هكذا سيغير فيروس كورونا العالم بشكل دائم - العالم يفكر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هكذا سيغير فيروس كورونا العالم بشكل دائم

نشر فى : الإثنين 23 مارس 2020 - 9:55 م | آخر تحديث : الإثنين 23 مارس 2020 - 9:55 م

نشر موقع بوليتكو استطلاعا أجراه مع عدد من الخبراء فى العالم حول تأثير فيروس كورونا على المجالات المختلفة فى حياتنا.. نعرض منه ما يلى:
هناك أحداث تعيد تشكيل المجتمعات، بدءا من اللغة التى نستخدمها وصولا إلى مستوى الأمن والمراقبة اللذين اعتدنا عليهما. ووفقا إلى الاستطلاع الذى قام به الموقع «بوليتكو»، تدخل الكورونا ضمن هذه الفئة التى تعيد تشكيل المجتمعات، بل من الممكن أن يكون لها تأثير أكبر. فهذا الفيروس العالمى الذى يبقينا فى منازلنا يغير بالفعل شكل علاقتنا بالسلطة السياسية وبالعالم الخارجى وعلاقات بعضنا بالبعض الآخر. كثير من التغييرات التى يتوقع هؤلاء الخبراء رؤيتها فى الأشهر أو السنوات القادمة قد تبدو غير مألوفة أو مقلقة.
المجتمع
تقول ديبورا تانين ــ أستاذة اللغويات بجامعة جورجتاون ــ إنه لطالما اعتقد الفرد أنه بعيد عن الكوارث التى تحدث فى أماكن أخرى فى العالم، بينما كثير من تصرفاتنا الراهنة هى من نتائج الأنفلونزا التى اجتاحت العالم سنة 1918. نحن ندرك الآن خطر التلامس والتنفس فى الأماكن المغلقة، وتراجع هذا الوعى سيختلف من فرد إلى آخر، ولكنه لن يختفى تماما، وقد نقع جميعا ضحية للوسواس القهرى فى غسل اليد وعدم ملامسة الوجه. سنبدأ بالشعور بالراحة مع غياب الأشخاص حولنا خاصة من لا نعرفهم بشكل وثيق. سترتفع نسبة التواصل عبر الانترنت ومن لا يملكون القدرة على الولوج إليه سيزداد شعورهم بالحرمان.
يرى مارك لورانس ــ أستاذ العلوم السياسية ــ أن نوعا جديدا من الوطنية سينتج عن هذا الوباء. فمن يواجه الفيروس مباشرة ليس العسكريون، ولكن الأطباء والعلماء والصيادلة إلى جانب فئات أخرى فجأة بدأت فى مواجهة مهام جديدة عليها. يجب أن نبدأ الآن فى تحية أطبائنا وممرضينا الذين يضحون بحياتهم من أجلنا، وسنبنى لهم التماثيل.
أما بيتير كوليمان ــ أستاذ علم النفس بجامعة كولومبيا ــ فيرى أن وجود عدو مشترك (فيروس كورونا) سيساعد الناس على تجاوز خلافاتهم وبالتالى معالجة الانقسامات فى المجتمع. وفى ظل الأوضاع السيئة التى تعيشها مجتمعاتنا، من الأرجح أن تكون دافعا لإصلاح الخطاب السياسى والثقافى.
يرى إيريك كليننبيرج ــ أستاذ الاجتماع فى جامعة نيويورك ــ أن نموذج الكورونا سيمثل نهاية النماذج المعتمدة على أيديولوجية السوق للتنظيم الاجتماعى، باعتبار أن أولوية الاهتمام بالذات على حساب سلوكيات أخرى تزيد من خطورة الأزمة. عندما ينتهى هذا، سوف نعيد توجيه سياستنا ونقوم باستثمارات جديدة فى المنافع والخدمات العامة. لا يعتقد ايريك أننا سنصبح أقل طائفية ولكن سنكون قادرين بشكل أفضل على رؤية كيف ترتبط مصائرنا. سينهار الاقتصاد إذا لم تضمن الحكومة الدخل لملايين العمال المعرضين لفقدان وظائفهم فى حالة ركود أو كساد. هذه الجائحة ستتسبب فى آلام ومعاناة ولكنها ستعاود اكتشاف النسخة الأفضل منا.
التكنولوجيا
ترى كاثرين مانجووارد ــ رئيسة تحرير مجلة reason ــ أن وباء الكورونا سيزيل الكثير من الحواجز الافتراضية وسيفرض الكثير من التغييرات فى مؤسسات وفواعل لطالما كانت تعتمد على البيروقراطية وإجبارها على استخدام الإنترنت. لم يعد هناك مقاومة لوجود التعليم المنزلى أو التعليم عن بعد أو العمل من المنزل، وسيكون من الصعب حرمان الناس من هذه الخيارات. وتقول شيرى توركلى ــ أستاذة الدراسات الاجتماعية للعلوم والتكنولوجيا فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ــ أننا ربما يمكننا استخدام وقتنا مع أجهزتنا لإعادة التفكير فى أنواع المجتمعات التى يمكننا إنشاؤها. ففى الأيام الأولى من تجربة التباعد الاجتماعى رأينا أمثلة أولية ملهمة من حفلات موسيقية ومسرحيات ودروس لليوجا. وتضيف إليزابيث برادلى ــ رئيسة كلية فاسار وباحثة فى الصحة العالمية ــ أن الواقع الافتراضى سمح لنا بالحصول على المعلومات التى نريدها حتى لو كنا انطوائيين، ومن المرجح أن نرى برامج للواقع الافتراضى يمكن من خلالها أن نصبح داخل فصل أو أى مكان آخر مما يساعد هؤلاء الذين سيعانون من مشاكل عقلية أو اجتماعية.
الصحة/ العلوم
تقول آى جين بو ــ مديرة «التحالف الوطنى للعمالة المنزلية» وتحالف «الرعاية عبر الأجيال» ــ أن جائحة الكورونا أظهرت ثغرات كبيرة فى البنية التحتية لنظام الرعاية الصحية، فالكثيرون لا يملكون التأمين الصحى واضطروا إلى تحمل مصاريف كبيرة لإنقاذ أحبائهم والقليل تمكنوا من أخذ إجازة طبية مدفوعة الأجر. وفقدان العمل أصبح يعنى فقدان الدخل. وقد سلط الفيروس الضوء على العديد من كبار السن الذين لا تُلبى احتياجاتهم. ويضيف ستيف ستيرلنج ــ نائب رئيس فى معهد روزفلت ــ أن فيروس كورونا كشف عن فشل نظامنا القائم على السوق لتطوير وتصنيع الأدوية واللقاحات. لن تقوم شركات الأدوية الخاصة بإعطاء أولوية للقاح أو أى إجراء مضاد آخر حتى يتم ضمان ربحيته، وأصبح هناك إجماع على أن القطاع العام هو الأكثر كفاءة فى تطوير وصناعة الأدوية. وترى سونجا تراوس ــ المديرة التنفيذية فى مشروع YIMBY law ــ أن خطاب السياسيين حول انتشار فيروس كورونا أوضح سيطرة الخطاب السياسى على العلم، إلا أن مع انتشار الفيروس كشف هذا الخلل وتم الرجوع إلى العلم والعلماء.
السلطة السياسية
يتفق إيثان زوكرمان ــ ناشط حقوق الإنسان الأمريكى ــ ومارجريت أومارا ــ أستاذة التاريخ فى جامعة واشنطن ــ أن فيروس كورونا سيجعل العديد من المؤسسات السياسية مرئية للناس وموجودة على الواقع الافتراضى.. وهذا ما يراه إيثان أيضا فرصة لأعضاء البرلمان للذهاب إلى دوائرهم والتقرب من ناخبيهم ويصبحون أكثر حساسية تجاه قضاياهم المحلية.
أشارت ليليانا ماسون ــ أستاذة فى جامعة ماريلاند ــ أن هذه الأزمة أوضحت أهمية وجود مؤسسات حكومية فعالة حتى يكون هناك مجتمع سليم، فما يأمل الناس فى سماعه الآن هو صوت الحكومة. وبالنسبة لارشون فانج ــ أستاذ المواطنة والحكم الذاتى فى كلية جون إف كينيدى بجامعة هارفارد ــ فإن الفيروس خلق روحا جديدة من التضامن بين الحكومة والشعب، وأصبح هناك إحساس بأهمية مساندة الحكومة ومساندة الفئات المتضررة من الشعب بسبب الحجر المنزلى.
أضافت المخرجة استرا تايلور أن الفيروس كشف عن أن المطالب التى رفضها المسئولون لكونها مستحيلة لم تكن كذلك، فالآن نحن نعلم أن القواعد التى نتبعها لم تكن ضرورية وجعلت المجتمع أكثر هشاشة وظلما.
الانتخابات
تحدث جو بروتون ــ رئيس منظمة Democracy Live ــ عن أن من أحد ضحايا الكورونا هو نظام التصويت داخل مكاتب الاقتراع، مما سيفرض على المسئولين استخدام التكنولوجيا الحديثة أو بطاقات اقتراع إلكترونية.. هذا النظام ليس جديدا. فقد تم استخدامه من قبل الناخبين العسكريين والمعاقين فى الخارج. أما ليو دروتمان ــ وهو زميل أقدم فى مركز New Americaــ وكيفن كوسار ــ نائب رئيس شراكات البحث فى معهد R Streetــ فيعتقدان أنه من الممكن الاقتراع عبر البريد مما سيجعل يوم الانتخابات «شهر الانتخابات» أو ربما شهور. وبمجرد تجربة المواطنين لسهولة التصويت المبكر أو التصويت عبر البريد، فلن يرغبوا فى التخلى عنها.

الاقتصاد العالمى
تقول الصحفية سونيا إنه فى أفضل السيناريوهات، سيجبر الوباء المجتمع على قبول القيود على الثقافة الاستهلاكية كثمن معقول للدفاع عن أنفسنا ضد العدوى وكوارث المناخ على حد سواء. أما الاقتصادية دامبيسا مويو فتقول إن هذا الوباء سيخلق ضغطًا على الشركات لموازنة كفاءة وتكاليف/فوائد نظام سلسلة التوريد العالمى مقابل متانة سلسلة التوريد المحلية. فإن التحول إلى سلسلة توريد محلية أكثر قوة من شأنه أن يقلل الاعتماد على نظام إمداد عالمى متصدع. ولكن إذا كان هذا سيضمن حصول الناس على السلع التى يحتاجونها بشكل أفضل، فمن المرجح أن يؤدى هذا التحول إلى زيادة تكاليف الشركات والمستهلكين.
وبدورها قالت تيدا سكوكبول ــ أستاذة فى علم السياسة والاجتماع فى جامعة هارفارد ــ بشأن اتساع فجوة عدم المساواة إنه غالبًا ما تركز مناقشات عدم المساواة ــ خاصة فى الولايات المتحدة ــ على الفجوة المتزايدة بين الطبقة الأقل غنى والتى تمثل 99% والطبقة الأكثر غنى أو الأعلى (1%)، لكن الفجوة الأخرى التى نمت بين باقى السكان ستتفاقم بسبب هذه الأزمة. حيث حقق خمس الأمريكيين مكاسب فى الدخل أكبر من أولئك الذين دونهم فى التسلسل الهرمى للدخل فى العقود الأخيرة. وغالبا ما يكونون مهنيين أو مديرين ذوى رواتب عالية يعيشون فى منازل مجهزة بالإنترنت تسمح لهم بالعمل عن بعد. وفى ظل هذه الأزمة، سيحصل معظمهم على دخل ثابت وستصلهم السلع الضرورية إلى أبواب منازلهم. أما الـ 80 % الآخرون من الأمريكيين فيفتقرون إلى تلك المميزات وسيعانى الكثير من فقدان وظائفهم أو يضطرون إلى العمل فى أماكن تعرضهم للإصابة بالفيروس.

أسلوب الحياة
تقول مارى فرانسيس بيرى ــ أستاذة الفكر الاجتماعى الأمريكى بجامعة بنسلفانيا ــ إنه على المدى القصير، ستنظم الجامعات دورات حول الأوبئة، وسيبتكر العلماء مشاريع بحثية لتحسين التنبؤ والعلاج والتشخيص. ولكن على المدى الطويل مثلما حدث مع الأنفلونزا الكارثية 1918ــ1919، عندما سعى العديد من الأمريكيين إلى الترفيه وانتعش الاقتصاد بسرعة وازدهر لحوالى 10 سنوات، ولكنه فى الأخير أدى إلى الكساد الكبير. ربما، بالنظر إلى الماضى، عندما ينتهى هذا الوباء، سيستجيب البشر إلى الشعور بالراحة والمتعة والتخفيف من التوتر.
ويضيف بول فريدمان ــ أستاذ التاريخ فى جامعة ييل ــ إنه على مدى السنوات القليلة الماضية، أنفق الأمريكيون أموالا على الطعام الجاهز أكثر من إنفاقهم على إعداد الوجبات بأنفسهم. ولكن مع إغلاق المطاعم ومع زيادة العزلة، سيتعلم الكثير من الناس كيفية الطهى. وربما سيقعون فى حب الطبخ. وتقول الكسندرا لانج ــ ناقدة فى الهندسة المعمارية ــ إنه غالبًا ما ينظر الناس إلى الحدائق كوجهة لشىء محدد، مثل ملاعب لكرة القدم، ويجب الآن أن نغير هذه الاستخدامات. فيجب أن يقدر المجتمع هذه الحدائق.
وبدوره يقول ماثيو كونتينتى ــ زميل مقيم فى معهد أمريكان إنتربرايز ــ إن فيروس كورونا لا يهاجم جهاز المناعة فقط، فمثلما حدث فى الحرب الأهلية والكساد العظيم، لديه القدرة على إصابة أسس المجتمع الحر. وبالفعل يدخل الاقتصاد العالمى فى المراحل الأولى من الركود الذى يمكن أن يصبح كسادا.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
ابتهال أحمد عبدالغنى

التعليقات