بنات آخر زمن - محمود قاسم - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بنات آخر زمن

نشر فى : الجمعة 24 أغسطس 2018 - 10:05 م | آخر تحديث : الجمعة 24 أغسطس 2018 - 10:05 م

«كوبا كابانا بالاس»

عنوان فيلم إيطالى ينتمى إلى سنوات الستينيات، تدور أحداثه على أحد الشواطئ حيث يذهب الناس للتصييف، تخلو الحياة تقريبا من المتاعب، وتستعد القلوب لمعايشة قصص حب جديدة، ويرمى الناس بمتاعبهم حتى ولو بشكل مؤقت فيتخففون من الملابس والمشاكل والمتاعب، وقد امتلأت السينما الإيطالية بهذا النوع من الأفلام، أما أفلامنا نحن عن التصييف فقد امتلأت بالمتاعب الحياتية، كأننا صناع غم مثل فيلم «البنات والصيف» و«إجازة صيف» و«فى الصيف لازم نحب» ولعل اللبنانيين هم من نجحوا فى عمل افلام على طريقة «الكوبا كابانا بالاس»، والغريب أن الافلام المصرية التى صنعت على هذا الطراز أحيطت بسياج من الممنوعات، فهى لا تعرض إلا فى القنوات المشفرة، وعليها أكثر من علامة أنها للكبار جدا، رغم أنها أفلام شبابية، تخلو من الممنوعات، مثل الجرائم بجميع أنواعها والخيانة، والمشاهد الجنسية والقبلات الشهوانية، ومن أشهر هذه الأفلام «بنات آخر زمن» الذى أخرجه رضا ميسر عام 1972، وقام ببطولته إيهاب نافع، وهو الفيلم الذى حاول عاطف سالم أن يمشى على صراطه فأخرج فيلمه الشهير «الملكة وأنا» بطولة جورجينا رزق ملكة جمال العالم فى السبعينيات.

الفيلم الأول من بطولة ممثلة لا يعرفها أحد اسمها كاتلينا، وتكاد تكون جورجينا رزق نسخة كربونية منها، فى التكوين الجسمانى، وملامح الوجه والابتسامة، والبراءة، ولا أعرف لماذا اختفت كاتلينا رغم التعليقات التى على يوتيوب تستفسر عنها، وعن اسمها، وسط ثناء حقيقى عليها.

الفيلم معالجة قريبة من الفيلم الأمريكى «لا يمكن أن تأخذها معك» إخراج فرانك كابرا، الذى يدورحول الفكرة الشائعة عن العلاقة بين الحب والمال، فالثرى يريد أن يزوج ابنه من فتاة غنية، والابن نفسه يتخفى ويتظاهر أنه الفقير الذى يلجأ إلى العمل اليدوى، ويقع فى حب فتاة فقيرة، ويخفى عنها حقيقته، ويترك مشاريع أبيه الكبيرة ليعمل لدى خصمه فى إصلاح اليخوت، ويشترك فى سباق المحترفين ويكسب السباق، والفيلم يدور بالطبع فى شاطئ ترتدى فيه الجميلات لباس البحر، كل فرد له حبيب يحرص على إسعاده، وهذا هو ما جعل الفيلم يدخل فى نطاق الممنوعات ما يعكس إلى أى حد صارت أعيننا مليئة بالخطيئة، إنه فيلم للبهجة، والضحك، لا يعانى أبطاله من المتاعب، ومشاهدته دليل مؤكد أن النية ترتكب الخطيئة، أما المتفرج فكل ما يفعله أن يتخلص لبعض الوقت من توتر الحياة كى يعود إليها مجددا بعد الخروج من كوبا كابانا بالاس.

التعليقات