مفارقات غير ثورية - أحمد مجاهد - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:53 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مفارقات غير ثورية

نشر فى : الإثنين 18 يوليه 2011 - 10:01 ص | آخر تحديث : الإثنين 18 يوليه 2011 - 10:01 ص

 تعلمت منذ نعومة أظافرى السياسية أن رئيس الوزراء فى أكثر بلاد العالم ديمقراطية يقوم بترشيح مجموعة من الأسماء التى يثق فيها ويتحمل مسئوليتها ويستطيع إنجاز العمل بكفاءة معها لشغل الحقائب الوزارية المقترحة، ثم يَصدر قرارٌ بتعينهم بعد موافقة البرلمان أو رئيس الجمهورية أو المجلس العسكرى أو غيرهم وفقا لطبيعة النظام السياسى القائم، لكننى لم أسمع فى حياتى عن رئيس وزراء يتلقى ترشيحات الوزراء حتى على الفيس بوك بمثل هذه الغزارة والعشوائية التى ستؤدى بالضرورة إلى غضب الفصيل السياسى الذى لم يتم اختيار مرشحه، كما ستؤدى إلى حكومة ترقيع سياسى وليس إلى حكومة ائتلافية للإنقاذ الوطنى.

وإذا تحدثنا عن موقف الإسلاميين من المشاركة فى هذه الحكومة، فإن المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان محمود غزلان قد قال: «لا أعتقد أننا سنشارك لأننا أعلنا منذ اللحظة الأولى أننا لسنا حريصين على السلطة» وهو تصريح يشى بالتعفف، لكن عصام العريان نائب رئيس حزب العدالة الذى أكد أيضا على عدم المشاركة قد قال: «لا يوجد سياسى محترم سيقبل على نفسه الدخول فى وزارة دون أن تكون نتاج الانتخابات» وهو تصريح يشى بالهجوم على الوزراء الجدد الذين لم يكن يعرفهم بعد، لكن الأطرف من كل هذا هو عنوان جريدة الأهرام المسائى الصادرة صباح السبت 16/7/2011 والذى يقول: «الإخوان تطلب المشاركة»!

وبينما نشرت «الشروق» فى اليوم نفسه عنوانا يقول: «6 أبريل تنسحب من الميدان بعد اجتماع مع مستشار شرف»، نشر الأهرام المسائى تصريحا لطارق الخولى المنسق الإعلامى للحركة يقول فيه: «تقرر بالإجماع الاستمرار فى الاعتصام لحين تحقيق المطالب»!

وبعد أن سررت كالغالبية العظمى من الشعب المصرى بإعلان المجلس العسكرى عن نيته فى إصدار وثيقة حاكمة تضمن مدنية الدولة عند وضع الدستور، خروجا من مصيدة الدستور أولا أم الانتخابات أولا التى كادت تفتك بوحدة الصف، دهشت من رفض الإسلاميين للاقتراح وبخاصة المستشار طارق البشرى الذى أعلن أن هذا «يخالف الإعلان الدستورى السابق صدوره عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة»، متناسيا أن هذا الإعلان نفسه يخالف ما تمت الموافقة عليه من تعديلات فى الاستفتاء، وأنه قد صدر أساسا لتدارك خطأ دستورى قاتل من لجنة التعديلات الموقرة التى رأسها البشرى شخصيا، حيث إن هذه التعديلات لم تكن تمنح المجلس العسكرى أى شرعية دستورية لممارسة صلاحياته!

وبينما ينشغل اتحاد الكتاب بعقد مؤتمره السنوى ودعوة عصام شرف لافتتاحه، وينشغل المؤتمر بوضع ما يسمى بـ «وثيقة كتاب مصر» لرفعها بعد ذلك للمجلس العسكرى، والتى ينص البند الثالث من مسودتها على «أن يكون للاتحاد ممثل أو أكثر فى لجنة صياغة الدستور بما يمثله من ثقل فكرى وإبداعى، ولما لأعضائه من رؤى خلاقة»، يترك الاتحاد بعض أعضائه مثل الأديب محمد التمساح يئن تحت وطئة التعذيب الوحشى وإطفاء السجائر فى جسده بقسم البوليس بالسويس، وقد صرح التمساح فى التليفزيون المصرى بأن رئيس الاتحاد لا يرد على مكالماته المستغيثة! وكذلك ينسى الاتحاد الأستاذ الجامعى الناقد الدكتور محمد فكرى الجزار الذى لا يزال محبوسا قيد التحقيق غير الإنسانى لدى الشقيقة الكبرى لأنه تسبب فى رسوب ابن وكيل الكلية فى امتحان نهاية العام!

وعلى قدر سعادتى بمهاجمة الدكتور العوا لوزير الخارجية محمد العرابى بسبب إطلاقه لقب الشقيقة الكبرى على السعودية ومطالبته له بالاستقالة والاعتذار للشعب المصرى، فإنه قد أدهشنى تصريح العوا بعد ذلك بأن وزير الخارجية قد شرح له ظروف هذا التصريح وأنه قد تفهمها وصفح عنه، وكأن العوا قد أصبح وحده هو الشعب المصرى أيضا؟!

والأمر لا يختلف عندى كثيراعندما قرأت عنوان جريدة الوفد لحديث الدكتور جابر عصفور المنشور على صفحة كاملة يوم الجمعة 15/6/2011 الذى يقول فيه: «شرف يدير الدولة بفكر مبارك»، حيث لم أفهم يقينا من العنوان هل هو يريد مهاجمة رئيس الوزراء أم يريد مدحه؟! وبخاصة أن الدكتور عصفور قد قال فى ختام حديثه مع علاء عبدالهادى المنشور بجريدة الأخبار صباح يوم 11/2/2011 بعد استقالته من الوزارة: «هناك أوقات لابد أن تقول فيها كلمتك وتمضى مخلصا للجميع، بمن فيهم الرئيس حسنى مبارك الذى أثق فيه كل الثقة»، مع العلم بأن الرئيس السابق مبارك شخصيا كان قد فقد الثقة بنفسه فى ذلك اليوم التاريخى وقرر التنحى؟!

التعليقات