب عقود من الحرب. ومع ذلك، فإن استراتيجيات تلك الفترة فى البداية لم تعمل على النحو المأمول. بعبارة أخرى أكثر تفصيلا؛ كان عدد من قوات الأمن الأفغانية يعمل بشكل مستقل، وأثبتت أنظمة الحكم القضائى والمحلى عدم فعاليتها، كما تفشى الفساد، وتطلب النظام الاقتصادى عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات الخارجية.
لكن التزامات وتضحيات المجتمع الدولى، بما فى ذلك مقتل 3500 جندى من الحلفاء فى أفغانستان، ساعدت فى وضع أفغانستان على طريق السلام، حتى لو كان طويلا وشاقا. واليوم، يدير الأفغان عملياتهم الأمنية. الفتيات والفتيان يتعلمون فى المدرسة؛ والمواطنون والمواطنات يتخذون قراراتهم الديمقراطية بأنفسهم. لذلك حرى بالولايات المتحدة أن تفخر بكل هذه التطورات، وخاصة حقيقة أن متوسط العمر المتوقع فى أفغانستان قد ارتفع بشكل كبير مع ارتفاع كل مؤشر صحى.
ثم أن غالبية القوات الأجنبية فى أفغانستان اليوم ليست أمريكية. فبحسب التقارير كان هناك 100 ألف جندى وجندية أمريكيين فى أفغانستان. اليوم، هناك 2500 جندى وجندية فقط. لكن قرار بايدن بسحب ما تبقى من القوات الأمريكية والقوات المتحالفة سابق لأوانه ومن المرجح أن يعيق قدرة الحكومة الأفغانية عن السيطرة على أراضيها مما يجعلها مرة أخرى هدفا للهجمات الإرهابية الدولية وهى أحد الأسباب الرئيسية لغزوها عام 2001.
باختصار، يجب على الولايات المتحدة أن تعى أن الالتزام العسكرى المفتوح، كما الحال فى أفغانستان، لا يعنى عدم إحراز تقدم نحو السلام. فالأطراف المتحاربة على الطاولة وتتحدث، وهو الأمر الذى بدا بعيد المنال قبل عقد من الزمن. كما أنه من المعروف أن إحراز السلام بعد نزاع أهلى أمر صعب، وغالبا ما يتطلب تحولا بين الأجيال للقضاء على الأحقاد القديمة. أضف أنه معقول أن تتضمن تسوية سلمية طويلة الأمد وجودا عسكريا دوليا، أو قوات حفظ سلام، للمساعدة فى ضمان الأمن بينما تكسب الأطراف المتحاربة ثقة بعضها البعض. بكلمات أخرى، لا يزال لقوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى دور حميد للعبة.
ختاما، قد يبدو إعلان إنهاء الحرب والتذرع بموعد نهائى رمزى فى 11 سبتمبر مرضيا بشكل كبير. لكن، وسواء كانت هذه المحاولة لاسترضاء الجناح اليسارى للحزب الديمقراطى والانعزاليين والواقعيين من حزب اليمين، فإن الانسحاب غير المشروط يفترض مسبقا أن هذا القرار سينهى الحرب والتهديد المحتمل. مع الأسف الحرب فى أفغانستان لن تنتهى بانسحاب القوات الأمريكية. وحتى ولو تمكنت الولايات المتحدة من غسل أيديها بالانسحاب الكامل من أفغانستان، فسيتعين على الأفغانيين والأفغانيات أن يتعايشوا مع العواقب الوخيمة التى سيواجهونها.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات