فى الحلقات الدرامية يبحث دائما البطل أو البطلة عن مشهد يكون بمثابة نقطة ضوء تنفذ منه إلى قلب المشاهد ويلقى بالأحداث إلى المنطقة الساخنة المتوهجة، لعلها تغطى على بطء الإيقاع وتتناسى معها مشاهد أخرى مملة ومليئة بالثرثرة.

وفى مسلسل «خاص جدا» وضعت يسرا يدها على نقطة الانطلاق فى الحلقة الثانية.. جالت بانفعالاتها وخبرتها وإصرارها على التمكن والنجاح.. كان ذلك عندما اعترف لها الزوج المهندس مصطفى بأنه يحب امرأة أخرى ولا يستطيع أن يبتعد عنها.. وجاءت نظرات الدكتورة شريفة الجريحة لتعبر بصدق عن هول الصدمة.. ففى عينيها قرأت اللوم والهوان على عشرة السنين.. فى عينيها سكنت دموع الحسرة والألم.. فى عينيها دارت الأيام والسنون بحلوها ومرها فى لحظة، ومن نظرة عينيها أيضا جاء القرار بالانفصال..

تماسكت الطبيبة النفسية أمام كبريائها ولم تسامح.. مشاعر صعبة فى أحرج لحظات العمر عبرت عنها يسرا فى لقطات سريعة وعميقة.

وعلى الطرف الآخر كان الزوج الخائن ــ محمود قابيل ــ شرسا فى كلامه وهو يعترف بحبه لامرأة أخرى.. وأكثر شراسة فى صحته أيضا عندما لم نسمع سوى دقات قلبه ممزقة بين زوجة منحته الدفء والأمان والأسرة وبين امرأة أخرى وقع فى غرامها بحكم مراهقة مرحلة منتصف العمر.

وفى لقطات سريعة ومعبرة وملخصة لانهيار حياة طارد الزوج زوجته، وهى تلاحقه بكل أرجاء المنزل الذى شهد أجمل الذكريات، لكنه كان شبحا يتلاشى، وكأنها تودعه وتطرده من قلبها ليخرج منه فى هدوء، وفى غرفة النوم والأحلام أطلقت الدكتورة شريفة ــ يسرا ــ صرختها وهى تودع كذلك كل لحظات الحنان.

.. وفى الصباح جاءت نظراتها حادة مليئة باللوم عندما جاء المأذون ليسجل مذاق الزوجين فى مرسوم رسمى، المشهد كان صعبا وحيا ورغم أنه كان مبالغا فيه بعض الشىء فإنه كان أكثر المشاهد نموذجية مقارنة بكثير من المشاهد الأخرى.

إرادة يسرا وإصرارها على النجاح فى رحلتها الجديدة مع «خاص جدا» مؤشر إيجابى، لكنه فى الوقت نفسه يحملها عبئا ثقيلا لأنها يجب أن تداوى جراح ما بقى من انطباعات سلبية على أعمال أخرى مضت.