فى الهم شرق! - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 6:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى الهم شرق!

نشر فى : الأحد 22 مايو 2016 - 9:40 م | آخر تحديث : الأحد 22 مايو 2016 - 9:40 م
١. أجهزة أمنية تلقى القبض على كتاب وصحفيين وأكاديميين، والسبب هو معارضتهم السلمية لبعض القرارات والسياسات الرسمية.

٢. جامعات حكومية وخاصة تنهى تعاقداتها مع أكاديميين بادعاء نشرهم لأفكار تضر المصالح الوطنية وتهدد الأمن القومى، وبعضها يفصل دارسين تارة بزعم الانحراف عن القيم الوطنية وأخرى بزعم تناقض سلوكهم مع الأخلاق والتقاليد المستقرة.

٣. رئيس جمهورية يتعقب معارضيه بتوظيف المؤسسات القضائية والأجهزة الأمنية، ويصل به نزق إلى حد تعقب كتاب وصحفيين وإعلاميين خارج بلاده بسبب انتقاداتهم له أو سخريتهم منه.

٤. رئيس جمهورية يطيح برئيس الوزراء المنتخب وينهى أيضا رئاسته للحزب الذى يضمهما، ولا يصدر عن الرئيس الذى ظهر يوما بمظهر «المسئول الديمقراطى» ما يفسر خلفيات الإطاحة أو أسباب العزل.

٥. برلمان تتحرك أغلبيته المنتمية لحزب «السيد الرئيس» وفقا لهوى وتوجيهات الرئيس وأعوانه وتمارس برلمانيا ديكتاتورية الأغلبية، علما بأن مقاعد الأغلبية هذه انتزعت بعد عمليات تحايل سياسى واسعة أدارها رئيس الجمهورية وكان من بين مكوناتها إعادة إجراء الانتخابات البرلمانية التى لم تسفر بداية عن حصول حزب الرئيس على الأغلبية المنشودة.

٦. ينزع البرلمان الحصانة عن عدد من النواب المنتمين عرقيا لمجموعة سكانية بعينها، ويمهد بذلك للتعقب القضائى لنواب انتخبوا فى دوائرهم للدفاع عن حقوق وحريات المجموعة العرقية التى يمثلونها ولم يثبت عليهم لا مخالفة القواعد الدستورية والقانونية المعمول بها، ولا التحريض على الكراهية بين مواطنى البلد الواحد، ولا مناهضة الهوية الوطنية الجامعة. جريمتهم هى الدفاع عن حقوق وحريات أقلية مضطهدة، جريمتهم هى العمل السلمى وبأدوات ديمقراطية على انتزاع اعتراف مجتمعى وسياسى بحتمية المساواة التامة بين المواطنين دون تمييز.

٧. تحت لافتات «الحرب على الإرهاب» و«القضاء على الإرهابيين»، تتواصل العمليات العسكرية فى مناطق بعينها من البلاد دون أن يعلم الناس عن تفاصيل هذه العمليات سوى «أعداد الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم» ومن غير أن يسمح للصحافة أو الإعلام نقل المعلومات والحقائق.

٨. تحت لافتات «الحرب على الإرهاب»، تتغول الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ويصير من ثم تعقب المواطن «غير الممتثل» للإرادة الرئاسية وتهديده وقمعه ظاهرة اعتيادية، كما يصبح «تقليم أظافر» المعارضين من السياسيين والكتاب والصحفيين والإعلاميين شغل رئيس الجمهورية الشاغل.

٩. يحدث كل ذلك فى بلد نظر إليه منذ سنوات قريبة كصاحب النموذج الديمقراطى الوحيد فى منطقة الشرق الأوسط، ويديره رئيس جمهورية مازال يدعى احترامه لحرية التعبير عن الرأى وسيادة القانون والقيم الديمقراطية ويتهم معارضيه فى الداخل والخارج بالانقلاب والتآمر على الديمقراطية.

١٠. يحدث كل ذلك فى تركيا.
عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات