يهود معادون للصهيونية يحاربون باقى اليهود أيا كان توجههم - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الإثنين 2 ديسمبر 2024 4:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يهود معادون للصهيونية يحاربون باقى اليهود أيا كان توجههم

نشر فى : الأحد 22 أغسطس 2021 - 7:10 م | آخر تحديث : الأحد 22 أغسطس 2021 - 7:10 م
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالا للحاخام الشانان بوبكو، يقول فيه إن اليهود المعادين للصهيونية الجدد لديهم مطلب مشروع وهو يهودية بعيدة عن الصهيونية، إلا أنهم فى سبيل تحقيق ذلك يعادون باقى الشعب اليهودى بمختلف توجهاته. داعيا فى ختام مقاله إلى ترتيب لقاء مع هذا التيار لاحتوائهم، وألا تتجاهلهم الدولة الإسرائيلية.. نعرض منه ما يلى.
فى أى مسيرة مؤيدة لإسرائيل يظهر يهود ناطورى كارتا (حركة يهودية حريدية ترفض الصهيونية بكل أشكالها وتعارض وجود دولة إسرائيل)، يظهرون مرتدين علم منظمة التحرير الفلسطينية. ولعقود من الزمان كان المجتمع الإسرائيلى إما يضحك، أو يشعر بالغضب من الوضع الشاذ لهؤلاء اليهود الذين يتخذون موقفًا علنيًا معاديا للدولة اليهودية. ومع ذلك، لم يتم ــ فى أى وقت مضى ــ معالجة معاداة الصهيونية فى المجتمع الإسرائيلى بشكل جاد.
الشابات والشبان اليهود المعادون للصهيونية لديهم سؤال مباشر: لماذا لا يمكن أن تكون لديهم يهودية بدون صهيونية؟ فى الحقيقة السؤال مشروع. لماذا لا يكون لديهم معابد يهودية بدون أعلام إسرائيلية، وحاخامات غير مشغولين بإرسال بعثات لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) إلى واشنطن أو إسرائيل، لماذا لا يكون لديهم حرم جامعى بدون وجود مدافعين ومدافعات عن إسرائيل، عشاء يوم سبت لا يتعلق من الأساس بوجود إسرائيل؟
لكن الموجة الجديدة اليوم من اليهود المعادين للصهيونية تخالف هذا الاعتقاد. بكلمات أخرى أوضح، اليهود المعادون للصهيونية الجدد ليسوا مثل هؤلاء الذين يؤمنون بأنه لا يجب أن تكون لهم دولة خاصة بهم. اليهود المعادون للصهيونية الجدد هم يهود قرروا شن حرب ضد يهود آخرين. إنهم يهود يدافعون عن المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل، والتى ستسلب اليهود الآخرين وسائل عيشهم؛ إنهم يهود يضغطون للحد من مبيعات الأسلحة لإسرائيل، ويخنقون قدرة الدولة اليهودية على الدفاع عن نفسها، إنهم يهود يسعون إلى قلب الرأى العام ضد إسرائيل ويسعون إلى عزل إسرائيل دبلوماسيًا. أصبح الأمر لا يتعلق فحسب بوجود إسرائيل بكل المعانى التاريخية والدينية التى قد تكون لها؛ لكن يعنى أيضا شن حرب ضد اليهود فى العالم. يتعلق الأمر بالقيام بدور نشط لإيذاء اليهود الآخرين.
لطالما جمع اليهود شيئين بغض النظر عن المكان أو الأيديولوجية؛ هما مفهوم أريفوت (الالتزام برفاهية جميع اليهود)، والاعتقاد المشترك بالحاجة إلى تأمين مستقبل الشعب اليهودى. والمؤسسات اليهودية فى أمريكا لم تظهر من فراغ. لقد بُنيت كلها بتضحيات جسيمة.
يحق لليهود المعادين للصهيونية إبداء آرائهم، ولكن من الناحية الواقعية، هم أعطوا الأولوية لقضية القومية الفلسطينية على حساب قضية إخوانهم اليهود. يمكن للفرد أن يتفق معهم أو يختلف معهم، لكن الحقيقة هى أنهم تخلوا عن قضية لصالح أخرى. لقد اختاروا إيذاء إخوانهم اليهود من أجل النهوض بالقضية الفلسطينية. لكن بسبب موقفهم هذا الذى اتخذوه، هم يستحقون الخروج من كيان المجتمع الإسرائيلى.
إن الأمر الآن لا يتعلق بالصهيونية أو معاداتها لكن بالعيش المشترك بين جميع اليهود؛ الصهيونيين والمعادين للصهيونية وحتى أولئك الذين لا يهتمون بأى من الخيارين. عندما أعلنت شركة الآيس كريم «بن وجيرى» أنها ستقاطع الجاليات اليهودية خارج الخط الأخضر، كان السيناتور عن ولاية نيويورك سيمشا أيشنشتاين والعديد من أصحاب المتاجر الحسيدية (حركة يهودية روحانية مؤيدة لدولة إسرائيل)، كانوا من أوائل من أدانوا سياسة الشركة وأعلنوا مقاطعة مضادة لمنتجات «بن وجيرى». ربما لم يشارك هؤلاء اليهود الحسيديون فى موكب مؤيد لإسرائيل مطلقًا، لكنهم كانوا يعلمون أن الاعتداء على أحد اليهود ــ أيا كان توجهه ــ هو بمثابة اعتداء على اليهود جميعًا. كانوا يدركون أن الأمر لا يتعلق بالاحتلال بل كان الأمر يتعلق بكونك تدين باليهودية.
أخيرًا، شهد العام الماضى حوادث متزايدة ضد المجتمعات اليهودية كالهجوم الذى تسببت فيه حركة «فلسطين الحرة». تم تخريب المعابد اليهودية، وتعرض اليهود من جميع الأيديولوجيات للهجوم، كما تعرض الطلبة اليهود فى الحرم الجامعى للترهيب. بعبارة أخرى، العديد من معادى السامية يستخدمون القضية الفلسطينية كذريعة لمهاجمة اليهود جسديًا ولفظيًا. ونتيجة لذلك، فإن أى شخص يمد يده إلى حركة فلسطين الحرة يمد يده إلى حركة تُستخدم لاستهداف اليهود أينما كانوا وهذا هو تجاوز الخط الأحمر بعينه، أى الاصطفاف مع المنظمات والأفراد الذين يضايقون اليهود فى الحرم الجامعى، ويضربون اليهود الحسيديين فى شوارع نيويورك ويطعنون الحاخامات فى بوسطن.
ختاما، لابد من ترتيب لقاءات مع اليهود المعادين للصهيونية، إنهم يستحقون إجابات وتفسيرات لأسئلتهم المشروعة. لابد أن يكون لهذا الأمر الأولوية القصوى وألا تتجاهله إسرائيل.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات