فتنة الإخوان - أشرف البربرى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فتنة الإخوان

نشر فى : الخميس 27 يونيو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 27 يونيو 2013 - 1:08 م

كيف لرئيس قادم من مرجعية إسلامية يتعامل بكل هذا القدر من الاستهانة مع احتمالات مواجهة أهلية يمكن أن تسقط مئات القتلى من أبناء الوطن فتمر الأسابيع والأيام دون أن يحرك ساكنا لقطع الطريق على هذا السيناريو الكابوس؟. كل المؤشرات تقول إن مصر مقبلة على كارثة يوم الأحد المقبل إذا لم يتحرك الرئيس تحركا إيجابيا لنزع فتيل الغضب الشعبى المتزايد على حكمه وجماعته.

 

أما أن يراهن على حشد أنصاره من الإسلاميين الذين تجمعوا فى ميدان رابعة العدوية يوم الجمعة الماضى تحت شعار «لا للعنف» لكى يطلقوا تهديداتهم القاتلة ضد المعارضة ولكى يستعرضوا قوتهم بعروض كارتيه وتايكوندو، فهو بذلك يراهن بمصير الوطن كله لأن الرئيس سيحاسب أمام الله وأمام الناس عن كل قطرة دم تراق.

 

عندما صوت الناس لصالح جماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية ولمرشحها فى الانتخابات الرئاسية كانوا يتصورون أنهم اختاروا «أهل دين وآخرة» ولكن ما نراه اليوم من حرص على السلطة بكل تفاصيلها يفتن هؤلاء البسطاء فى دينهم ويجعلهم يشكون فى كل من يرفع شعار الدين والإسلام.

 

لو كان الرئيس مرسى وأهله وعشيرته قد التزموا خلق الإسلام ومبادئه التى يرددونها عقب كل صلاة فأقال رئيس الوزراء الذى اتفق الكثيرون على فشله وأقال النائب العام المشكوك فى شرعيته وسعى إلى وضع قانون انتخابات يضمن لها نزاهتها لما وصلنا إلى هذه اللحظة التى تحولت فيها المواجهة بين الإخوان والمعارضة إلى معركة بقاء ستسيل فيها دماء كثيرة.

 

إن تاريخ الخلافة الراشدة التى يزعم الإخوان ومن والاهم أنهم يسعون إلى إحيائها يرسم لنا خريطة طريق مواجهة الفتنة. فقد رفض الخليفة الراشد عثمان بن عفان التخلى عن الخلافة إيمانا منه بأنها منحة إلهية لا يجوز أن يتركها استجابة للمعارضين وقال لكبار الصحابة وبينهم وعلى بن أبى طالب وعبدالرحمن بن عوف وطلحة بن عبيدالله الذين طالبوه بالتخلى عن الخلافة «والله لا أنزعن قميصا ألبسنيه الله» فكانت الفتنة الكبرى.

 

فى المقابل جاء الإمام الحسن بن على بن أبى طالب حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى تنازل من موقف قوة عن مقعد الخلافة كخامس الخلفاء الراشدين لمعاوية بن أبى سفيان حقنا لدماء المسلمين تصديقا لقول الرسول الكريم عنه «ابنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين». وعندما اعترض بعض أنصار الحسن على الصلح والتنازل وقالوا له إن هذا عار قال «العار ولا النار».

 

ولكن لأننا الآن نعيش عصر فتنة فإن الإسلاميين جعلوا من الرئاسة والسلطة هدفا أسمى حتى لو كان المقابل سقوط قتلى ونزيف دماء المسلمين ولو كان الثمن افتتان الناس فى دينهم وهم يرون رجال دين بجلاليب بيضاء ولحى طويلة وقد أرغوا وأزبدوا وأفحشوا فى القول دفاعا عن الرئاسة وتحريضا على المعارضين متجاهلين حقيقة أن قصر الاتحادية ليس أعز على الله من بيته الحرام وأن الله جعل هدم بيته الحرام أهون عليه من إزهاق روح مسلم.

 

كتبت هذه الكلمات قبل خطاب الرئيس أمس وأدعوا الله أن يكون كل ما كتبته خطأ ويتخذ الرئيس القرارات الصعبة حقنا للدماء.

التعليقات