الإعلام عقدة الجمیع - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:05 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإعلام عقدة الجمیع

نشر فى : الجمعة 21 نوفمبر 2014 - 8:30 ص | آخر تحديث : الجمعة 21 نوفمبر 2014 - 8:30 ص

لا یختلف اثنان علی حقیقة مؤداها أن من أهم وظائف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئیة والمسموعة والإلكترونية، نقل الأحداث والتطورات علی غیر صعید، وذلك عبر عملیة جمع الأخبار ونشرها بصورة موضوعیة ومهنیة، تساعد المتلقى علی معرفة ما یجرى حوله، ومن ثم فهمه للواقع بشكل صحیح خال من أى تشوهات.

بید أن وسائل الإعلام تخلت عن دورها فى التنویر والتبصیر؛ وتقدیم خدمة المعرفة والترفیه للمجتمع، فأضحت بین عشیة وضحاها أداة من أدوات الصراعات، وإشعال الحروب والفتن وتأجيجها، وأبرز مظاهر ذاك التحول فيما نراه من ممارسة دور تضليلى وتغييب الحقيقة عن الرأى العام ؛ بل إن شئت القول تخوض حربا نفسیة ودعائية أقل ما یمكن وصفها بالقذرة؛، فهاهى لیل صباح وعلی مدار الساعة؛ تقصف عقول البشر بقنابل التشويه والكراهیة والغل ؛ وصواریخ الزیف والخداع؛ بهدف التأثیر علی الناس ؛ فى إطار محاولة سافرة ومشبوهة لتغییر قناعاتهم إزاء حدث ما.

والمتابع الحصیف والمتعمق لما ینشر فی الصحافة المكتوبة والمواقع الإلكترونية، وما یبث فی الفضائیات، سیلاحظ بسهولة ودون عناء؛ كیف یتم التلاعب بالأخبار والمصادر، عبر تضخیم جزئية ما من حدث فرعي؛ وتغییب جزئیة أخری قد تكون أكثر أهمیة، ونسبها لمصدر مجهول؛ علاوة علی إخضاع أولویة القضایا والأحداث لأجندة أصحابها، كإغفال حدث هام وتقدیم آخر اقل شأنا، لاسیما عند تغطیة الأزمات والحروب؛ حیث تدرك مراكز النفوذ قیمة الإعلام، وحاجة الجمهور إلی المعلومة الموثقة، لمعرفة ما يستجد فی وطنه وفی محیطه الجغرافى والعالمى من تحركات واتصالات واجتماعات سیاسیة؛ بغیة الوقوف علی مسارها وتطوراتها، وواقعها، وتداعیاتها وآثارها وأطرافها الفاعلین علی المستوی المحلى والخارجى، ومن ثم تصور أو ترقب ما ستفضی إلیه من نتائج أو حالة الاستقرار الأمنی والاقتصادی والاجتماعی، وفی وضع كهذا یكون المتلقى.. المواطن العادى والأمى أو السیاسى والمثقف أكثر قابلیة للتأثر وللاختراق فی آن معا.

بهذا الأسلوب یقع المتلقی بسهولة فی فخ وسائل الإعلام الموجهة وغیر الحرة ؛ فتجعله مغیبا عما یجرى فى اللحظة الراهنة، و بات یعرف حقیقة أحداث الیوم بعد حین من الزمان ؛ وساعتها یكتشف انه تعرض لحملة تضلیل خبیثة ووقع ضحیة لأنباء مزیفة لا أساس لها فی الواقع. خاصة عندما تغیب المكاشفة والمصارحة ؛ واحتكار المعلومة ؛ و سیاسة التعتیم أو تعقیم الأخبار بصورة متعمدة ؛ من خلال اللجوء إلی التسریبات ؛ وضخ الشائعات لترویع الناس ؛ وجعلهم یشعرون بالخوف مما هو آت، وبما يخدم إستراتیجیة مصلحة الأقویاء وأطراف الصراع علی حساب الأمة!! وهذا ما يستلفت نظر المراقب والمتابع للشأن الیمنی من الداخل والخارج ؛ لمسار الأزمة التی تكبر ككرة الثلج، دون أن یعرف إلی أین تتجه ؟ وفی أیة نقطة ستتوقف ؟ وكیف ؟ ومتى.. وما إذا كانت البلد تمضی نحو الحرب أم السلام ؟ وهل حان الوقت لوضع نهایة للاحتراب بین أبناء الوطن الواحد.

التعليقات