مناخ منتدى الشارقة للاتصال - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 10:03 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مناخ منتدى الشارقة للاتصال

نشر فى : الإثنين 18 سبتمبر 2023 - 7:05 م | آخر تحديث : الإثنين 18 سبتمبر 2023 - 7:05 م

يحب أهل الشارقة أن يطلقوا على إمارتهم لقب «الإمارة الباسمة»، وهى كذلك، لكن إلى جانب الابتسام تلعب الشارقة دورا مهما فى مسيرة الوعى العربى، ونشر الثقافة الأصيلة، فعلى أرضها نجد اهتماما واسعا بالتعليم والنشاطات الثقافية المهمة التى يصل إشعاعها إلى ربوع الإمارات العربية المتحدة والعديد من البلدان العربية، وغير العربية، وهى تفعل ذلك بدأب وصبر وأناة الفلاح الذى يزرع ويكد ويصبر على المحصول حتى تأتى ثماره ولو بعد حين.
لا تكف الشارقة، وقد عشت بها لسنوات، عن صناعة الأحداث الثقافية التى تفجر النقاش بهدف الوصول إلى حلول للمشكلات التى تواجه البشر أينما كانوا، وضمن هذا التوجه الذى يقوده الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهدت الإمارة قبل نهاية الأسبوع الماضى أعمال الدورة الـ12 من المنتدى الدولى للاتصال الحكومى، الذى نظمه المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة فى مركز إكسبو، وكنت بين ضيوفه.
وعلى مدى يومين طرحت قضايا التغيرات المناخية والاستدامة وكيفية منع هدر الموارد الطبيعية، والتحذير من عواقب سوء استخدام تلك الموارد، جنبا إلى جنب قضايا التعليم والتحديات التى تواجه الاتصال الحكومى، والإعلام فى ظل الصعود الصاروخى للاعتماد على الذكاء الاصطناعى، وهو ما أدرجه القائمون على منتدى الشارقة للاتصال الحكومى تحت شعار بسيط فى كلماته، عميق فى معناه يقول: «موارد اليوم.. ثروات الغد».
الشعار ذاته وضعه الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمى، نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، على شكل تساؤل: كيف يمكننا تحويل الموارد إلى ثروات على أرض الواقع؟ مشيرا إلى أن الله تعالى لم يخلق هذه الأرض إلا وجعل مواردها تكفى من يسكن فيها، ومثلث الإجابة عن هذا السؤال كما قال تكمن فى «مورد طبيعى، مورد بشرى مؤهل، وتكنولوجيا متطورة».
وانطلاقا من الاهتمام الواسع بالتغيرات المناخية، وتمهيدا، فيما يبدو، لمؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذى ستستضيفه دبى فى نهاية نوفمبر المقبل، شهد منتدى الشارقة للاتصال الحكومى عرض فيلم قصير بمثابة صرخة تحذير لما يمكن أن تئول إليه البشرية فى حال عدم تركيز اهتمامها على الموارد التى تمتلكها، وكيف يمكن أن تصبح الحياة قاسية فى حال تخلى الإنسان عن دوره كمسئول عن حماية الأرض وثرواتها.
ومن وحى كلمة عن التغطيات الإعلامية لقضايا المناخ ألقاها الخبير الإعلامى البرازيلى روبرتو فرانكو، ضمن أعمال «ملتقى الإعلام العالمى» الذى نظمته وكالة أنباء الإمارات «وام» بالتعاون مع المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة بحضور مديره العام طارق سعيد علاى، اقترحت على الزميل خالد البلشى نقيب الصحفيين الذى كان جالسا إلى جوارى ضرورة تبنى مجلس النقابة برنامجا تدريبيا للصحفيين على كيفية تغطية الكوارث الطبيعية، وفى الذهن الإعصار الذى شهدته مدينة درنة فى ليبيا، والزلزال المدمر الذى تعرض له أهلنا فى المغرب.
البلشى رحب بالفكرة باعتبارها باتت حاجة ضرورية فى ظل ما يشهده العالم من تغيرات فى البيئة، ووعد بطرحها على الزميل محمد سعد عبدالحفيظ عضو مجلس النقابة المسئول عن التدريب، والذى يبذل، من وجهة نظر كاتب السطور، مجهودا حميدا فى إحياء الدور الجاد الذى غاب عن النقابة لسنوات فى تدريب الزملاء وتطوير أدواتهم المهنية، وهو صلب العمل النقابى.
وبعيدا عن قضايا التغيرات المناخية التى حظيت باهتمام بالغ فى منتدى الشارقة، شهد المنتدى عرض العديد من الخطابات الملهمة اخترت أن أختم بواحد منها، وهو للقاضى الأمريكى الشهير على مواقع التواصل الاجتماعى فرانشيسكو كابريو والمعروف «بالقاضى الرحيم».
فرانشيسكو تحدث عن رحلته كقاضٍ وكيف تعلم من والده أن يكون رحيما ومتفهما مع الناس الذين يأتون إلى قاعة المحكمة، وروى بعض القصص عن القضايا التى حكم فيها وكيف أثرت على حياته وحياة الآخرين، داعيا إلى أهمية التواصل الفعال والتكنولوجيا فى نشر رسالة الرحمة واللطف فى عالم مضطرب، وهو، على ما أظن، ما نحتاجه فى هذا الوقت الحافل بالتحديات.

التعليقات