طائرة التجسس الإسرائيلية «أورون».. العديد من المهام وفى أماكن مختلفة فى الوقت نفسه - قضايا عسكرية - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 12:22 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طائرة التجسس الإسرائيلية «أورون».. العديد من المهام وفى أماكن مختلفة فى الوقت نفسه

نشر فى : السبت 13 أبريل 2024 - 6:05 م | آخر تحديث : السبت 13 أبريل 2024 - 6:05 م

 نشر موقع «مدار» الفلسطينى مقالًا للكاتب عبدالقادر بدوى، تناول فيه القدرات التجسسية الخارقة للطائرة الإسرائيلية الجديدة –أورون- التى تفعّلها تل أبيب -لأول مرة- فى حربها الحالية على قطاع غزة، وكيف ساعدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فى إنجاز مهام كانت ستستغرق شهورًا لإتمامها.. نعرض من المقال ما يلى: فى مساهمات سابقة حول الأسلحة والتقنيات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، أشرنا إلى أن الحروب الإسرائيلية المتعاقبة على الشعب الفلسطينى وعلى الدول العربية قد وفّرت لإسرائيل مساحة كبرى لابتكار وتطوير الأسلحة والتقنيات العسكرية والأمنية، بشكل مكّنها من أن تصبح رائدة فى هذا المجال. ومنذ بداية حرب الإبادة الحالية على قطاع غزة، تسعى الشركات الإسرائيلية ذات الصلة بمجال التطوير الأمنى والعسكرى إلى تحويل قطاع غزة إلى مختبر تجارب للأسلحة والتقنيات لما تُشكّله استمرارية الحرب من فرص لتطوير وتحسين قدرات هذه التقنيات والأسلحة والوسائل وما يترتب على ذلك من ميزة عسكرية، بالإضافة إلى الأرباح الطائلة، وهو ما بات يُعرف فى الأدبيات بالاقتصاد السياسى للأسلحة والتقنيات الإسرائيلية.

فى هذه المساهمة، نسلّط الضوء على طائرة التجسّس الإسرائيلية الجديدة المعروفة باسم «أورون»، وهى الطائرة التى يتم تفعيلها لأول مرة فى حرب الإبادة الحالية على قطاع غزة، وحالة الاشتباك منخفض الوتيرة فى الجبهتين الشمالية والجنوبية كذلك، من حيث قدرات التجسّس المتطورة، التكاليف الباهظة والقدرات الجوية غير المسبوقة مقارنةً بطائرات التجسّس الإسرائيلية وغير الإسرائيلية التى تمتلكها الدول حول العالم.

بداية، تُصنف الطائرة "أورون" كطائرة تجسس استخبارية، وهى تتبع لسرب الطائرات الإسرائيلية ونتاج مشروع تطوير مشترك لكل من «مافات» فى وزارة الدفاع، سلاح الجو، قسم الاستخبارات، سلاح البحرية والصناعات الجوية الإسرائيلية، وقد استمرّ تطوير هذا المشروع مدّة عشر سنوات تقريبًا.

فى منتصف حرب الإبادة الدائرة حاليا فى قطاع غزة، وبعد قرابة نصف عام على الإعلان عنها فى معرض لطائرات التجسس فى باريس، أُدخلت "أورون" للعمل أول مرة ضمن سلاح الجو الإسرائيلي، وقد مكّنت القدرات التجسسية الهائلة للطائرة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من خفض المدة الزمنية اللازمة لمعالجة كميات كبيرة من البيانات تحتاج أشهرا طويلة إلى أيام معدودة، وهو ما دفع إلى اعتماد الطائرة ضمن الأسلحة الإسرائيلية المهمة فى هذه الحرب، وهى طائرة لا تمتلك أى من الدول مثيلا لها من حيث القدرات باستثناء بعض طائرات التجسّس التى تمتلكها القوى العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا. خلال الأسابيع المعدودة التى بدأت فيها الطائرة بالعمل، نفذت أورون قرابة 100 طلعة جوية، وفى كل طلعة جوية تستطيع أن تقوم بالعديد من المهام وفى أماكن مختلفة فى الوقت نفسه.

مثلًا، يُشير تقرير أعدّه موقع "واينت"- الموقع الإلكترونى لصحيفة "يديعوت أحرونوت"- إلى أن الطائرة أورون تستطيع خلال الطلعة الجوية الواحدة أن تقوم بالعديد من المهام التجسسية الاستخبارية فى الوقت نفسه: مرافقة عمليات الاعتقال والاجتياحات التى يُنفّذها الجيش والأجهزة الأمنية فى مخيمات شمال الضفة منذ السابع من أكتوبر؛ مراقبة الأجواء كاملة فى قطاع غزة وحركة القيادات العسكرية الفلسطينية حتى رفح؛ الكشف عن عملية إطلاق صواريخ بالستية من اليمن فى اتجاه إسرائيل وتحديد مصدر الإطلاق؛ رصد عمليات نقل الأسلحة عبر الشاحنات بين العراق وسورية؛ مراقبة وتحديد أى تحركات مشبوهة فى المفاعلات النووية فى إيران وكذلك رصد الشخصيات التى يتم تتبّعها فى الضاحية الجنوبية لبيروت، وبالمقارنة مع طائرتى التجسّس الإسرائيليتين فى سرب نحشون فى قاعدة نفطيم فى النقب: «إيتام» (التى تقوم بمهام المراقبة والتحكم فى العمليات)، و"شافيط" (التى تقوم بمهام التنصّت) تطير الطائرة «أورون» على ارتفاعات عالية جدًا وغير مسبوقة لطائرات التجسّس الإسرائيلية تصل إلى أعلى من 40 ألف قدم فى غضون قرابة 25 دقيقة فقط، كما أن الطائرة مصممة للعمل فى مهام مختلفة ومع الأذرع المختلفة للجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية فى عمليات منفردة، أو بالتنسيق مع طائرات التجسّس فى سرب نحشون «إيتام» و«شافيط».

تعمل «أورون» بواسطة آلاف أجهزة الاستشعار المتطورة المثبتة عليها على جمع ومعالجة هائلة للبيانات فى ظروف الطقس المختلفة، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة وأجهزة التنصّت، كما أنها على درجة عالية من الحماية ضد الهجمات السيبرانية وغير قابلة للكشف والرصد من قِبَل الرادارات المتطورة، حيث إن ثلث وزن الطائرة الذى يبلغ عشرات الأطنان وزن أجهزة الحاسوب والاستشعار، علاوة على دمجها لمنظومات مختلفة للذكاء الاصطناعى وخوارزميات لمعالجة المعلومات فى غضون دقائق معدودة بفعل هذه الأنظمة، وهو ما يُتيح لضباط الأجهزة الأمنية فى المستويات المختلفة صورة استخبارية دقيقة تُمكّنهم من اتخاذ القرارات فى اللحظات الحاسمة، سواء من الأرض، أو من داخل الطائرة المصممة لاستيعاب 8 ضباط استخبارات فى داخلها ورادارات من تصنيع شركة ألتا التابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية.

وقد بلغت تكلفة شراء الطائرة وتطويرها قرابة مليار دولار، وهو الأمر الذى أثار نقاشات حادة فى أوساط النخب الأمنية والعسكرية للموافقة على شراء وتطوير الطائرة من الشركات الإسرائيلية المصنّعة وبحسب الاحتياجات الأمنية والاستخبارية لإسرائيل.

النص الأصلى: 

 

التعليقات